عندما تزور لبعا وانت تجهلها، وتغادرها وأنت تعشقها.

عندما تزور لبعا وانت تجهلها، وتغادرها وأنت تعشقها.

الكاتب: سناء ضو. | المصدر: Beirut24
25 آب 2023

قرية وادعة وواعدة،من قرى جزين.لبعا طائر فنيق من بلادي،وقفت في وجه انزياحات الحروب،ونهضت بهمّة أبنائها.
كما في كل لبنان،تغيب خدمات الدولة، ليحضر تكاتف المجتمع الأهلي فيها،من رعية ،وبلدية وشبيبة،وأهالي.
مناسبة زيارتنا للبعا،كانت إدراج كنيسة “السيدة” فيها على لائحة التراث الديني. كنيسة تعود الى آواخر القرن الثامن عشر،بداية القرن التاسع عشر.يعتقد أبناء البلدة أن لشفيعتهم الدور الأول في الحفاظ على وجود البلدة،وهذه اللحمة بين أبنائها،التي تنعكس في المشاريع الإنمائية المتقدمة فيها،والتي ترعاها البلدية ،بحرص دؤوب من رئيسها فادي جرمانوس،رئيس اتحاد بلديات جزين،المغترب اللبناني،الذي يشبه الأرزة امتداداً في الأفق،وترسخاً في الجذور.
المشاريع تبدأ ،ولا تنتهي من بناء كاتدرائية،-قيد الإنشاء -بهندسة فريدة،تسمح لممرات الضوء أن توحي لك بأن نور المصلوب ليس رمزية في القلوب المؤمنة وحسب،بل أيضاً في عيون الناظر إليه على صليب حفر تحت قبة الكنيسة الزجاجية،حيث السماء تبدو قريبة.إلى بيت الراحة التابع لراهبات سيدة الرسل،والذي يمول بناءه رئيس البلدية ليستوعب مسنين من لبعا والجوار،لإقامة نهارية ،برعاية راهبات نذرن حياتهن لعمل الخير.على أن يكون المركز مركز رعاية اجتماعية وطبية بإشراف أطباء البلدة اللامعين.
من مركز الراهبات انتقلنا الى مركز البلدية الكائن في سنتر رومانوس.المركز مجهز بكل الوسائل المكتبية والتقنية التي تسهل العمل البلدي .
المحطة، التي لا شك أنها لامست قلوب كل المشاركين في الجولة من صحافيين من مختلف وسائل الإعلام ،هي زيارة “مركز “جورجيت و حنا رومانوس لذوي الاحتياجات الخاصة” التابع لرابطة كاريتاس – لبنان،فالمركز يقدم خدمات تعليمية لأولئك الذين يعانون من صعوبات تعلمية.رمزية هذا المركز أنه أقيم في مبنى كان يقطنه الإرهابي أحمد الأسير،لينطلق منه مخططه التدميري ضد الجيش واهالي المنطقة،ولكن منذ العام ٢٠١٧ اشتراه رئيس البلدية وقدمه لكاريتاس،وأسماه على اسم والديه،ليقول إن الإنسان ليس بجسده فقط ،بل بطيب الأثر،الذي يحييه بعد مماته.ومن مركز للتدمير تحول المبنى إلى مركز للتأهيل.
وفي سياق تعداد المشاريع التنموية والاجتماعية ،جرى اليوم في لبعا افتتاح مركز للشبيبة بدعم من البلدية،ليكون مركز تلاق للشباب من لبعا وكل لبنان،يحتضن النشاطات الثقافية والاجتماعية والرياضية.
في تجوالنا في البلدة مررنا من أمام ضريح شهداء الجيش اللبناني ،الذي شيدته البلدية تكريماً لأبطال سقطوا ليشمخ لبنان.
تخلل الجولة غرس أرزة باسم الصحافيين المشاركين، في محمية المطران ابراهيم ابراهيم.ولابد في الختام من الإشارة إلى حفاوة وكرم الضيافة في منزل رومانوس.