خاص-لنكن الضّفدعة الصمّاء

يُحكى أنّ مجموعة من الضفادع كانت تسير بأمان وسلام وفجأة سقطت اثنتان منها في حفرة عميقة ولمّا رأى الرفاق عمق الحفرة أدركوا أنه يستحيل على الضفدعتين الخروج فقالوا لهما مستحيل عليكما النجاة مهما حاولتما فلن تنجحا، عليكما الاستسلام لقدركما والبقاء في الحفرة بانتظار الموت المحتّم. واحدة عملت بما سمعت ندبت حظها والقدر استسلمت وماتت بينما الأخرى ظلّت تحاول القفز جاهدة لإنقاذ نفسها، فيما الناس الذين تهافتوا إلى المكان لم يتوانوا عن إخبارها باستحالة خروجها مهما حاولت أو ثابرت وراحوا يلومونها على الجهد الذي تبذله ويقنعونها بالرضوخ لنصيبها، إلّا أنّ المفاجأة كانت عندما نجحت الضفدعة بإنقاذ نفسها والخروج من الحفرة سالمة معافاة، فتهافت كلّ من كان في المكان ليسألها كيف نجحت بالخروج سالمة؟ ففوجئ الجميع بأنها صمّاء لا تسمع ولا تتكلم وكانت تظن أنّ الجماهير احتشدوا ليشجعوها على الخروج فيما هم في الحقيقة كانوا يهدمون من عزيمتها. كذلك نحن اللبنانيّين علينا مع مطلع العام الجديد أن نتسلّح بإيماننا بأنفسنا وبقدرتنا على النهوض من جديد للخروج من الحفرة التي رمونا فيها وألا نستسلم لكلّ التحليلات السوداء التي تتردد على مسامعنا يوميًّا بأنّنا منهوبون مفلسون منكسرون راضخون وبأنّ الأمل مفقود والخلاص معدوم علينا ألا نصغي لكلّ من يحاول النيل منّا وإحباط عزيمتنا وتشجيعنا على انتظار موت محتّم يتربّص بنا. علينا كلّ من موقعه شدّ عزيمته والتسلّح بالثقة والطموح والأمل والإصرار وهذا كاف لنفض الانكسار والاستسلام والانتصار تمامّا كالضفدعة الصمّاء. والعودة إلى الحياة من جديد.