الصين تدرس خياراتها.. الدفع للسلام أم الدعم العسكري لموسكو؟

الصين تدرس خياراتها.. الدفع للسلام أم الدعم العسكري لموسكو؟

المصدر: الحرة
30 آذار 2023

قال وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، إن الصين لا تزال “تتدارس خياراتها” فيما إذا كانت تريد الانخراط بشكل كامل في عملية سلام لإنهاء الحرب الروسية ضد أوكرانيا، أو تقديم دعم صريح لموسكو.

وأوضح المسؤول الأوكراني في حوار مع صحيفة “فاينانشيال تايمز”، أن بكين لم تقرر بعد ما إذا كانت ستنخرط بشكل كلي في التوسط لإنهاء الحرب عن طريق التفاوض أو تكثيف مساندتها لموسكو، بما في ذلك دعمها عسكريا.

وقال كوليبا: “الصين تتدارس خياراتها فيما يتعلق بعملية السلام، وذلك حول ما إن كان الوقت مناسبا لها للعب دور أم لا”، وذلك في وقت تسعى فيه كييف إجراء مباحثات بين الرئيس فولوديمير زيلينسكي ونظيره الصيني، حيث لم يتحدث الزعيمان منذ بداية الغزو الروسي.

الصين بين كييف وموسكو

وفيما تبدي العواصم الغربية تشكيكها في خطة السلام التي أصدرتها الصين من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا، يبقى المسؤولون في كييف حريصين على التواصل مع بكين، بحسب الصحيفة.

وقال الرئيس الأوكراني في مقابلة مع وكالة أسوشييتد برس، إنه وجه دعوة للرئيس الصيني، شي جين بينغ، لزيارة أوكرانيا.

في هذا الجانب، أوضح كوليبا أن وزير الخارجية الصيني، تشين جانغ، أكد له في وقت سابق من هذا الشهر أن الصين لن تقدم أسلحة لروسيا، مضيفا أن كييف “لا تتوفر على أي دليل على أن بكين تدعم موسكو بالسلاح حتى الآن”.

وأوضح كوليبا للمسؤولين الصينيين أن “من غير المناسب محاولة وضع الدعم العسكري المقدم لأوكرانيا ونظيره المقدم إلى روسيا على قدم المساواة”، مشيرا إلى أن “أوكرانيا تمارس حقها في الدفاع عن النفس لحماية وحدة أراضيها، وبالتالي ، فإن الدول التي تزود أوكرانيا بالسلاح، تساعد في الدفاع عن ميثاق الأمم المتحدة “.

واعتبر المسؤول الأوكراني أن الدول التي تقدم السلاح لروسيا “ستصبح شريكة موسكو في جريمة العدوان وانتهاك وحدة أراضي دولة ذات سيادة”، مضيفا: “إذا كان المبدأ الأساسي للسياسة الخارجية الصينية هو احترام وحدة الأراضي، فإننا لا نرى أي تفسير أو حجة منطقية حول سبب شرعية تزويد روسيا بالأسلحة.”

وقبل أيام من الغزو الذي انطلق قبل أزيد من عام، أعلن الرئيس الصيني مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، عن إطلاق “شراكة بلا حدود”، كما زار شي موسكو في زيارة دولة الأسبوع الماضي لإظهار دعم بكين للكرملين، بحسب الصحيفة.

وعلى الرغم من هذه الخطوات، قال كوليبا إن تقييمات المخابرات الأوكرانية تكشف أن روسيا “غاضبة تماما من المواقف الصينية ونقص الدعم القادم من الصين”، معتبرا أن الصين “لن تسمح لروسيا بالانهيار” لكنها “تحتاج إليها ضعيفة لتقديم تنازلات لها وللوصول إلى مواردها”.

وارتفعت صادرات النفط والغاز الروسية إلى الصين بشكل صاروخي خلال العام الماضي، مع إغلاق الأسواق الغربية أمامها بشكل شبه تام.

الهجوم المضاد

وتستعد أوكرانيا لتنفيذ هجوم مضاد في وقت لاحق من هذا الربيع، في محاولة لطرد القوات الروسية من المدن التي احتلها في جنوب وشرق البلاد.

وقال مسؤولون عسكريون أوكرانيون إن القوات الروسية أحرزت تقدما في مدينة باخموت الواقعة على الجبهة الشرقية، مضيفين أن مقاتليهم ما زالوا صامدين في معركة مستمرة منذ شهور تكبد خلالها الجانبان خسائر فادحة.

وكانت مدينة باخموت والبلدات المحيطة بها في منطقة دونيتسك الصناعية بشرق أوكرانيا نقطة محورية للهجوم في معظم الغزو الروسي الذي بدأ قبل 13 شهرا.

وينظر العديد من الأوكرانيين وحلفائهم الغربيين إلى المرحلة الراهنة على أنها “لحظة حسم” مناسبة لتحقيق اختراق في ساحة المعركة أو المخاطرة باستمرار حالة الجمود التي يمكن أن تؤثر على حجم الدعم الأميركي والأوروبي وتدفع أوكرانيا إلى قبول حل مؤلم.

لكن كوليبا يقول إن وضع أوكرانيا أمام مثل هذه السيناريوهات والترويج لها “أمر خطير”، لأن من شأن تعثر قوات بلاده، أن يقوي أصوات المطالبين بدفع كييف إلى حل وسط مع موسكو.

ويضيف: “يجب علينا أن نتصدى بكل الوسائل للطرح القائل بأن الهجوم المضاد هو المعركة الحاسمة للحرب “.

ويتابع أن جميع الحروب هي سلسلة من المعارك، وإذا اعتبر هذا الهجوم حاسما ولكنه لم ينتج عنه “تحرير 100 في المائة من أراضينا، قد يقول البعض إن هذه كانت آخر معركة حاسمة والآن لدينا للتفكير في سيناريو بديل. بالنسبة إلى كييف، لا يوجد بديل عن الاستعادة الكاملة لوحدة أراضيها”.

“ذرائع رفض التصعيد”

وردا على سؤال حول ما إذا كانت الحكومات الغربية تعترض على تقديم دعم عسكري أكبر لأوكرانيا، بما في ذلك الأسلحة بعيدة المدى، بسبب مخاوف من التصعيد الروسي ، قال كوليبا، إن “حجة التصعيد هي ذريعة وليست حجة”.

وقال إن طلبات من أوكرانيا للحصول على أسلحة أكثر تطورا من الغرب قوبل في البداية بمخاوف من أن الكرملين قد يصعد الحرب أو يؤدي إلى تورط الناتو أو حتى اللجوء إلى استخدام أسلحة نووية تكتيكية، معتبرا أن “فشل هذه الحجج يظهر في كل مرة.”

ورفضت الولايات المتحدة حتى الآن تزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى لنظام الصواريخ الموجهة بدقة هيمارس، خوفا من إمكانية استخدامها لضرب أهداف في روسيا.

وتقول أوكرانيا إنها بحاجة إلى مثل هذه القدرات الهجومية لضرب مراكز القيادة وتخزين الأسلحة وباقي الأهداف الحربية التي نقلها الجيش الروسي خارج نطاق الصواريخ التي زُودت بها قوات كييف بالفعل.

وتشبثت القوات الأوكرانية في مواقعها الدفاعية منذ آخر تقدم كبير لها قبل نحو خمسة أشهر.

وشنت موسكو هجمات خلال هذه الفترة باستخدام مئات الآلاف من جنود الاحتياط وآلاف المدانين الذين جندتهم شركة فاغنر العسكرية الخاصة من السجون الروسية.

ولكن مع دخول فصل الربيع، لا تزال هناك تساؤلات عن المدة التي يمكن للروس أن يستمروا فيها في الهجوم على الأراضي الأوكرانية ومتى سيرد الأوكرانيون عليهم، مع بروز بوادر واضحة على أن الهجوم الروسي آخذ في الضعف، بحسب رويترز.

وانخفض متوسط ​​عدد الهجمات التي تشنها روسيا يوميا على خطوط المواجهة مع أوكرانيا في الشهر الحالي من 124 هجوما خلال الفترة من الأول حتى السابع من مارس إلى 69 هجوما في الأيام السبعة الماضية.