
حصاد اليوم: مناوشات الحدود تحمل “تطمينات” بأن قواعد الإشتباك صامدة
في اليوم الخامس من حرب غزة، رفعت إسرائيل وتيرة قصفها للقطاع في ظل حصار خانق وصفه البعض بحرب إبادة ضد الفلسطينيين. ومع ارتفاع حصيلة القتلى والجرحى من الجانبين على مدار الساعة (950 قتيلًا فلسطينيًا و1200 إسرائيلي) ما يعكس وتيرة متصاعدة للأعمال الحربية، ظلت الأنظار شاخصة على الجنوب اللبناني كونه “الحديقة الخلفية” للحرب. ولكن، وبالرغم من استمرار العمليات المحدودة التي لا تعدو كونها مناوشات بالمفهوم العسكري، ترى مصادر متابعة أن أحداث الجنوب لا تدعو الى القلق بعد، بل على العكس من ذلك لأنها تعتبر بمثابة “تطمين” من الطرفين بأن الأمور ما زالت تحت السيطرة وأن قواعد الاشتباك المعمول بها ما زالت معتمَدة، مع تعديلات طفيفة لا تمسّ الجوهر.
وفي ضوء تصاعد العمليات الحربية في غزة، لا تتوانى الولايات المتحدة الأميركية عن توجيه رسائل خطيرة إلى “حزب الله”، في حال قرر فتح جبهةٍ ثانية من الجنوب. وفي هذا الإطار، نقلت شبكة ” أن بي سي نيوز” الأميركية عن مسؤول أميركي رفيع قوله إن الهدف من نشر السفن الحربية والطائرات المقاتلة بالقرب من إسرائيل هذا الأسبوع، هو إرسال رسالة واضحة إلى إيران بالتراجع، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بأي تفكير من جانبها في إعطاء الضوء الأخضر ل”حزب الله” بتنفيذ هجماتٍ ضد إسرائيل. وأضاف المسؤول الأميركي أنه من المتوقع أن يصل ما يقارب العشرين طائرة مقاتلة متطورة إلى المنطقة في الأيام المقبلة، مشيراً إنّ ذلك يعطي إسرائيل قدراتٍ كبيرة في الجو والأرض لردع أي عدوانٍ إيراني، أو توسيع للعمليات من جانب “حزب الله”.
غرفة عمليات مشتركة
ولكن، تبقى المخاوف مما أعلن قبل أشهر قليلة عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة لقوى الممانعة، تنسّق العمليات “المقاومة” في ما بينها، وذلك بعد ساعات من لقاء جمع رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية بالأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله.
ووفق ما سُرّب، إن هذه الغرفة سعى لتأسيسها قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني إسماعيل قاآني خلال زيارة قام بها للبنان، وتضمّ ضبّاطاً من “حزب الله” والحرس الثوري وفصائل فلسطينية متحالفة مع “المحور” مثل “الجهاد الإسلامي” و”حماس”، وتنسّق كافة العمليات العسكرية التي تجري.
على صعيد آخر، ومع تأكيد أكثر من مسؤول سياسي وعسكري في اسرائيل أن الهجوم البري على غزة بات حتميًا وفي موعد غير بعيد، يبقى السؤال: كيف يرد “حزب الله” على الاجتياح المحتمل للقطاع، في الوقت الذي أكد فيه أكثر من قيادي في الحزب عدم وقوفه على الحياد؟
ميقاتي الصامت
من جهة ثانية، ردّت مصادر السراي على اتهام الحكومة بالتقاعس عن مواكبة التطوّرات بالقول إن الرئيس نجيب ميقاتي، يفضّل “المتابعة الصامتة” لمجرى الأحداث وإجراء الاتصالات الهاتفية مع مفاتيح القرار، وفي هذا السياق أتت الدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء الخميس متأخّرة ستّة أيام عن بدء الحرب بهدف “عرض المستجدّات الراهنة.
ويندرج على أجندة الحكومة ملفان أساسيان: ملفّ النزوح السوري، ومصير قيادة الجيش مع قرب إحالة قائد الجيش العماد جوزيف عون إلى التقاعد في 10 كانون الثاني المقبل.
إلا أن العقبة الأساسية أمام التمديد لعون تبقى المعركة الشرسة التي يخوضها ضده رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي يردّد مقرّبون منه أنّ قائد الجيش “ذاهب إلى منزله في 10 كانون الثاني، فلا تمديد ولا انتخابات رئاسية تقوده إلى بعبدا”.
النزوح السوري
في جديد ملف النزوح، أعلنت قيادة الجيش- مديرية التوجيه، أنّه “خلال الأسبوع الحالي وبتواريخ مختلفة، تمكنت وحدات من الجيش في إطار متابعتها لمهمات مكافحة تهريب الأشخاص والتسلل غير الشرعي من إحباط محاولة تسلل نحو 1500 سوري عبر الحدود اللبنانية – السورية”. وحذّرت قيادة الجيش المواطنين من “مغبة المشاركة في أعمال التهريب كونها تعرضهم للملاحقة القانونية، كما تؤكد أنها سوف تتشدد في إجراءاتها لتوقيف المتورطين وتسليمهم إلى المراجع المختصة”.
من جهتها، لفتت مصادر متابعة الى أن النزوح السوري الجديد إلى لبنان لا يزال على الوتيرة المرتفعة نفسها كما الأشهر الأخيرة. وبينما لم تتراجع أعداد السوريين الذين يحاولون الدخول إلى لبنان يومياً عبر المعابر غير الشرعية، تتوقع مصادر أمنية أن تبقى وتيرة هذا النزوح مرتفعة لـلاستفادة من إمكانية الهجرة عبر البحر قبل حلول فصل الشتاء وموسم العواصف.