السنيورة من بكركي: رئاسة الجمهورية ليست جائزة ترضية

السنيورة من بكركي: رئاسة الجمهورية ليست جائزة ترضية

30 كانون الأول 2022

لفت رئيس الحكومة السّابق فؤاد السنيورة، بعد لقائه مع وفد، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في بكركي، للتّهنئة بعيد الميلاد المجيد وحلول السّنة الجديدة، إلى أنّ “كالعادة، تأتي زيارتنا لهذا الصرح لمعايدة البطريرك الراعي ولنتشاور سوية في مختلف الشؤون الوطنية التي تهم اللبنانيين، ولنستزيد من إيمانه وحكمته ودوره الوطني الكبير، وذلك من أجل أن تسهم هذه المداولات وغيرها في تصويب بوصلة مسيرتنا الوطنية والإصلاحية نحو الخلاص من هذه المآزق الكبيرة التي أصبح لبنان واللبنانيون في أتونها”.

وذكر أنّ “في هذا اللقاء، تم التداول مع البطريرك، ومن قبل جميع أعضاء هذا الوفد بهذه المواضيع، التي من المفيد تسليط الضوء على النقاط الأساسية التالية:

أوّلًا: إنَّ القضية الأساسية التي تهم اللبنانيين وتتفوق على غيرها من قضايا ومسائل ضاغطة، هي في ضرورة انتخاب رئيس الجمهورية الجديد للبنان، والمسارعة أيضا إلى تأليف الحكومة الجديدة، وذلك من أجل أن تكتمل السلطات الدستورية وتتأمن الإرادة، وكذلك الوسائل التي يمكن على أساسها معالجة المشكلات التي تعصف بلبنان. ولهذا، فإن دقة الأمور والأوضاع أصحبت تقتضي من الجميع، ولاسيما من النواب، التوقف عن تضييع الوقت والامتناع عن الاستمرار في إلهاء اللبنانيين بأمور جانبيه، ومنها تحت ذريعة التصويت بورقة بيضاء.

ثانيًا: إن الرئيس الذي يجب ان ينتخب، هو الرئيس الذي يكون رئيسا لجميع اللبنانيين، وهو كما يصفه الدستور بكونه رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن، وهو الذي أوكل إليه الدستور حمايته من جهة، وأوجب عليه أن يمارس الحرص الشديد على سيادة واستقلال لبنان وسلامة ووحدة أراضيه ومرافقه.

ثالثًا: هناك مفارقة نشهدها في لبنان، وهي أنَّ رؤساء الطوائف، هم الذين يدعون إلى وحدة اللبنانيين، وإلى الممارسة الحقة للانفتاح والتسامح والمحبة والرحمة، ولا يحرضون اللبنانيين على المزيد من التشنج الطائفي والمذهبي ولا يثيرون النعرات”.

وأكّد السنيورة أنّه “لم يعد مقبولا أن يستمر من فشلوا في تحمل المسؤولية الوطنية لسنوات طوال، في إدارة الحكم في أكثر من موقع، أن يحاولوا العودة لتصدر الأحداث، وذلك عبر النفخ في البوق الطائفي، على أمل أن يستعيدوا دورا كان لهم ولم يقوموا به، وأن يظهروا بأنهم يدافعون عن الحقوق”.

وشدّد على أنّ “رئاسة الجمهورية ليست جائزة ترضية تعطى لأحد، ولا هي حصة لأحد، بل هي لجميع اللبنانيين، وهي التي يفترض بها أن تكون الساهرة لحمايتهم وتعزيز عيشهم المشترك. رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن، وهو رئيس لكل اللبنانيين، وهو الجامع بينهم وليس رئيسا لفريق منهم”.

ثمّ التقى البطريرك الراعي، النّائبة ندى بستاني مع وفد من “التيار الوطني الحر” في كسروان الفتوح، أتى لتقديم المعايدة لمناسبة عيدي الميلاد المجيد ورأس السنة.

وأعلنت بستاني بعد اللقاء، “دعم “التيار الوطني الحر” لمواقف البطريرك في موضوع انتخاب رئيس للجمهورية، معربة عن أملها بأن “تثمر “جهوده وجهود رئيس “التيار” النائب جبران باسيل، الى الوصول لانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن”، لافتة الى أن “الحوار هو الأمر الوحيد الذي يمكن لجميع الأطراف القيام به في الوقت الحالي وإن سيد بكركي هو من يجمع جميع الأطراف للتمكن من انتخاب رئيس للجمهورية”.

كما استقبل النائب الرسولي اللاتيني في بيروت المطران سيزار اسيان، وراعي أبرشية أفريقيا الجنوبية المطران سيمون فضول مع وفد من أبناء الأبرشية.