خاص- ألم تحن ساعة الثورة بعد؟

خاص- ألم تحن ساعة الثورة بعد؟

الكاتب: أسعد نمّور | المصدر: Beirut24
3 شباط 2023

في زمنِ بطشِ الدولار، معاناةُ اللبنانيين تزداد، انقطاع الدواء عن رفوفِ الصيدليات بسبب التناتشاتِ السياسيّة، واحتضار الكهرباء، تحليق أسعار المحروقات، انعدام جميع أساليب التدفئة، دولرة سعر اشتراك المولّدات الخاصّة دون حسيبٍ ولا رقيب، وأسعارٌ ناريّةٌ تربِضُ على رفوف التعاونيّات والسوبرماركات، وأصواتُ صفيرٍ تجتاحُ أروقةٍ لم تنقص ولو علبةً واحدةً من الأصنافِ المعروضةِ على رفوفِها، وأرقامٌ اختلست من أوجه المتسوّقين لونها فباتت تتأرجحُ بين الشحوبِ والاصفرار ووزارةُ اقتصادٍ خطفها الثباتُ بوزيرها وموظفيها، المواطن بدأ يشعرُ بالجوع.

دولةُ رئيسِ حكومةٍ “يشحد” على ظهر الشعب واللاجئين، وزارةُ أشغالٍ لا تأبه لسلامة مرور المواطن، وزارةُ عدلٍ باتت خالية من العدلِ والعدالةِ والانصاف، وزارةُ مالٍ باتت كسكّةِ قطار بيروت بدون فائدة، وزارة عملٍ لشعبٍ بات أكثر من نصف عدده عاطلا عن العمل، وزارةُ صحّةٍ لشعبٍ سلّت صحته، تربيةٍ لأساتذة معتكفين، زراعة لشعبٍ طُلبَ منهُ في السابق زراعة السطوح والشرفات، وزارةُ دفاعٍ وزيرها يخاصم قائد جيشها، شؤونٌ اجتماعية لشعبٍ امتهن قسم منه التسوّل، وزيرُ بيئةٍ غائبٌ عن السمع…

من المسؤول عن كلّ ما يحدث في لؤلؤةِ الشرق؟

انقسمتِ الآراءُ بين من يحمّلُ المسؤوليّة للموالاة المتمثّلة بمحورِ الممانعةِ وحلفائه وآخرٌ يحمّلها للمعارضة المتمثّلة بما تبقّى من تحالف الرابع عشر من آذار وفُتاتِ تكتّلٍ أوصلتهُ ثورةٌ كُتِبَ لها الفشلُ منذ ولادتها، أمّا بالنسبةِ لي فالمسؤوليّة تقع على جميع الأطرافِ سواسيةً فلا المعارضة مستعدّةٌ للائتلاف ولا الموالاة متهيّأة لانتقاءِ اسمٍ يرضى به الحلفاء، “حزب الله” يريدُ رئيسًا لا يطعن “المقاومة” التي رسّمت الحدود مع “العدو” معترفةً بكيانهِ الذي لطالما وصفته بالـ”غاصب”، ومنذ العام 2006 لا تردُّ على غاراته التي أفتت لنفسها أن تحمينا منها دون أن نطلب حمايتها أساسًا، فلمّحت وحركة أمل لترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجيّة للرئاسة، والتيار الوطني الذي رأى أنّ تجربة عمادِه أزهرت بيلسانًا في أرض لبناننا التي روت جفاف ترابه دماء ضحايا وجرحى تفجير المرفأ، فتعلّق التيار برحيقِ الدماء وطالب برئيس تكتله جبران باسيل رئيسًا. أمّا من ناحية القوات والكتائب فالرئيس السيادي هو الحلّ الوحيد وكأنّ الرئيس السيادي سيحلّ مشكلة لبنان التي لن تحلّ إلّا اذا تحقق حلمنا الوحيد وهو  رحيل كلّ أمراء الحرب والطبقةِ الحاكمة واعادة هيكلة الدولة، ولكنّ النقطة التي تسجّل للحزبيين المسيحيين هي الاتفاق على اسم ميشال معوّض، أمّا بقيّة المعارضة من نواب الثورة والنواب المستقلّين فببساطة نستطيعُ تشبيه البعض منهم بعازفي الـ”Titanic” الباخرة تغرق وهم يعزفون على اوراق الانتخابات بأسماء لا أمال لها بالوصول الى سدّة الرئاسة وابياتٍ شعريّةٍ اقتبسوها عن شعراءٍ محليين وعالميين غيرُ آبهين لما يصيبُ الشعبَ من فقرٍ وجوعٍ وعوز.

وفي نهاية المطاف، تبقى المسؤوليّة الأكبر على الشعب الذي خدّرته نخرات ابر الأزمات المتتاليةِ، وجعلته متعبّدًا لمن يقطع عنه الدواء ويخزيه من أجل تأمين بضعة حبوبٍ منه ويذلّه من أجل كرتونة “اعاشة” ويجعل منه حارسًا لاسم “سعادته” أو “فخامته” أو “دولته”… “والعترة على للي ما الو حدا”.

في الختام، كنت أودّ أن أوجّه السؤال لنواب الأمّة، ماذا تنتظرون للاتفاق؟ ولكنّ الجواب معروفٌ وهو الكلمة المفتاح من الخارج، لذلك سوف أوجّه السؤال للشعب، ما الذي تنتظرونه؟ ألم تحن ساعة الثورة بعد؟