مرونة “الزلزال” انتهت.. الغارات عادت!

مرونة “الزلزال” انتهت.. الغارات عادت!

الكاتب: لورا يمين | المصدر: المركزية
8 آذار 2023

تعرّض مطار حلب في شمال سوريا فجر الثلثاء لضربة إسرائيلية ألحقت أَضراراً مادية فيه، وأدت إلى خروجه عن الخدمة، في استهداف للمطار هو الاول بعد الزلزال المدمّر الذي ضرب سوريا وتركيا المجاورة.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” عن مصدر عسكري قوله إنّه “في تمام الساعة 2:07 من فجر الثلثاء، نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً، من اتجاه البحر المتوسط غربي اللاذقية مستهدفاً مطار حلب الدولي”. وتحدث المصدر عن أضرار مادية في المطار أخرجته عن الخدمة، من دون ذكر أيّ إصابات بشرية.

الغارات الاسرائيلية ليست بجديدة في سوريا، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، غير ان اللافت فيها هو انها حصلت هذه المرة في وقت يُستخدم مطار حلب الدولي كوجهة رئيسية لاستقبال طائرات المساعدات الإنسانية التي تدفقت إلى البلاد بعد زلزال السادس من شباط. وقد هبطت في مطار حلب أكثر من ثمانين طائرة مساعدات خلال الشهر الماضي، وفق ما أفاد مسؤول الجاهزية في وزارة النقل، سليمان خليل، لوكالة “فرانس برس”. وأكد خليل أنّ “لم يعد هناك إمكانية لاستقبال أي طائرة مساعدات جديدة، حتى يتم إصلاح الأضرار التي لحقت فيه”.

التوقيت هو ما يعطي اذا الغارة الجديدة بعدا مهما، ليس فقط على الصعيد العسكري انما على الصعيد السياسي ايضا. فبحسب المصادر، بعد فترة انفتاح دولي وعربي على الرئيس بشار الاسد وعلى النظام السوري، فرضها الزلزال، بدأت لغة الحزم تعود الى الواجهة. صحيح ان المساعدات الانسانية والاغاثية للشعب المنكوب ستستمر، غير ان على الاسد الا يفهم هذه المرونة في شكل خاطئ. فضبط الوجود الايراني في سوريا سيبقى اولوية لدى العواصم الكبرى العربية والعبرية، واذا لم يذهب الاسد في هذا الاتجاه، فإن اي احتضان عربي او غربي له سيكون امرا شبه مستحيل، وعزلته ستستمر معطوفة اليها ضربات عسكرية لمنع ايران من تثبيت ارجلها في سوريا خصوصا وفي المنطقة عموما.

وقد تزامنت هذه الغارة مع زيارة قام بها مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إلى واشنطن بحثت تعميق التكامل الأمني في المنطقة، وفق ما جاء في بيان أميركي إسرائيلي مشترك. كما انها تأتي على وقع زيارة يقوم بها وزير الدفاع الاميركي لويد اوستن الى الشرق الاوسط حيث يزور الاردن والعراق ومصر والاراضي المحتلة.

وقد أفضت هذه الاتصالات على ما يبدو، الى تأكيد المؤكد لناحية ان محاربة ايران وتمددها، لا تزال تتصدر اجندة واشنطن وشركائها في المنطقة، من الدول الخليجية الى اسرائيل، بدليل الغارة الاخيرة. وعليه، فإن مرحلة احتواء الزلزال ومفاعيله، انتهت دوليا، وعادت الشروط الخارجية على سوريا والمقاربة الدولية للملف الايراني، الى قواعدها المعهودة، تختم المصادر.