تحذير إسرائيلي من اتفاق الحزب وإيران لإشعال الحرب

تحذير إسرائيلي من اتفاق الحزب وإيران لإشعال الحرب

المصدر: المدن
5 حزيران 2023

تزامناً مع العرض العسكري الذي أجراه حزب الله الشهر الماضي، وإطلاق الجيش الإسرائيلي لمناوراتٍ عسكرية شاملة تحاكي حرباً متعددة الجبهات، تشمل جبهة لبنان وسوريا وغزة والضفة الغربية، ينتشر المزيد من التقارير الأمنية الإسرائيلية عن الوضع على الجبهة الشمالية وإمكانية نشوب حربٍ على المدى القريب.

خطوة خاطئة
وفي هذا الإطار، قال مصدر عسكري إسرائيلي رفيع لموقع “مونيتور” الأميركي، أن الاستعراض العسكري الأخير الذي أقامه الحزب لم يحمل أي جديد، مستطرداً بالشرح “نحن نعلم ما يمتلكه حزب الله ولسنا بحاجة إلى مناوراتٍ استعراضية للتعرف عليه. في رأينا، كان إجراء هذا العرض الباهظ خاطئاً، وألحق أضراراً بحزب الله في عدد غير قليل من المجالات”.

وحسب المصدر العسكري الإسرائيلي، أثار عرض الحزب غضباً لبنانياً داخلياً ضده، كما أثار انتقادات كبيرة في العالم العربي، الذي يرى حزب الله كوكيل لإيران وعاملاً سلبياً يُسهم في زعزعة الاستقرار الإقليمي. مضيفاً أن مناورات الحزب أكدت أيضاً مزاعم إسرائيل بأنه ينتهك باستمرار قرار مجلس الأمن الدولي 1701 الذي أنهى حرب تموز عام 2006، وحظر المناورات أو العمليات من قبل أي من الجانبين على طول الحدود.

قوة الرضوان
وتحدث المصدر العسكري عن كشف الحزب لقوات النخبة الخاصة به في العرض العسكري، إذ قال “ظهور قوة رضوان بهذه الطريقة الصارخة لن تكون في صالح حزب الله. حتى الآن كانت هذه القوة سرية تعمل تحت الرادار وفجأة تم عرضها أمام وسائل الإعلام. هذا يساعدنا على إضافتها إلى بنك أهدافنا وحزب الله يعرف ذلك جيداً. لستُ متأكداً من أن الجميع في حزب الله أُعجب بفكرة الاستعراض الصاخب هذا”.

ويقول الموقع الأميركي، أن إسرائيل لم تكن خجولة من إظهار قوتها، فأظهرت بعيد إطلاقها لمناوراتٍ عسكرية قدرتها على ضرب أهدافٍ بعيدة وشن حربٍ على جبهاتٍ عديدة في وقتٍ واحد. وقد حضر هذه المناورات قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا. وهذه ثاني زيارة يقوم بها كوريلا لإسرائيل خلال شهر، والثامنة له في 14 شهراً من توليه لمنصبه. وليس من الواضح تماماً لأي شخص في إسرائيل، وفق الموقع، ما إذا كانت زيارات كوريلا تهدف إلى دراسة القدرات العسكرية الإسرائيلية أو للتأكد من أن الدولة العبرية لن تفاجئ الولايات المتحدة بهجومٍ على أهدافٍ إيرانية، أو لكلا السببين.

التذكير بالقوة الإسرائيلية
في السياق ذاته، أضاءت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية على أجواء الرعب في المستوطنات المحاذية للحدود اللبنانية، إذ نقلت عن اليعازر أمسالم، رئيس دائرة الأمن في مجلس معاليه يوسف الإقليمي، الذي يضم 22 بلدة في الجليل الأعلى بالقرب من الحدود اللبنانية، إنّ هناك مخاوف أكثر مما كان عليه الحال منذ سنواتٍ بشأن تصعيد خطير أو حرب كبرى في الشمال. موضحاً أن الأسباب التي تغذي هذه المخاوف كثيرة، وهي مزيجٌ من المصالح الإيرانية، والتصور الخاطئ لضعف إسرائيل، ومشاكل لبنانية داخلية، والضغوط المتراكمة على حزب الله.

ونقلت الصحيفة الإسرائيلية ما قاله مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، هذا الأسبوع لإذاعة الجيش الإسرائيلي، عن التغير الذي طرأ على تصرفات حزب الله في الفترة الأخيرة، كما يتضح من هجوم مفترق مجيدو و”أعمالٍ أخرى”. متوجهاً إلى حزب الله بالقول “لا يجب أن تفكر في أننا ضعفاء بسبب احتجاجاتنا وخلافاتنا. إذا نسيت قوة إسرائيل، فعليك أن تنظر إلى ما حدث في غزة خلال عملية الدرع والسهم، حيث قمنا في غضون أيامٍ بإغتيال أبرز قيادات الجهاد الإسلامي، ثم قطعنا رأس القادة الذين كانوا سيحلون محلهم”.

أضاف “حزب الله بحاجة إلى العودة إلى التفكير المنطقي أكثر، لأنه إذا لم يفعل ذلك، فسوف يدفع ثمناً باهظاً. هذه هي رسالتنا له. لسنا مهتمين بالحرب، ونعتقد أن الجانب الآخر ليس مهتماً بها، ولكن في بعض الأحيان، وبسبب سوء التقدير، قد يتم جرنا إليها”.

سيناريوهان للتصعيد
وكشفت الصحيفة الإسرائيلية في تقريرها المطول، ما قالته مؤسسة مركز “ألما” للبحوث والتعليم، ساريت زهافي، لمجموعة صغيرة من الصحافيين، عن أن نصرالله أصبح أكثر جرأة مؤخراً بسبب عوامل عدة، من بينها نتيجة الحربين في سوريا واليمن، وأزمة العلاقة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، وحقيقة أن إيران لم تُعاقب قط على نقل برنامجها النووي إلى المستويات العسكرية، إضافةً إلى مستوى الفتنة الداخلية داخل إسرائيل.

أدت هذه الأحداث كلها، حسب زهافي، إلى إعادة تقييم الوضع في طهران وبيروت، حيث كان الاستنتاج بأن تصعيد الوضع على الحدود الشمالية لإسرائيل، لن تكون له أي عواقب. وهو تقييم ٌإداري مختلف عما اعتادت عليه إسرائيل خلال 16 عاماً الماضية.

وتحدثت زهافي عن سيناريوهين قد يتطوران في الشمال، الأول هو استمرار التصعيد الذي ترعاه إيران على جبهاتٍ مختلفة، والحرص على عدم وصوله إلى حربٍ شاملة، من أجل الاستمرار في إرهاق إسرائيل. وسيزداد هذا التصعيد طالما إيران وحزب الله اعتقدا بعدم وجود ثمن سيدفعانه. والسيناريو الثاني يكمن باهتمام إيران والحزب بالحرب ليقينهما بأن الحرب ستدفع الجيش الإسرائيلي ليستثمر بالكامل في الصراع في الشمال، وليس في مكانٍ ما في المواقع النووية الإيرانية. والحرب هنا، وفق زهافي، ستمنح إيران بعض الوقت لإنهاء مشروعها النووي.