خاص- في التقاطع بين المعارضة والتيار الوطني الحرّ (معراب ٢)

خاص- في التقاطع بين المعارضة والتيار الوطني الحرّ (معراب ٢)

المصدر: Beirut24
17 تموز 2023

كتب القاضي السابق والمحامي فرانسوا ضاهر لموقع Beirut24

سمّي تقاطعاً التحالف الذي حصل بين كل أركان المعارضة وبعض نواب التيار الوطني الحرّ والذي رمى الى تجميع الأصوات النيابيةالمعارضة لوصول مرشح القوى الممانعة الوزير سليمان فرنجيه الى السدّة الرئاسية الأولى.

وقد أكد المتحالفون أن هذا التقاطع ليس بتحالف سياسي، بمعنى أنه لا يحمل مشروعاً سياسياً موحداً.

بدليل أنه إنعقد من دون أن يلتقي رؤساء الكتل النيابية المعارضة مع رئيس التيار الوطني الحرّ في أي حين لعقده.

وكان من نتيجة هذا التقاطع أن رشّح المتقاطعون الوزير السابق جهاد أزعور لرئاسة الجمهورية، الذي إنتقاه رئيس التيار الوطني الحر وقدتمّ تبنيه من نواب المعارضة.

وتبيّن أن مرشح المتقاطعين لا يحمل مشروعاً سياسياً محدّداً وواضحاً للبلاد. وأنه تلطى وراء منصبه في صندوق النقد الدولي لعدمالإفصاح

رسميّاً وعلناً عن خياراته في كافة المجالات الوطنية.

وإن المعارضة لغرض تبنّي ترشيحه حملت ذاتها

على إسقاط ترشيح مرشحها النائب ميشال معوض فأخرجته من السباق الرئاسي وضحّت به.

كما وإنها أقحمت نفسها بمرشح لا يدوم ولا يستقيم ترشيحه الاّ بإستمرار توافقها مع التيار الوطني الحر. كما ولا يمكنها إستبداله بمرشحآخر الاّ بموافقة التيار نفسه. وإن إختلافها معه سيضطرها الى البحث من جديد عن مرشح آخر لها تخوض به الانتخابات الرئاسية.

علماً أن المبارزة النيابية التي جرت في جلسة الانتخاب الرئاسية التي إنعقدت يوم ٢٠٢٣/٦/١٤ لم تعطِ مرشح المتقاطعين الأكثرية المطلقة منأعضاء المجلس النيابي. الأمر الذي لم يُخرج مرشح الممانعين من السباق الرئاسي. سيما وإن كتلة نيابية  وسطية وازنة ومرجّحة بحدود ١٨نائباً نأت بنفسها، في هذه المرحلة، عن التصويت لأحد المرشحين المتنافسين.

وإن مشاركة المتقاطعين في جلسة الانتخاب

الرئاسية قد تمّت بعد إصرارهم على الدعوة اليها

وحملهم رئيس مجلس النواب على عقدها.

الامر الذي أسقط من يدهم ورقة تعطيل جلسات

الانتخاب الرئاسية اللاحقة عن طريق عدم توفير

نصاب الثلثين لانعقادها، في حال قضت

مصلحتهم بذلك.

أي في حال تبدّى لهم أن مرشح الممانعة هو بصدد الحصول على الأكثرية المطلقة من أعضاء المجلس النيابي، وأن إنتخابه للمنصبالرئاسي الأول أضحى ممكناً.

من هنا يصحّ الاستنتاج بأن تقاطع المعارضة مع البعض من نواب التيار الوطني الحر (كونه وزّع أصواته على المرشحين المتنافسين) لم يكنالاّ تحالفاً هشّاً، خاوياً من المشروع السياسي، فاشلاً

في ما رمى اليه، مسقطاً لمرشحها الأصلي السيادي، معرقلاً لحركتها السياسية اللاحقة، مبرئاً لخصمها عن سوء ادائه طيلة عهد رئاسي،ومظهّراً بالنتيجة قصورها.