الهيئات الاقتصادية: هذه الأزمة هي أزمة نظامية ووجودية

الهيئات الاقتصادية: هذه الأزمة هي أزمة نظامية ووجودية

10 آذار 2023

أشارت الهيئات الاقتصادية بعد اجتماع طارئ لها أنها “وبناء على دورها الوطني، لا يمكنها أن تقف مكتوفة اليدين وهي ترى بأم العين “خراب البصرة” وخصوصاً في موضوع بالغ الدقة والأهمية مثل موضوع المصارف المثار حالياً، والذي يشكل قضية حياة وموت لآلف المودعين وللمصارف وللإقتصاد الوطني”.

في هذا السياق، أعربت الهيئات عن ذهولها الشديد حيال الأحكام القضائية الصادرة بحق المصارف والمتعلقة بإلزامها بدفع الودائع بالدولار النقدي، وذلك ليس لأن الهيئات لا قدر الله ضد مصلحة بعض المودعين الذين ربحوا أحكاماً قضائية، إنما لأن هذه الأحكام تنصف عدداً قليلاً من المودعين وستوقع الظلم الشديد على الأغلبية الساحقة من المودعين، فيما المطلوب التعاطي بمسؤولية عالية مع هذه القضية الوطنية والوصول الى حلول شاملة وعادلة ومنصفة للجميع من دون إستثناء.

وحذرت الهيئات في بيانها من أن إعتماد هذه الأحكام القضائية لإسترداد الودائع، ستؤدي حتماً الى إعطاء أفضلية للمودعين المقتدرين والمحظيين على حساب معظم المودعين، وهذا أمر معيب وغير مقبول على الإطلاق.

وشددت على  أنه “على هذا الأساس، ومن أجل الحفاظ على القطاع المصرفي وعلى ما تبقى من ودائع التي من الممكن في حال تم إقرار خطة تعافي إقتصادي ومالي موثوقة وعادلة، إعادة تكوينها وإعادتها للمودعين،

ومن أجل تفادي تداعيات إضراب القطاع المصرفي الكبيرة والباهظة الثمن والكلفة على كافة المستويات لا سيما نقدياً وإقتصادياً وإجتماعياً ومعيشياً،

فإنها تطالب المرجعيات القضائية، التي تحترم وتجل، بعقد إجتماعات طارئة تخصص للبحث في هذا الموضوع ووضع قواعد واضحة للتعاطي مع هذا الملف الشائك على أن يستجيب للمصلحة الوطنية العليا التي تمثلها مصلحة المودعين كل المودعين وليس أفراداً أو فئة منهم فقط.

كما دعت الى اعتماد وحدة المعايير في إصدار الأحكام القضائية، إ”ذ لا يجوز على الإطلاق أن تصدر أحكاماً قضائية من نفس القضاة، تحكم بموجبها للمقترضين بدفع ديونهم للمصارف بالشيك دولار أو بالعملة الوطنية (دولار بـ1500 ليرة)، في المقابل تصدر أحكاماً أخرى تلزم المصارف بدفع الودائع بالدولار النقدي للمودعين”، محذرة من أن الإختلال في المعايير هو وصفة أكيدة للإفلاس.

ونبهت إلى أن “هذه الأزمة هي أزمة نظامية ووجودية”، مناشدة كافة السلطات، التشريعية والتنفيذية والقضائية، التعامل معها على هذا الأساس وإجتراح الحلول المناسبة التي تكفل وقف الانهيار الشامل.

كما نبهت من التصعيد في حال لم تعالج الأمور بما يضمن استدامة العمل الاقتصادي والمصرفي، أعلنت أنها ستترك اجتماعاتها مفتوحة لمتابعة التطورات الحاصلة على هذا المستوى وإتخاذ القرارات المناسبة منها.