
حصاد اليوم: حكومة ميقاتي تستفيق أخيرًا من سباتها بلا فائدة وبلينكن يعطي نتنياهو الضوء الأخضر لاجتياح غزة
في اليوم السادس من حرب غزة، خيّم الهدوء المشوب بالتوتّر على الوضع في الجنوب، مع تراجع العمليات من الجانب اللبناني، والاكتفاء بجولة وحيدة من إطلاق الصواريخ من الجنوب باتجاه مستعمرة المطلة. وكذلك كانت الردود الإسرائيلية محدودة، ما يؤكد موافقة الطرفين، إسرائيل و”حزب الله”، الضمنيّة على تثبيت قواعد الاشتباك حتى إشعار آخر، مع بقاء الطرفين على درجة عالية من الحذر والاستنفار. وبعد خمسة أيام من الحرب استفاقت الحكومة من سباتها العميق وعقدت جلسة في السراي، حيث وضع الرئيس نجيب ميقاتي الوزراء في أجواء الاتصالات التي أجراها في ما يتعلق بحرب غزة، واستطرادًا الوضع على الحدود، مؤكدا في الوقت نفسه أن ملف النزوح السوري سيكون حاضرا في جميع جلسات مجلس الوزراء.
على المقلب الآخر من الحرب، واصل الطيران الإسرائيلي قصف قطاع غزة بلا هوادة، مع تلقي تل أبيب جرعة دعم إضافية باستقبالها وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن الذي التقى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووافقه الرأي أن حركة “حماس” تشبه “داعش” ويجب على العالم محاربتها كما فعل مع “داعش”، ما يعطي الضوء الأخضر لإسرائيل لاجتياح غزة تحت شعار القضاء على “حماس”.
الأسوأ لم يبدأ
وبينما تؤكد أوساط عسكرية متابعة أن الجزء الأسوأ من الحرب لم يبدأ بعد، وصف محللون دعم “الحزب” لـ”حماس” بأنه كان “رمزياً حتى الآن”، واصفين تبادل إطلاق بعض الصواريخ عبر الحدود مع إسرائيل بأنها “لفتات رمزية للدعم وليست مقدمة لعمل عسكري جدّي”.
وفي هذا الإطار، كشف مسؤولون أميركيون أن “حزب الله” ردّ على تحذيرات غربية، بأنه لن ينخرط في الحرب ضد إسرائيل حالياً، على رغم استمرار عمليات إطلاق الصواريخ المتبادلة عبر الحدود اللبنانية. ونقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن وحلفائها أنهم وجهوا هذه التحذيرات الى “الحزب”،على رغم الترجيح المسبق للمسؤولين الأميركيين الكبار في الإدارة أنه لن ينضم إلى حرب غزة. وأكد دبلوماسي غربي أن “رد حزب الله يشير إلى إرادة موجودة مسبقاً بعدم التصعيد في الوقت الراهن”.
لا أزمة مواد غذائية
على صعيد آخر، طمأن رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية هاني بحصلي الى أنه “في الوقت الحاضر لا يوجد أي إشكالية لناحية الإمدادات في المواد الغذائية، إن كان لجهة وصول البضائع أو لجهة المخزون الموجود في لبنان”، مشدداً في الوقت نفسه على أن “أسعار المواد الغذائية لن تتأثر بأحداث غزة وهي حافظت على استقرارها”.
المحروقات متوفرة
في الإطار نفسه، قال رئيس “مجموعة براكس بتروليوم” الدكتور جورج براكس لموقع بيروت 24 إن المحروقات متوفّرة حالياً في لبنان، سواء في مستودعات الشركات أو في المحطات، ولا داعي لاستباق أزمات غير موجودة بعد. وتابع: “نحن في حالة حرب في المنطقة والأمور رهن التطورات، وتأثيرها على كامل حوض البحر المتوسط، وخارجة عن إرادة وزارة الطاقة والشركات المستوردة التي تقوم لغاية اليوم بتأمين حاجات الأسواق المحلية”.
إلغاء حجوزات
في المقابل، عزّزت الأحداث الأمنية في الجنوب لبنان المخاوف لدى اللبنانيين المغتربين وعموم الوافدين من عرب وأجانب. وقد دفعت البيانات التحذيرية الصادرة عن بعض السفارات والموجهة إلى الرعايا الأجانب إلى التريث في زيارة لبنان، إلى إلغاء عدد من الحجوزات وإن بنسب محدودة.
وعلى الرغم من تزايد المخاوف من تفاقم الوضع الأمني، إلا أن برامج رحلات الطيران لم تختلف كثيراً عما كانت عليه. أما عمليات الإلغاء فبلغت نسبتها 30 في المئة وطالت بعض الحجوزات الفردية، لاسيما تلك المرتبطة بمؤتمرات تم إرجاء انعقادها.