النائبة جعجع: هذه مادة تضليليّة للرأي العام

النائبة جعجع: هذه مادة تضليليّة للرأي العام

25 تموز 2023

أشار المكتب الإعلامي للنائب ستريدا جعجع في بيان الى أن “صحيفة “الأخبار” في عددها رقم 4968 الصادر في 24 تموز 2023، قد أتحفتنا كعادتها، بـ”تحقيق” أقل ما يقال به أنه “مادة تضليليّة للرأي العام” للكاتبة لينا فخر الدين تحت عنوان “بين الضنيّة وبشري حرمان متوازن”، وقد قسمت الكاتبة “تحقيقها” إلى مقالين، الأول تحت عنوان: “الضنيّة و”المستقبل”: حب من طرف واحد”، والثاني تحت عنوان: “في “قلعة جعجع” تبرّم من “سيّدة بشري”. والافت في “التحقيق” المذكور أعلاه أنه يفقر للبنيّة المتماسكة ولا يشبه التحقيق الصحافي بشيء وقد عمدت كاتبته إلى تجزئته إلى مقالين منفصلين تماماً، فإما غابت عن كاتبة المقال أصول كتابة التحقيق الصحافي التي عادة ما يتعلّمها الإعلامي على مقاعد الجامعة أم أن ما نشر هو مجرّد مادة تسويق سياسي معدّة سلفاً وقد أتى نشرها غب الطلب ضمن إطار حملة كبيرة يسوقها من يقفون خلف هذه الصحيفة”.

وأوضحت النائبة جعجع أنه “بما خص “القطعة” الذي تناولت فيها الكاتبة المذكورة أعلاه بشري، وفي اطار حق الرد والتصحيح المنصوص عنه في قانون المطبوعات يهم التأكيد على النقاط التالية:

أولاً، لقد أطلقت كاتبة المقال صفة “القوقعة” على “البشرانيّة” لـ”إصرار أجدادهم على استخدام اللغة الآراميّة حتّى القرن التاسع عشر، ما جعل لهم لكنة خاصّة تخالطها خشونة تشبه التضاريس التي تحيط بهم”، وفي هذا تشويه كبير لجوهر جبّة بشري التاريخي والثقافي، فالكاتبة التي من المفترض أنها تكتب “تحقيقاً”عن بشري كان عليها أن تكلّف نفسها عناء البحث والقراءة عن تاريخ هذه الجبّة ورجالاتها. فهل جبران خليل جبران “متقوقع” وهو من قاد ثورة فكريّة غيّرت وجه العالم؟ هل العلامة يوسف سمعان السمعاني “متقوقع” وهو الذي جمع وترجم المخطوطات المسيحية السريانية في الشرق الأوسط لكي يتمكن العالم بأسره من التعرّف على هذا الشعب؟ وهل شهداء بشري الذين سقطوا على مساحة أرض الوطن دفاعاً عن لبنان الدولة المهدد، فيما بشري كانت آمنة، “متقوقعون”؟ أم أن سمير جعجع الذي خاض المواجهات، في الحرب والسلم، على امتداد الوطن لبناء دولة تليق بأبنائها وتضحياتهم، هو “المتقوقع”؟ ولكن إذا كانت “القوقعة” في نظر الكاتبة هي “الالتزام الديني هنا خط أحمر كما يتضح من وجود عشرات الأديرة والمزارات الدينية، ومن اختناق الكنائس بالمصلين أيام الآحاد”، أي تعبّد أهل هذه المنطقة واتكالهم على الله في أيام اليسر قبل الشدائد فإنما هذه مفخرة لنا وليست مذمّة أبداً”.

وأضافت أن “الكاتبة تقول أنه “على عكس الصورة المتخيّلة، يندر وجود صور أو شعارات لحزب القوات اللبنانيّة. إذ إن معظم «البشرّانية» مرتبطون عضوياً وعاطفياً برئيس الحزب سمير جعجع، لكن قلّة منهم من الملتزمين حزبياً”، وللمرّة الثانية تسقط في شر واجباتها المهنيّة التي لم تقم بإتمامها، فهل بحثت هذه الكاتبة عن عدد الملتزمين في منطقة بشري في أحزاب “الجبهة اللبنانية” قبل تأسيس حزب “القوّات اللبنانيّة”؟ هل تكبّدت عناء البحث عن عدد المنضوين في صفوف “القوّات اللبنانيّة” من أهالي بشري قبل استلام سمير جعجع زمام قيادة “القوّات اللبنانيّة”؟ هل تكبّدت عناء البحث، وهي في صدد كتابة تحقيق، عن عدد الشهداء من أهالي بشري الذين سقطوا على مساحة الوطن دفاعاً عن لبنان قبل استلام سمير جعجع حتى قيادة منطقة الشمال في حزب “الكتائب اللبنانيّة”؟ كيف خرجت بهذه الخلاصة؟”.

وتابع البيان أنه “ثالثاً، لقد أوردت الكاتبة في مقالها أن “المسيّسون منهم فيهمسون بلائحة طويلة من الهزائم السياسيّة منذ رفضه مخايل الضاهر نهاية الثمانينيات إلى قبوله بميشال عون رئيساً للجمهوريّة عام 2016″، وهنا السؤال ما صلة هذا الأمر بمسألة الحرمان التي هي موضوع “التحقيق”!؟ هذه بحد ذاتها مسألة يمكن بناء تحقيقات عليها لقراءة ودرس وتقييم القرارات السياسيّة التاريخيّة ولهكذا تحقيقات أربابها من الباحثين في علم السياسة، ولكن مرّة جديدة يثبت للعلن أن ما يرد في إطار “التحقيق” المزعوم هو رأي سياسي لا أكثر ولا أقل ويصح ما قلناه سابقاً في أنه ليس “تحقيقاً” وإنما مجرّد مقال “خفيف” في إطار حملة تسويق سياسي.

رابعاً، من السياسة انتقلت الكاتبة إلى تقييم أداء النائب جعجع الشخصي، معنونة إحدى الفقرات بـ”فوقيّة ستريدا” إلا أن الفقرة لم تتضمن أي شيء عن الـ”فوقيّة” المزعومة، وهذا ليس الخطأ المهني الأول الذي تقع فيه الكاتبة، فـ”الفوقيّة” المزعومة وردت في فقرة أخرى عنونتها الكاتبة “طوق يستعيد مقعد أبيه”، وهنا يتضح أمام الجميع، مرّة جديدة، وبشكل جلي الهدف من وراء المقال، وهو تشويه صورة النائب جعجع وحزب “القوّات اللبنانيّة” ضمن إطار حملة ممنهجة، ماذا وإلا لكانت الكاتبة ركنت إلى عنونة المقاطع الداخليّة بما تتضمنه من مضمون لا أن تعمد إلى مسألة كهذه. فأرباب التسويق السياسي يدركون أن هناك كماً كبيراً من الناس الذين يتصفحون العناوين لا المضمون، لذا كان لا بد من أن يكون “فوقيّة ستريدا” عنواناً من ضمن العناوين طالما أن هدف “التحقيق” بجزء منه تشويه صورة النائب جعجع، كما كان لا بد لمقطع آخر أن يكون عنوانه “طوق يستعيد مقعد أبيه” لضرب حزب “القوّات اللبنانيّة”.

وشددت جعجع على أن “المقال أورد تكراراً ممجوجاً لـ”نغمة” “إطلاق يد النائب جعجع في قضاء بشري” المعروفة المصدر والهدف، فمصدرها بعض المتنطحين ممن يقال بهم “إن أكرمت الكريم ملكته وإن أكرمت اللئيم تمرّد”، وهدفها فقط لا غير الإنقضاص على النائب جعجع التي تجرأت على أخذ قرارات غير شعبوية لم تبدأ بتسكير المرامل والكسارات في قضاء بشري ولن تنتهي مع تطبيق القانون وإزالة جميع التعديات على وادي قاديشا لأن من شبوا على سياسة “الإستزلام” بدل تطبيق القانون يريدون أن يشيبوا عليها فيما حزب “القوّات اللبنانيّة” يريد لجبّة بشري أن تكون نموذجاً لـ”الجمهوريّة القويّة”. الحقيقة في مسألة إطلاق يد النائب جعجع في جبّة بشري هي عكس ما كتب تماماً فبشري منطقة حزبيّة في حزب “القوّات اللبنانيّة” شأنها شأن أي منطقة أخرى ويقوم بإدارة شؤونها الحزبيّة النائب جعجع والنائب السابق جوزيف اسحق بقرار حزبي إلى حين تعيين منسّق لها شأنها شأن مناطق حزبيّة عدّة تم تعيين موفدين رئاسيين فيها، ويقوم رئيس الحزب بمتابعة شؤونها بنفس القدر الذي يتابع فيه شؤون المناطق الأخرى.

سادساً، حاولت كاتبة المقال أن تدخل من باب الأعمال الإنمائيّة التي يقوم بها النائب ملحم طوق ظناً منها بأنها بذلك يمكنها أن تزرع الشقاق ما بين أهالي جبّة بشري، في هذه اللحظة الحساسة بالذات، حيث أن التنسيق والتعاون يزعج البعض ويضر بهم، إلا أنه فاتها أن بشري هي فعلاً “نموذج الجمهوريّة القويّة” التي نعمل على إرسائها في لبنان، حيث لا تؤثر الخلافات السياسيّة على حياة الناس والإنماء والحق والأمن والحقيقة والعدالة، وهذا ما نادى به مراراً وتكراراً رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة”. صحيح أننا نختلف بالسياسة مع النائب ملحم طوق إلا أن هذا الإختلاف لا يفسد في الود قضيّة، ولنا كامل الجرأة في التصفيق لأي عمل إنمائي يقوم به لمصلحة أهلنا في المنطقة، اختلافنا السياسي سيبقى على المستوى السياسي فقط لا غير، ولن يتدحرج أبداً لأي من المستويات الأخرى، ففي “نموذج الجمهوريّة القويّة” لا يتعرّض الناس للحرمان جراء الخلافات السياسيّة وإنما يستمر الإنماء ويتعاون الجميع في سبيل خدمة المواطن، في “نموذج الجمهوريّة القويّة” يقف الجميع صفاً واحداً ويداً بيد للدفاع عن الأرض والكرامة بغض النظر عن أي اختلافات سياسيّة، لذا على ما يقول المثل اللبناني “خيطوا بغير هالمسلّة”.

وفي مسألة الإنماء، رأت النائبة جعجع على أن “كاتبة المقال تجرأت على محاولة “حجب الشمس بإصبع”، فقالت: “غياب التحسينات في البُنى التحتيّة ليس وحده ما يحزّ في نفوس «البشرانيّة»، وإنّما انعدام الازدهار الاقتصادي لواحدة من أجمل البلدات اللبنانيّة، بجبالها وجرودها وأوديتها. بعض أبنائها قرّر في الآونة الأخيرة المُخاطرة وافتتاح مشاريع اقتصاديّة صُغرى، كالمطاعم والمقاهي، حرّكت اقتصادها بعض الشيء، وإن كانت هذه المشاريع معرضة لإقفال أبوابها أشهراً طويلة في الشتاء”، وهذا ما يدل تماماً على أن مهنيّتها المعدومة لم تقف فقط عند حدود عدم الإطلاع على التاريخ والثقافة وإنما تعدته لتصل إلى أنها لم تزر أصلاً قضاء بشري لتقوم بكتابة “تحقيق” عنه. فالكاتبة تتكلم عن انعدام في التحسينات في البنى التحتية وبشري يضرب فيها المثل إنمائياً على صعيد البلاد، لناحية الطرقات المستحدثة والصرف الصحي والآبار الإرتوازيّة والبرك وشبكات وخزانات مياه الشفّة، أما بالنسبة لإنعدام الإزدهار الإقتصادي فيبدو أن الكاتبة لم تكن تعيش في البلاد خلال السنوات العشرة الأخيرة، ولم تسمع بمهرجانات الأرز الدوليّة والتوأمة ما بين بشري وفالديزير الفرنسية وتنشيط السياحة الدينيّة ومأسسة وادي قاديشا، اما أن ترمي الكاتبة ما هو حاصل في لبنان على صعيد الوطن من ازمات إقتصاديّة وماليّة ونقديّة والتي أرخت بظلالها على بشري شأنها شأن أي منطقة أخرى على “القوّات اللبنانيّة” والنائب جعجع، فهذا دليل إضافي على الهدف من وراء المقال. وللمناسبة وكي لا يأتي الرد بأننا نكرّر ونعدد ما أنجز في الماضي فيما المطلوب هو الحاضر، فنحن ندعو كاتبة المقال إلى حضور افتتاح مستشفى أنطوان الخوري ملكة طوق – بشري الحكومي في تشرين الثاني القادم، هذا المشروع الضخم بتكلفة تفوف الثلاثة ملايين ونصف المليون دولاراً أميركياً (Fresh)، والحلم بالنسبة لأهالي منطقة بشري، والذي اخذته النائب جعجع على عاتقها في أسوأ ظرف مالي ونقدي واقتصادي تمر فيه البلاد في تاريخها”ز