خاص – الهضبة في بيروت… ولكن لا يا سادة لبنان ليس بخير.

خاص – الهضبة في بيروت… ولكن لا يا سادة لبنان ليس بخير.

الكاتب: ريتا رعد | المصدر: Beirut24
21 آب 2023

تمايل السًاحل البيروتيّ على أنغام الهضبة المصريّة في انفصال كليّ عن الواقع اللبناني المؤلم في ليلة أسطورية مخادعة عاشتها بيروت.
فور الإعلان عن قدوم الهضبة إلى لبنان بعد غياب دام اثنتي عشرة سنة امتزج في داخلي فرح لأنني من محبي عمرو دياب وحزن كوني كنت على ثقة أنّ الوضع في لبنان غير مناسب ولبنان بلد مفلس حكامه يستعطفون فتات ما تُحسن عليهم به الدول المانحة.
فأغلبيّة اللبنانيين يعيشون تحت خطّ الفقر، من دون ماء ولا كهرباء ولاخدمات. ودائعهم منهوبة. مؤسساتهم معطلة. مسؤولوهم كذّابون منافقون دجالون. نوابهم يتلهون بخلافاتهم يلهثون وراء مصالحهم يعجزون حتى عن انتخاب رئيس للجمهوريّة. العام الدراسي المقبل في مهبّ الرّيح. الدواء ما زال مقطوعًا صرخات الجوع وأنين الذلّ يتصدّران الشاشات الأجنبية فور ذكر اسم لبنان.

ولكن المشهد الذي رأيناه يوم السبت نقض كلّ هذه الصورة السوداوية. فمَن يصدق بعد اليوم أنّ لبنان يعيش فعلًا أسوأ أزمة إقتصادية، نقدية واجتماعيّة؟ أي دولة وبعد مشهد بيروت الصادم يوم السبت ستصدِّق أنّ ما رآه العالم أجمع ما هو إلّا صورة مزيّفة عن لبنان وربما بعض مَن حضر الحفل قد استدان ثمن البطاقة التي قد تجاوز سعر ها الـ 10 الاف دولار في السوق السوداء أو قد حرم نفسه أمورًا أساسية بغية تصوير نفسه وكأنّه من الطبقة الميسورة .

لا يا سادة لبنان ليس بخير وما شاهدناه ما هو إلا إنكار تام للواقع يذكرنا بقصة النملة والصرصار. فاللبنانيون الذين يزعمون انّ بيروت لا تموت علمًا أنها في غرفة الإنعاش كالصرصار لا يتعظون من تجاربهم يتمايلون صيفًا على أموال المغتربين متناسين أنّ الصيف يودعهم بعد أسابيع ليعودوا فيندبون حظهم والقدر. وبتكون:” راحِت السَكرَة وإجِت الفَكْرَة”.