الثنائي يتحضّر للإطباق على ترشيح أزعور

الثنائي يتحضّر للإطباق على ترشيح أزعور

الكاتب: وجدي العريضي | المصدر: النهار
5 حزيران 2023

لا يزال الاستحقاق الرئاسي يدور في حلقة مفرغة وتحيط به أجواء ضبابية على خلفية المناكفات والانقسامات وعودة النغمة القديمة الجديدة بوصف بعض المرشحين بالاستفزازيين، كما أُلبس المرشح الجديد الوزير السابق جهاد أزعور، إذ بدأ  الثنائي الشيعي يُطلق عليه عبارة “مرشح التحدي”، فيما يسعى رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى فرض أجندته على الكتل النيابية قاطبة لانتخاب رئيس “تيار المردة” النائب السابق سليمان فرنجية، وفي المحصّلة لم يهضم أو يستوعب ترشيح المعارضة لأزعور، ما يعني أنه يتقمّص ما قام به “حزب الله” عندما قال “إما ميشال عون رئيساً، أو لا رئيس”. وينقل أن إصرار بري على فرض خيار فرنجية، ينطوي على جملة اعتبارات في نهاية ولايته وتقاعده من رئاسة المجلس، وبمعنى أوضح، إن زعيم المردة يؤمن له الغطاء الشامل على كل المستويات كما يقول أحد رؤساء الأحزاب المسيحية في مجالسه.

أما عن كيفية الخروج من مأزق الاستحقاق والتصلّب في المواقف؟ فتؤكد مصادر سياسية عليمة لــ”النهار”، أن الترياق لن يأتي من الداخل بل من خلال المساعي والاتصالات واللقاءات الخارجية، لافتة إلى أن اللقاء الخماسي بات قاب قوسين من انعقاده ربما في المملكة العربية السعودية، فيما السفير السعودي في لبنان وليد بخاري، بعيداً عن الأضواء، “يدوزن” الموقف من التطورات الحاصلة عبر اتصالات ولقاءات يقوم بها مع الجهات السياسية المعنية، فضلاً عن ضرورة قراءة لقاءات وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان مع كل من وزيري خارجية الولايات المتحدة الأميركية وإيران طوني بلينكن وحسين أمير عبداللهيان، ولبنان كان حاضراً ولا سيما الاستحقاق الرئاسي من خلال ضرورة الالتزام بمقررات قمّة جدّة العربية ومن ضمنها البند المتعلق بلبنان، أي انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة والشروع في الإصلاحات. وعطفاً على ذلك، ثمة أجواء عن انطلاق تحركات عربية وغربية باتجاه بيروت في الأيام المقبلة وقد يكون ذلك بعد انعقاد اللقاء الخماسي، وربطاً بزيارة متوقعة للأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، لحض المسؤولين اللبنانيين على تنفيذ مقررات جدة في أسرع وقت ممكن.

وتردف المصادر أن ما يقوم به الثنائي الشيعي، هو استباق لأيّ تحرّكات عربية وغربية وكذلك أمام عقوبات مرتقبة، إضافة أنه لأول مرة تسجل انتقادات وتلميحات دولية بعقوبات تطاول رئيس المجلس النيابي، وبناءً على ذلك ثمة سباق محموم بين الحل والتصعيد والتفتيش جارٍ على قدم وساق لمخرج مقبول يرضي كل الأطراف على إيقاع لا حسم لخيار فرنجية أو مرشح المعارضة في ظل استمرار عملية حرق الأسماء الى أن تأتي التسوية في اللحظة الدولية الإقليمية المؤاتية التي باتت قريبة وفق قراءة بعض المرجعيات السياسية البارزة. ويجزم وزير سابق بأنه بعد اتصالاته بدوائر الفاتيكان وأحد أبرز الفاعلين فيها تأكد له بالملموس أن شيئاً كبيراً حصل بين البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول الاستحقاق الرئاسي أثناء لقائهما في الإليزيه، ويشي بأن هذا الاتفاق السري سيسيّل خلال جولة موفد البطريرك الراعي على المرجعيات السياسية والروحية، ما يدل على أن سيد بكركي عاد بوعد حاسم من ماكرون مؤداه أن الرئيس التوافقي سيُنتخب في وقت قريب.

ويبقى السؤال حيال هذا الحراك في الداخل والخارج واستنفار الثنائي الشيعي لمواجهة مرشح المعارضة الوزير السابق أزعور: هل بدأ التفاف الثنائي على هذا الترشيح والإطباق عليه؟ وفي المقابل، هل إجماع المعارضة وانضمام التيار الوطني الحر على دعم أزعور أخرج فرنجية من المعادلة؟ هنا يشير المطلعون على بواطن الأمور الى أن المرشح الثالث سيكون الخيار الحاسم عبر التسوية التي يُعمل لها، وقد ترتفع من جديد اسهم قائد الجيش العماد جوزف عون. وثمة من يشير الى أن الأمتار الباقية لن تكون سهلة مع توقع اشتباك سياسي حاد سيقوده الثنائي بعد ترشيح أزعور، ما سيفاقم من الأزمة الرئاسية والسياسية، ولذا التعويل سيطغى على التسوية الخارجية.