2022 تغتال البراءة في سوريا… مقتل 310 أطفال وخطف واستغلال جنسي

2022 تغتال البراءة في سوريا… مقتل 310 أطفال وخطف واستغلال جنسي

المصدر: المرصد السوري لحقوق الانسان
21 كانون الأول 2022

وثّق نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، مع استمرار أعمال العنف ضمن الأراضي السورية، مقتل 310 أطفال سوريّين بظروف مختلفة في مناطق سيطرة النظام السوري. وتوزعت ظروف مقتلهم على أنحاء مختلفة، فـ68 طفلاً قتلوا برصاص عشوائي واقتتال وجرائم متعددة، 14 طفلاً قتلوا على يد الفصائل، 21 قتلوا بظروف غامضة، طفل على يد التحالف، 22 طفلاً لقوا مصرعهم إثر تردي الأوضاع الاقتصادية، 9 أطفال قتلوا جرّاء القصف الروسي، طفلان بانفجار آليات مفخخة، 104 أطفال قتلوا بسبب مخلفات الحرب، طفل على يد داعش، 13 طفلاً قتلوا برصاص جنود أتراك، 11 برصاص مجهولين، 13 على يد قوات سوريا الديمقراطية، وطفل اثر انفجار لغم.

وتمكن “المرصد” من توثيق 5 حالات اعتقال تعسفي لأطفال خلال العام 2022، ففي مناطق نفوذ النظام تم توثيق 3 حالات، وفي مناطق نفوذ الفصائل الموالية لأنقرة تم تسجيل حالتين اثنتين.

كما وثق 42 حالة اختطاف لأطفال سوريين خلال العام 2022 على اختلاف مناطق السيطرة، ففي مناطق نفوذ النظام تم توثيق 5 حالات اختطاف، وفي مناطق نفوذ الفصائل الموالية لأنقرة تم تسجيل 3 حالات، بينما تم توثيق 34 حالة ضمن مناطق نفوذ الإدارة الذاتية.

ومنذ العام 2011، بات أطفال سوريا على خط تماس الحرب والصراع الدائر وقد دفعوا ثمن ذلك غالياً، وعلى الرغم من ذلك ظلوا صامدين آملين في حياة أفضل ومن أجل البقاء على قيد الحياة.

وفي وقت تؤكد فيه منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أن 5.3 ملايين طفل سوري بحاجة إلى المساعدة العاجلة، تزداد المعاناة بل تتضاعف خاصة مع سياسة اللامبالاة التي اتخذها كل من النظام والمعارضة في مختلف مناطق سيطرتهما وعدم إيلاء الأطفال ومآسيهم الاهتمام والرعاية التي تعتبر أولوية مطلقة في مقدمة أي اهتمام، فهم الفئة الأكثر تضررا ومعاناة، وحتى المساعدات القادمة من بعض الجهات تتصرف فيها “الشبيحة والمافيا” التي تتحكم في الأوضاع.

لا يعاني أطفال سوريا الجوع والفقر بل انقطعوا مجبرين بسبب الحرب عن التعليم، إذ تقول يونيسيف إن “أكثر 2.7 مليون طفلاً سورياًّ لم يلتحقوا بالتعليم داخل سوريا وخارجها منذ بداية الثورة، وما أدى إلى ترك جيل كامل غير متعلم يعجز عن فهم حاضره وقراءة مستقبله، وما زاد الوضع تأزماً انتشار ظاهرة تشغيلهم واستغلالهم من قبل أرباب العمل في ضرب لكل القوانين والاتفاقيات الدولية التي تنخرط فيها سورية وتجرم تشغيل الأطفال.

وحذّر “المرصد”، في مختلف تقاريره الحقوقية، من ظاهرة لافتة ومخيفة تتمثّل في عمالة الأطفال خاصة في الورشات العشوائية التي تشغلهم أكثر من 12 ساعة في ظروف صعبة وغير إنسانية، ويجبرهم رب العمل على حمل الآلات الثقيلة ومعدات الصيانة وغيرها من الأعمال الشاقة لا تتماشى وحقوق الطفل وقدراته. كما حذرت منظمات دولية عدّة من استغلال الأطفال بطرق بشعة بالتشغيل الهشّ واللاقانوني وكثرة عدد ساعات العمل.

وتعد إشكالية تشغيل الأطفال من أبرز المشكلات الاجتماعية التي تواجه الأسر التي تدفع بأطفالها إلى العمل لتوفير القوت والعيش بأقّل الإمكانيات.

على خطّ آخر، لم تسلم الفتيات القصّر من الاستغلال الفاحش اقتصادياً بإجبارهن على العمل لساعات طويلة بأجر أقلّ من البالغات، وفي ظروف سيّئة، مع انقطاعهن المبكر عن الدراسة لمساعدة عائلاتهن في توفير ضروريات الحياة. هذه الأوضاع المأساوية التي تعيشها الفتيات زادها سوءاً تزويجهن القسري بتعلة التخلّص منهن ومن مسؤوليتهن التي تؤرق بعض العائلات وكأنهن عبء وجب التخلص منه.

وما زاد الطين بلّة، تعرضهن للاستغلال الجنسي وإجبارهن أحياناً على القيام بأعمال منافية للأخلاق من قبل أرباب العمل مستغلين حالة الخوف من الإبلاغ عن تلك الحالات المشينة.

وبحسب تقرير منظمة صندوق الطوارئ للطفولة التابع للأمم المتحدة (يونيسيف)، يحتاج 90% من الأطفال السوريين إلى الدعم في ظلّ انتشار واسع ومخيف لعمالة الأطفال.