الراعي: انتخاب رئيس الجمهورية سهلٌ للغاية إذا سلك المجلس النيابيّ الطريق المؤدّي إليه

الراعي: انتخاب رئيس الجمهورية سهلٌ للغاية إذا سلك المجلس النيابيّ الطريق المؤدّي إليه

25 حزيران 2023

أشار البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى أنّ “لبنان كدولة يتفكّك بسب عناد بعض السياسيّين ومصالحهم الشخصيّة والفئويّة”، معتبرًا أنّ عمليّة انتخاب رئيس الجمهورية “سهلة للغاية، إذا سلك المجلس النيابيّ الطريق المؤدّي إليه، فهو سهل ومستقيم أعني بتطبيق الدستور”.

وشدد الراعي على انه “يسعدنا أن نحتفل معكم بهذه الليتورجيا الإلهيّة، تكريمًا للقدّيس يوحنّا المعمدان، في ذكرى مولده، وهو شفيع هذا الدير التاريخي المبارك، مع الأخوات الراهبات حاملات اسمه. فنقدّم التهاني لحضرة الرئيسة العامّة ومجلسها وجمهور الراهبات. ونعرب عن تمنياتنا كي يبقى هذا الدير زاهرًا، ومركز إشعاع روحيّ. فهو يرقى في تأسيسه على يد البطريرك حبيب العاقوري إلى سنة 1643، وفيه سكن المطران عبدالله قراعلي، عندما كان مطران بيروت. فساعد الراهبات المحصّنات وسهر على شؤونهنّ، وسنّ لهنّ قانونًا طغى عليه الطابع النسكيّ، وشكّل دستورًا لسائر أديار الراهبات المستقلّة. وأُرسلت بعض راهبات هذا الدير إلى أديار الراهبات المماثلة لتدريب جمهورها على هذا القانون. فكانت حياتهنّ موزّعة بين صلاة وعمل في هذا الدير المستقلّ، المحافظ على تقاليد أديارنا. مثل هذه الأديار كنز لكنيستنا وللبنان. ويعنيناا جدًّا أن يبقى كذلك. فصلوات الراهبات ومَثل حياتهنّ يجلب النفوس إلى واحته. ويرضي الله فيفيض نعمه وبركاته. أجل، مثل هذه الأديار المصليّة حاجة للكنيسة وللمجتمع”.

ولفت الى ان “العالم يحتاج إلى رحمة، لكي يتمكّن الناس من أن يتصالحوا من كلّ القلب، ويتبادلوا الغفران عن الإساءات، ويعيشوا فرح المصالحة وسعادتها؛ ولكي يمارس المسؤولون العدالة والإنصاف، ولكي نعطف كلّنا على الفقراء والمعوزين. الرحمة تنفي الظلم والاستكبار. الرحمة تلطّف العدالة، وإلّا أصبحت العدالة ظلمًا بدونها”.

وأكد الراعي أن “الإنسان من دون محبّة ورحمة يفقد إنسانيّته، ويصبح وحشًا لأخيه الإنسان: يستغلّ ضعفه وحاجته ليكسب مال الحرام بالسرقة والرشوة والتلاعب بالأسعار وفرض المال من دون وجه حقّ لقاء خدمات عامّة أو خاصّة؛ يستقوي عليه ويمارس العنف والإرهاب والتعدّي على سلامته وحياته؛ ويحجم عن مدّ يد المساعدة له في حاجته”.

ودعا الراعي إلى التعلم “من مدرسة المسيح في ذبيحة القدّاس: فقد قدّم ذاته لمحبّة الآب ذبيحة كاملة من أجل خلاص الجنس البشريّ، إنّها ذروة الرحمة وثمرتها. الرحوم وحده يضحّي من ذاته ومن قلبه ويده. ولهذا ردّد الربّ يسوع بلسان هوشع النبيّ: “أريد رحمة لا ذبيحة” (متى 9: 13؛ 12: 7)”.

وتوجه الى “أخواتنا الراهبات العزيزات” قائلًا:  لبنان بحاجة إلى صلواتكنّ وتقشفاتكنّ وكلّ أنواع عملكنّ. وها أنتن حاليًّا في صدد تحديث قوانينكنّ. فليكن جوهرها المحافظة على روحانيّة وتقاليد هذا الدير المبارك. احملن في صلواتكنّ لبنان وشعبه في هذا الظرف الدقيق: فلبنان كدولة يتفكّك بسب عناد بعض السياسيّين ومصالحهم الشخصيّة والفئويّة، فصلّين من أجل انتخاب رئيس للجمهوريّة بعد حوالي ثمانية أشهر من الفراغ. وعمليّة الإنتخاب سهلة للغاية، إذا سلك المجلس النيابيّ الطريق المؤدّي إليه، فهو سهل ومستقيم أعني بتطبيق الدستور الذي ينصّ على أنّ “لبنان جمهوريّة ديمقراطيّة برلمانيّة”.

وأشار إلى أنّه “صلّين من أجل شعب لبنان الذي يفتقر يومًا بعد يوم بسبب السياسيّين الذين يهملون كلّ قدرات البلاد وإمكانيّاتها؛ وهم أنفسهم مسؤولون وحدهم عن إفقار شعب لبنان وإذلاله وتهجيره من وطنه وتجويعه”.

وختم الراعي “أجل تعالوا نصلّي معًا، فوحده الله، إله كلّ خير وسيّد التاريخ وحده، سائلينه أن يحمي وطننا وشعبنا ويحرّك ضمائر السياسيّين والنافذين والمعرقلين، بشفاعة القدّيس يوحنّا المعمدان الداعي دائمًا إلى التوبة وتغيير طريقة التصرّف في حياة كلّ إنسان. ومعًا نرفع المجد والتسبيح لرحمة الله علينا وعلى العالم، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين”.