
خاص – هل من خطوات عملية للمعارضة بعد بيانها التصعيدي؟ النائب يزبك لـbeirut24 : جبهة الـ 31 نائباً ثابتة وستتوسع
صحيح أن بيان نواب المعارضة الأخيرتميّز بلهجة تصعيدية وبمواقف عالية السقف من الحوار والسلاح وسوى ذلك، إلّا أنّ التطور الأهم في ما جرى هو عملياً ولادة جبهة معارضة من 31 نائباً، يقارب عدد أعضائها ربع عدد نواب المجلس. ولكن هذا العدد غير كاف بالطبع لترجيح الكفّة على صعيد أكثرية الناخبين، خصوصا أن المعركة هي ايضاً معركة على تأمين نصاب الثلثين.
أين تكمن اذاً أهمية البيان الأخير؟ وهل من قدرة لدى النواب الذين وقّعوه على اتخاذ خطوات عملية في إطار ما وصفوه بـ “خطة المواجهة التصعيدية”؟ وهل فعلاً تشبه هذه الخطوة ما جرى في العام 2005؟
اللافت أولاً أن بيان المعارضة صدر في أجواء اقليمية تتلبّد من جديد على صعيد العلاقات السعودية الايرانية. ولم تكن زيارة وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان للسعودية اشارة الى عودة التوافق، أكثر من كونها مشهدية من ضمن مشهدية المدّ والجزر التي تلت اعلان عودة العلاقات بين البلدين في آذار الماضي. والدليل البديهي الى ذلك تزامن الزيارة مع حملات إعلامية ضد ايران في الصحافة السعودية وحملات مضادّة أيضاً في الصحف الموالية لايران.
كما تزامن داخلياً مع أحداث أمنية تنقلت بين القرنة السوداء وعين إبل والكحالة، حيث أعاد انقلاب شاحنة سلاح تابعة لـ “حزب الله” عند كوع الكحالة، وما تبعه من سقوط قتلى وجرحى وحصول توتر طائفي، ملف السلاح خارج إطار الدولة الى الواجهة.
الأهمية الثانية تكمن في ما تضمّنه البيان لجهة تأكيد عدد من الثوابت، وهي: رفض الحوار مع “حزب الله” قبل انتخاب رئيس للجمهورية، إثارة موضوع سلاح الحزب من جديد، والتشديد على المواجهة التصعيدية.
ولكن، كيف يترجم ذلك خطوات عمليّة؟
يؤكد النائب في كتلة “الجمهورية القوية” غيّاث يزبك لموقع beirut 24 أن ” الخطوة العملية الوحيدة الآن هي تطوير العمل المعارض من خلال عمل جبهوي ثابت، يرتكز على توحيد الفعل والفكر بين مكونات المعارضة، خصوصاً حول الملفات الملحة، وهي: إنهاء الشغور الرئاسي عبر الاتفاق على مواصفات الرئيس، والتعامل مع المساعي الفرنسية الجارية في هذا الإطار، والتعاطي مع المواضيع المالية والاقتصادية والاصلاحية الملحّة والمطلوبة للخروج من الأزمة الاقتصادية”.
وهذا ما نصّ عليه بالفعل بيان المعارضة، عبر إعلان رفض الحوار الذي يطرحه المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان والتأكيد على رئيس سيادي يواكب الاصلاح المطلوب.
كما نصّ البيان على أن الحوار الوحيد المقبول هو الحوار حول سلاح “حزب الله” بعد انتخاب رئيس الجمهورية الجديد. وفي هذا الإطار، شدّد النائب يزبك على أن المهم في ما جرى اليوم هو ” المواجهة السياسية والجَهر من دون تردد في وجه الحالة الانقلابية التي يمثلها الحزب ورفض وصول رئيس يتماهى مع هذه الحالة، فيما البلاد أصبحت أمام مفترق خطر، وأمام مشروعين: إما مشروع حزب الله وايران أو مشروع لبنان اتفاق الطائف”.
أما النقطة الثالثة اللافتة، فهي الاعلان عملياً عن جبهة معارضة صلبة، “هي جبهة ثابتة غير قابلة للنقصان، بل هناك تقة كبيرة بأنها ستتوسع”، كما يؤكد يزبك لموقعنا، بحيث أشار الى “اتصالات جارية من المرجح أن تؤدي الى انضمام نواب آخرين الى الجبهة المعارضة المؤلفة حالياً من 31 نائباً”.
هل هذا يعني أننا امام معارضة تتكوّن شبيهة بالأجواء في العام 2005؟
يقول يزبك: “نحاول أن نكوّن وضعا مشابهاً، لأن ما حصل في العام 2005 هو أن قرنة شهوان تمكنت من أن تشبك مع التلاوين اللبنانية المختلفة”. وهذا يعني قيام معارضة مسيحية سنية درزية في ذلك الحين.
في الواقع اليوم، هناك31 نائبا من حزبي القوات والكتائب وبعض المستقلين والتغييريين أجمعوا على نقاط أساسية تتعلق بالرئاسة والسلاح والاصلاح. والأسئلة المطروحة هي: هل يزداد عددهم؟ هل يمكن أن يكون لديهم غطاء سني؟ والأهم ما هي الأجواء الدولية والاقليمية التي ستواكبهم في الأسابيع والأشهر المقبلة؟
