حصاد اليوم: “السيوف الحديديّة” تضرب في ماء “طوفان الأقصى” ولبنان يحبس أنفاسه انتظارًا لموقف الحزب

المصدر: بيروت ٢٤
9 تشرين الأول 2023

في اليوم الثالث من الأعمال الحربيّة في غزة وغلافها، ما زالت “السيوف الحديديّة” تضرب خبط عشواء في مياه “طوفان الأقصى”، فلا هي فاعلة ولا الماء تتأثر.
ومع توتر الوضع على الحدود الجنوبية بعد اشتباك الأمس المحدود بين “حزب الله” واسرائيل، شهدت المنطقة الحدودية بعد ظهر اليوم تسخينًا غير مفاجئ، بعدما تسلّلت مجموعة مؤلفة من 4 أشخاص، عند حدود بلدة الضهيرة في القطاع الغربي، واكتشفوا من قبل الموقع الاسرائيلي المقابل فحصل اشتباك بين أفراد المجموعة وقوات الاحتلال ما أدى الى مقتل اثنين من المتسللين وإصابة ثالث بجروح، فيما نجح الرابع في العودة الى الأراضي اللبنانية. بعد ذلك أطلقت القوات الإسرائيلية قذائفها المدفعية باتجاه خراج بلدات الضهيرة ويارين والناقورة وعيتا الشعب. كما سُجّل تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع على علو منخفض في سماء الجنوب. إلا أن المفاجأة كانت في مسارعة “حزب الله” الى نفي تنفيذ أيّة عملية داخل إسرائيل، مؤكدًا أنًّ المنفّذين فلسطنيون.
وفي أعقاب العمليات العسكرية الحدودية أمس، تكثفت الاتصالات الدولية مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري وقائد الجيش جوزيف عون، داعية الى ضبط النفس والحفاظ على الاستقرار في جنوب لبنان، من دون أن تحصل على التطمينات المطلوبة من الحزب بأن جبهة الجنوب ستبقى هادئة ولن تنخرط في مواجهة للتخفيف من الضغط العسكري الذي يمكن أن تقوم به إسرائيل ضد “حماس” لاسترداد هيبتها العسكرية ورفع معنويات جيشها. وبذلك يكون الحزب، الذي أكد أنه ليس على الحياد في هذه المعركة، قد أبقى على أجواء الضبابيّة المخيّمة على وضعه، محتفظًا لنفسه بقراره.
كلمة السرّ
وفي هذا الإطار، قالت مصادر مواكبة للاتصالات الدولية مع “حزب الله” عبر المواقع الرسمية اللبنانية، أن الحزب يحتفظ لنفسه بكلمة السرّ ولن يبوح بها. وتؤكّد المصادر أنه يراقب بدقة الوضع على الأرض ليكون في مقدوره أن يبني على الشيء مقتضاه، وبالتالي لن يبقى مكتوف اليدين، إذا ما بادر رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو للقيام بعملية عسكرية يستهدف من خلالها اجتياح قطاع غزة. وبالرغم من أن التطوّرات الميدانية على الحدود الجنوبية بقيت تحت السيطرة من الجانبين، إلا أن ذلك لا يمنع أن تداعيات غزة حضرت سريعاً الى جنوب لبنان، وبدت نظرية “وحدة الساحات” التي سبق لـ”حزب الله” وسائر فصائل المقاومة في المنطقة أن أعلنوا ولادتها قبل أشهر، قد دخلت حيّز التنفيذ.
التخطيط في بيروت؟
وفي شأن متّصل يربط بيروت بما يحصل في غزة، أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال”، أنّ مسؤولين أمنيين إيرانيين ساعدوا في التخطيط لهجوم “حماس” المفاجئ على إسرائيل، وأعطوا “الضوء الأخضر” للهجوم في اجتماع عُقد في بيروت يوم الاثنين الماضي. وأكدت الصحيفة، وفقاً لأعضاء كبار في حركة “حماس ” و”حزب الله”، أنّ “ضبّاطاً من الحرس الثوري الإيراني تعاونوا مع “حماس” منذ آب الماضي في التخطيط للعملية. وأضاف الضبّاط أنّه تم تنقيح تفاصيل العملية خلال اجتماعات عدّة في بيروت حضرها ضباط في الحرس الثوري الإيراني وممثّلون عن أربع جماعات مسلّحة مدعومة من إيران، بما في ذلك “حماس” بالإضافة إلى “حزب الله”.
وبينما أكد مسؤولون أميركيون أنّ “ما من أدلّة دامغة” على توّرط طهران في الهجوم، قال محمود مرداوي، وهو مسؤول كبير في “حماس” للصحيفة، “إنّ الحركة خطَّطت للهجمات من تلقاء نفسها”، وقال: “هذا قرار فلسطيني وقرار حماس”.
في المقابل، اتّهمت إسرائيل إيران بالوقوف وراء الهجمات، وإن بشكل غير مباشر. وقال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان: “نحن نعلم أنه كانت هناك اجتماعات في سوريا ولبنان مع قادة آخرين من الجيوش الإرهابية التي تحيط بإسرائيل، لذا من الواضح أنه من السهل فهم أنهم حاولوا التنسيق. وكلاء إيران في منطقتنا حاولوا التنسيق قدر الإمكان مع إيران”.
من جهتها، أكدت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة أنّ طهران ليست ضالعة في عملية “طوفان الأقصى”، معتبرةً في الوقت نفسه أنّ “الإجراءات الحازمة التي اتخذتها فلسطين تُشكّل دفاعاً مشروعاً تماماً في مواجهة سبعة عقود من الاحتلال القمعي والجرائم البشعة التي ارتكبها النظام الصهيوني غير الشرعي”. وأضافت: “ندعم فلسطين على نحو لا يتزعزع، لكنّنا لا نشارك في الرد الفلسطيني، لأنّ فلسطين فقط هي التي تتولّى ذلك بنفسها”.
جمود في الداخل
وبالعودة الى التطورات الداخلية، فقد خفت صوت انتخابات الرئاسة، وانكفأت المبادرات وزيارات موفدَي اللجنة الخماسية مرحلياً، فيما تؤكد مرجعيات سياسية أن لا رئيس في لبنان قبل ترتيب الوضع في المنطقة، وتحديداً مثلث لبنان – سوريا – العراق، وربطاً بالحوار الأميركي- الإيراني وما سيصل إليه، بمعنى أن طهران و”حزب الله” يريدان ثمناً باهظاً لتمرير الاستحقاق الرئاسي. وترى هذه المرجعيّات أنه إزاء الأحداث المتلاحقة في المنطقة، بالإضافة الى الدوران في حلقة مفرغة داخلياً، فالأمل ما زال معقوداً على أن تحقق اللجنة الخماسية خرقاً لن يكون سهلاً، في ضوء مطالبة كل المكوّنات السياسية بضمانات وتعهّدات.

حصاد اليوم: “السيوف الحديديّة” تضرب في ماء “طوفان الأقصى” ولبنان يحبس أنفاسه انتظارًا لموقف الحزب

المصدر: بيروت ٢٤
9 تشرين الأول 2023

في اليوم الثالث من الأعمال الحربيّة في غزة وغلافها، ما زالت “السيوف الحديديّة” تضرب خبط عشواء في مياه “طوفان الأقصى”، فلا هي فاعلة ولا الماء تتأثر.
ومع توتر الوضع على الحدود الجنوبية بعد اشتباك الأمس المحدود بين “حزب الله” واسرائيل، شهدت المنطقة الحدودية بعد ظهر اليوم تسخينًا غير مفاجئ، بعدما تسلّلت مجموعة مؤلفة من 4 أشخاص، عند حدود بلدة الضهيرة في القطاع الغربي، واكتشفوا من قبل الموقع الاسرائيلي المقابل فحصل اشتباك بين أفراد المجموعة وقوات الاحتلال ما أدى الى مقتل اثنين من المتسللين وإصابة ثالث بجروح، فيما نجح الرابع في العودة الى الأراضي اللبنانية. بعد ذلك أطلقت القوات الإسرائيلية قذائفها المدفعية باتجاه خراج بلدات الضهيرة ويارين والناقورة وعيتا الشعب. كما سُجّل تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع على علو منخفض في سماء الجنوب. إلا أن المفاجأة كانت في مسارعة “حزب الله” الى نفي تنفيذ أيّة عملية داخل إسرائيل، مؤكدًا أنًّ المنفّذين فلسطنيون.
وفي أعقاب العمليات العسكرية الحدودية أمس، تكثفت الاتصالات الدولية مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري وقائد الجيش جوزيف عون، داعية الى ضبط النفس والحفاظ على الاستقرار في جنوب لبنان، من دون أن تحصل على التطمينات المطلوبة من الحزب بأن جبهة الجنوب ستبقى هادئة ولن تنخرط في مواجهة للتخفيف من الضغط العسكري الذي يمكن أن تقوم به إسرائيل ضد “حماس” لاسترداد هيبتها العسكرية ورفع معنويات جيشها. وبذلك يكون الحزب، الذي أكد أنه ليس على الحياد في هذه المعركة، قد أبقى على أجواء الضبابيّة المخيّمة على وضعه، محتفظًا لنفسه بقراره.
كلمة السرّ
وفي هذا الإطار، قالت مصادر مواكبة للاتصالات الدولية مع “حزب الله” عبر المواقع الرسمية اللبنانية، أن الحزب يحتفظ لنفسه بكلمة السرّ ولن يبوح بها. وتؤكّد المصادر أنه يراقب بدقة الوضع على الأرض ليكون في مقدوره أن يبني على الشيء مقتضاه، وبالتالي لن يبقى مكتوف اليدين، إذا ما بادر رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو للقيام بعملية عسكرية يستهدف من خلالها اجتياح قطاع غزة. وبالرغم من أن التطوّرات الميدانية على الحدود الجنوبية بقيت تحت السيطرة من الجانبين، إلا أن ذلك لا يمنع أن تداعيات غزة حضرت سريعاً الى جنوب لبنان، وبدت نظرية “وحدة الساحات” التي سبق لـ”حزب الله” وسائر فصائل المقاومة في المنطقة أن أعلنوا ولادتها قبل أشهر، قد دخلت حيّز التنفيذ.
التخطيط في بيروت؟
وفي شأن متّصل يربط بيروت بما يحصل في غزة، أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال”، أنّ مسؤولين أمنيين إيرانيين ساعدوا في التخطيط لهجوم “حماس” المفاجئ على إسرائيل، وأعطوا “الضوء الأخضر” للهجوم في اجتماع عُقد في بيروت يوم الاثنين الماضي. وأكدت الصحيفة، وفقاً لأعضاء كبار في حركة “حماس ” و”حزب الله”، أنّ “ضبّاطاً من الحرس الثوري الإيراني تعاونوا مع “حماس” منذ آب الماضي في التخطيط للعملية. وأضاف الضبّاط أنّه تم تنقيح تفاصيل العملية خلال اجتماعات عدّة في بيروت حضرها ضباط في الحرس الثوري الإيراني وممثّلون عن أربع جماعات مسلّحة مدعومة من إيران، بما في ذلك “حماس” بالإضافة إلى “حزب الله”.
وبينما أكد مسؤولون أميركيون أنّ “ما من أدلّة دامغة” على توّرط طهران في الهجوم، قال محمود مرداوي، وهو مسؤول كبير في “حماس” للصحيفة، “إنّ الحركة خطَّطت للهجمات من تلقاء نفسها”، وقال: “هذا قرار فلسطيني وقرار حماس”.
في المقابل، اتّهمت إسرائيل إيران بالوقوف وراء الهجمات، وإن بشكل غير مباشر. وقال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان: “نحن نعلم أنه كانت هناك اجتماعات في سوريا ولبنان مع قادة آخرين من الجيوش الإرهابية التي تحيط بإسرائيل، لذا من الواضح أنه من السهل فهم أنهم حاولوا التنسيق. وكلاء إيران في منطقتنا حاولوا التنسيق قدر الإمكان مع إيران”.
من جهتها، أكدت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة أنّ طهران ليست ضالعة في عملية “طوفان الأقصى”، معتبرةً في الوقت نفسه أنّ “الإجراءات الحازمة التي اتخذتها فلسطين تُشكّل دفاعاً مشروعاً تماماً في مواجهة سبعة عقود من الاحتلال القمعي والجرائم البشعة التي ارتكبها النظام الصهيوني غير الشرعي”. وأضافت: “ندعم فلسطين على نحو لا يتزعزع، لكنّنا لا نشارك في الرد الفلسطيني، لأنّ فلسطين فقط هي التي تتولّى ذلك بنفسها”.
جمود في الداخل
وبالعودة الى التطورات الداخلية، فقد خفت صوت انتخابات الرئاسة، وانكفأت المبادرات وزيارات موفدَي اللجنة الخماسية مرحلياً، فيما تؤكد مرجعيات سياسية أن لا رئيس في لبنان قبل ترتيب الوضع في المنطقة، وتحديداً مثلث لبنان – سوريا – العراق، وربطاً بالحوار الأميركي- الإيراني وما سيصل إليه، بمعنى أن طهران و”حزب الله” يريدان ثمناً باهظاً لتمرير الاستحقاق الرئاسي. وترى هذه المرجعيّات أنه إزاء الأحداث المتلاحقة في المنطقة، بالإضافة الى الدوران في حلقة مفرغة داخلياً، فالأمل ما زال معقوداً على أن تحقق اللجنة الخماسية خرقاً لن يكون سهلاً، في ضوء مطالبة كل المكوّنات السياسية بضمانات وتعهّدات.

مزيد من الأخبار

مزيد من الأخبار