كنعان لباسيل: حافظوا على كرامة مين إلكن

كنعان لباسيل: حافظوا على كرامة مين إلكن

المصدر: النهار
5 حزيران 2023
تبدو الأمور داخل “تكتل لبنان القوي” وداخل “التيار الوطني الحر” ماضية الى مزيد من التعقيد، وقد احتاج رئيس التكتل والتيار النائب جبران باسيل، “فرقة مدرعة” قادها الرئيس ميشال عون الى الاجتماع الاخير للضغط على النواب، بعدما بلغته أجواء استياء من تفرده بالقرار، وبرفض منح أي عضو في التكتل فرصة الترشح للرئاسة، خصوصاً بعدما تم التداول باسم النائب ابراهيم كنعان مرشحاً محتملاً، وهو فعلاً ورد في مداولات البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، الذي يرى الى كنعان، عنصر تلاق، بين تياره وحزب “القوات اللبنانية”، وحزب “الكتائب اللبنانية”، ويوفر التواصل مع باقي المكونات، وخصوصاً مع الرئيس نبيه بري. وهو الى باعه الطويل في العمل العام، في السياسة والمال، له علاقات وخدمات، مع عائلته، في الكنيسة.

وعلمت “النهار” أن ما صرح به النائب سليم عون قبل ايام، لم يعبر عن حقيقة تفكيره، وإنما جاء تعويضاً عن مداخلته في اجتماع التكتل، اذ بدا متسائلا عن احقية جهاد ازعور بالدعم، وهو الذي كان في عداد المتهمين بولائه للرئيس فؤاد السنيورة، وشراكته معه في المسؤولية المالية، وبالتالي فإن الكلام عن توافق وشبه إجماع على تبني خيار أزعور، لم يكن في محله إذ لدى متابعة مضمون مداخلة النائب كنعان ايضا والتي نشرت الخميس في وسائل إعلام عدة، يتأكد المتابع أن الهوة صارت سحيقة، والخيارات والآراء متباينة، ما بين مكونات التكتل، الذي سيسقط حتماً في مرحلة ما بعد عون.

في المعطيات عن الاجتماع ومداخل كنعان ورد في موقع “أساس” قول الأخير: “لو كنت أريد الترشّح لفعلت ذلك مع أنّه ليس هناك شرط في انتخابات رئاسة الجمهورية لإعلان الترشُّح أصلاً. الترشيح جاء من بكركي وأيّده زملاء بالتكتّل والتيار ولم أسعَ إليه. وحين حصل ذلك وضعت الترشيح برسم التكتّل الذي يقدّر ظروفه ونتائجه مع تأكيدي “أنّي مش طالب شي”. لكني قلت يومها “أوعى الكرامات”. أنا من مؤسّسي “التيار” والتكتّل وأمين سرّه منذ رئاسة ميشال عون له. إذا عم تأخذوا بالاعتبار خصوصيّات أيّ حليف أو خصم وتحسبوا له حساباً، فالأحرى أن تحافظوا على كرامة “مين إلكم”، ولا أطلب أكثر من ذلك”.

وبعدما كرّر عون خلال الاجتماع عبارته “متل ما أنا ضمانتكم كونوا ضمانة لبعضكم البعض”، أيّده كنعان وذكّره بالواقعة التي حصلت حين سلّم رئاسة التيار إلى باسيل عام 2015 قائلاً: “حين دَخلتُ على خطّ الوساطة والصُلحة بين جبران وآلان عون ومشينا يومها بباسيل لرئاسة التيار، كنت جنرال تحضّر كلمتك في هذه المناسبة واقترحت عليك يومها هذه الجملة تحديداً كي تضيفها إلى خطابك. وبالتالي كل مسيرتي السياسية كنت وما أزال حريصاً على وحدة التيار والمسيحيين”، مضيفاً: “وحين فاوضت سمير جعجع لم أكن أفاوضه من أجل جهاد أزعور بل من أجل ميشال عون”.

في الايام الاخيرة، التزم كنعان الصمت بقرار منه، وبدفع من زميليه الان عون وسيمون ابي رميا، لئلا يظهر خلاف الى العلن. لكن الصمت لا يلغي عمق الانقسام.