الصين تسعى لإقناع الأوروبيين بخطتها للسلام في أوكرانيا

الصين تسعى لإقناع الأوروبيين بخطتها للسلام في أوكرانيا

25 آذار 2023

حث كبير الدبلوماسيين الصينيين، وانغ يي، أوروبا على لعب دور في دعم محادثات السلام بين موسكو وكييف ومساندة الخطة التي تقترحها بكين لتسوية الصراع القائم منذ أزيد من عام بأوكرانيا.

وقال المسؤول الصيني للمستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي، إيمانويل بون، في اتصال هاتفي، إن الصين تتطلع إلى أن تلعب فرنسا والدول الأوروبية الأخرى “الدور المنوط بها لإنهاء النزاع”.

وأشار وانغ، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية الصينية، الجمعة، إلى أن “وقف إطلاق النار ووقف الحرب واستئناف محادثات السلام والتسوية السياسية للأزمة يجب أن يحقق إجماعا استراتيجيا بين الصين وأوروبا”.

وجاءت المحادثات بين باريس وبكين، بعد أن اختتم الرئيس الصيني شي جين بينغ زيارة دولة لروسيا، تعهد خلالها الرئيس فلاديمير بوتين بإقامة علاقات أوثق مع الصين، مشيدا بخطة السلام التي تقترحها.

وأعلن قصر الإليزيه، الجمعة، أن الرئيس إيمانويل ماكرون، سيجري زيارة دولة إلى الصين بداية شهر أبريل المقبل إلى بكين، وأنه سيستغلها “للعمل مع نظيره شي جينبينغ على عودة السلام في أوكرانيا”.

وتطمح باريس إلى إقناع الصين، التي لم تدن الغزو الروسي لأوكرانيا، باستخدام نفوذها لدى الكرملين للتفاوض حول إنهاء الحرب مع كييف.

وأعلن إيمانويل ماكرون، أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا، فون دير لاين، سترافقه “في جزء من برنامج الزيارة” انطلاقا من مبدأ “الوحدة الأوروبية” الذي يمثل “شرطا أساسيا لبناء شراكة متوازنة مع الصين”.

وترفض الولايات المتحدة ودول أوروبية خطة السلام التي اقترحتها الصين لتسوية النزاع في أوكرانيا؛ وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، الأربعاء، إن خطة الصين للسلام في أوكرانيا “لا تحمل أية مصداقية” من دون إشراك كييف.

واعتبر كيربي “أن وقف إطلاق النار في الوقت الحالي، سيمنح بشكل أساسي الوقت والمساحة التي يحتاجها الروس لمحاولة إعادة التجهيز”.

وأضاف أن “لا يمكن منطقيا اعتبار أن الصين محايدة” فيما يتعلق بأوكرانيا، منوها بأن بكين “لم تندد بالغزو الروسي و”لم تكف عن شراء النفط الروسي”.

ومع ذلك، تشير الوكالة إلى أن المسؤولين الأميركيين “يشعرون بالقلق” من أن رفض اقتراح الصين بشكل مباشر، قد يبعث برسالة مفادها أن واشنطن غير مهتمة بالسلام.

في هذا الجانب، يقول رافايلو بانتوتشي، باحث في معهد للدراسات الدولية في سنغافورة، إن دول العالم “تريد وتسعى لتحقيق السلام في أوكرانيا بغض النظر عن المقترحات المقدمة ومصدرها”، غير أنه يلفت إلى ما اعتبرها “الأخطار التي يمكن أن تأتي من مبادرات ترتبط بضجيج دبلوماسي”، مشيرا إلى أن وقف إطلاق النار، دون أي تحرك ذي مغزى وراءه هو مجرد تجميد للصراع في وضعه الحالي.

ويسعى شي جين بينغ إلى تعزيز أدوار الصين على الساحة الدولية وتقديم نفسه كصانع سلام عالمي، خاصة بعد نجاح وساطة بكين في تهدئة العلاقات الدبلوماسية المتوترة بين إيران والسعودية، بحسب بلومبرغ.

وتحاول بكين الصين، منذ أسابيع، إلى أداء دور الوسيط في النزاع الأوكراني، وبمناسبة مرور عام على اندلاع الحرب، قدمت الحكومة الصينية وثيقة من 12 نقطة، تدعو خلالها موسكو وكييف إلى إجراء محادثات سلام وخفض التصعيد.

وبالإضافة إلى ماكرون، أعلن رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، أنه سيسافر الأسبوع المقبل إلى الصين للتحدث مع شي بشأن اقتراح التفاوض على اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا.

وسيكون سانشيز المسؤول الثاني في الاتحاد الأوروبي الذي يزور الصين منذ بداية جائحة كوفيد-19 قبل أكثر من ثلاث سنوات، بعد المستشار الألماني أولاف شولتس في نوفمبر.

من جهته، يبدأ الرئيس البرازيلي، لولا دا سيلفا، الأحد، زيارة تستغرق خمسة أيام للصين.