ملء ورقة “التيار” البيضاء ينتظر الحوار… الترشيح دون توافق عقيم

ملء ورقة “التيار” البيضاء ينتظر الحوار… الترشيح دون توافق عقيم

الكاتب: يولا هاشم | المصدر: المركزية | التاريخ: نوفمبر 9, 2022
9 تشرين الثاني 2022

قرّر “التيار الوطني الحر” بعد اجتماع التكتل أمس، المضي بالتصويت بالورقة البيضاء خلال جلسة الانتخاب الخامسة لرئيس الجمهورية غداً، على رغم مواقف لنواب من داخله اكدت عدم جواز الاستمرار بالورقة البيضاء ومعلومات عن جنوح العديد من أعضاء التكتل لتسمية مرشح من صفوفه. فلماذا الإصرار على الورقة البيضاء مرة أخرى؟

عضو تكتل “لبنان القوي” النائب أسعد درغام يؤكد لـ”المركزية” ان “مرشح “التيار” ليس الورقة البيضاء، وبالتالي الورقة البيضاء هي موقف بحدّ ذاته، إنما في الوقت نفسه لا يمكننا الاستمرار بها الى ما لا نهاية. لكن في ظل مواقف الأفرقاء، خاصة رفض الحوار من قبل “القوات اللبنانية” واستمرارهم بترشيح النائب ميشال معوض واستمرار الثنائي الشيعي بتمسكهم برئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية، تبقى الورقة البيضاء كتعبير عن موقف بانتظار ان نجلس جميعنا ونتحاور معاً للوصول على رئيس تتفق عليه أغلبية الكتل النيابية”.

ولكن هل هذا الخيار صائب في ظل انهيار الدولة والتحذيرات الامنية من الداخل والخارج بما فيها تصريحات مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف وخلاصة اجتماع الامن المركزي امس وخطاب قائد الجيش العماد جوزف عون  منذ أيام؟ يجيب درغام: “ما الذي يختلف بين التصويت بالورقة البيضاء والتصويت من أجل التصويت فقط، كأن يصوّت البعض مثلاً للدكتور عصام خليفة او حتى لمعوض وهم يعلمون أنهم لن يتمكنوا من ايصال اي منهما، إنما يدخل كل ذلك ضمن إطار تسجيل الموقف. لذلك لا مفرّ من الحوار والتشاور للوصول الى شخص تتوافق عليه أغلبية الكتل. وبالتالي، سنستمر بالتصويت بالورقة البيضاء بانتظار بلورة ونضوج هذه المعطيات عند الأفرقاء “.

هل تمسّك رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بالورقة البيضاء يدخل في إطار الردّ على “حزب الله” لقطع الطريق على فرنجيه والاحتفاظ بتموضعه الذي قد يمكّنه لاحقاً من الترشح ودفع الأمين العام لحزب السيد حسن نصرالله الى دعم ترشحه في وجه مرشح “القوات” والمعارضة؟ يجيب درغام: “هذا الامر لا أعرف ما هي حساباته وما هي استراتيجية الثنائي الشيعي، ولكن الثناني متمسك حتى الساعة بترشيح الوزير فرنجية ولا يريد التحدث بأسماء أخرى. وفي الوقت نفسه، القوات اللبنانية وحلفاؤها متمسكون بترشيح النائب معوض. وبالتالي، بغض النظر عن الاسم الذي سيتم التصويت له، ما النفع بالحصول على 20 او 30 صوتا؟ ليس المطلوب القيام بعراضة وفولكلور وتسمية أشخاص للحصول على 20 صوتا. الترشيح ليس الهدف بل الوصول الى رئيس هو الهدف، والذي لن يتم إلا في حال التفاهم مع كافة الافرقاء”.

كيف يتم التوافق في ظل عدم تبدل المواقف والمعطيات؟ يقول: “ليست لدينا القدرة على ان نفرض على الافرقاء الجلوس الى الطاولة والبحث بمرشح توافقي. لذلك الورقة البيضاء هي تعبير عن موقف ودعوة في الوقت نفسه للفرقاء كافة بضرورة البحث عن مرشح يحظى بدعم كبير من الكتل”.

رئيس المجلس النيابي نبيه بري دعا الى طاولة حوار ولم تلق آذانا صاغية، وانتقده الرئيس ميشال عون؟  “يمكننا التشاور، مجرد القبول بأن علينا الوصول الى مرشح توافقي نكون قد قطعنا نصف الطريق. ولكن حتى الآن لا قبول من أي طرف بهذا الأمر، فعلى أي اساس سنجري الحوار إذا كانت “القوات” لا تقبل ببديل عن معوض ولا الثنائي ببديل عن فرنجية؟ وللتوضيح، نحن لم نرفض الحوار، إنما عندما دعا الرئيس بري للحوار كانت المواقف السياسية والخطابات الاعلامية متشنجة خاصة من قبل حركة “امل”، لذلك طلبنا ان تهدأ النفوس كي نتمكن من الجلوس والتحاور”.

ويؤكد درغام ان “في الوقت الحاضر ليس لدى “التيار” أي اسم مرشح، بانتظار ان تنضج كل هذه الامور”، متوقعا “ان تكون جلسة الغد مشابهة للجلسات التي سبقت”.

ويختم: “من الضروري ان يقتنع الأفرقاء كافة بالتوازنات الموجودة داخل مجلس النواب وتكوين المجلس من أقليات متعددة، الامر الذي يصعّب الأمور ويؤدي الى استحالة وصول مرشح تحدي. وبالتالي نحتاج الى إقامة تفاهمات تفضي الى انتخاب رئيس للجمهورية. وتمسك كل فريق بموقفه يعني اتخاذه قرارا ضمنيا باستمرار الفراغ. لذلك نوجّه دعوة الى الجميع للتلاقي في منتصف الطريق”.