خاص – ماذا لو شنّت إسرائيل الحرب على لبنان؟

من منا لم يشاهد ما فعلته إسرائيل بغزة وهذا دون استعمال كامل معداتها الحربية.
من منا لم يرَ هيروشيما العصر بهذا الدمار المرعب في أرض غزة وتدمير بناهم التحتية، ومجمعاتهم السكنية، ومنشآتهم الحيوية..
من منا لم يحزن على الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة، حيث أنه يُشكّل لوحده جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية مكتملة الأركان، والقصف العشوائي الذي راحت ضحيته آلاف الأرواح البريئة والذي يُشكّل بدوره جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية وتهجير السكان الذي يرقى إلى جريمة التصفية العرقية، إلى جانب عدم السماح بإغاثة أهل غزة وقطع مياه الشرب عنهم وفقدان المواد الغذائية..
هل هذا ما ننتظره في وطننا؟ هل تناسينا عندما استعملت إسرائيل في هجومها على بيروت أسلحةً مُحرّمةً دوليًا بدءًا من القنابل العنقودية والفسفورية مرورًا بالنابالم وألعاب الأطفال المفخخة، وانتهاءً بقنابل بخار الوقود؟
هل تعلمون ماذا يستعملون اليوم من مواد متفجرة وصواريخ مُحرّمة دولياً؟
هل سنكون حقل تجارب لأسلحة متطورة ومدمّرة؟
تتصاعد وتيرة المواجهات اليومية بين حزب الله اللبناني وإسرائيل منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من ثلاثة أسابيع بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس. وهدّدت إسرائيل حزب الله مؤخراً، بأنه سيرتكب “أكبر خطأ في حياته” إذا قرّر مواجهتها عسكرياً. لكن هل يسعى حزب الله فعلاً إلى الانخراط في هذه الحرب؟
ألجميع يعلم أنّ الحزب يمتلك ترسانة ضخمة من السلاح لا يُعرَف حجمها بالتحديد وتتضمّن صواريخ دقيقة. والجميع على علمٍ أنّ طهران تمدّ الحزب بالمال والسلاح والعتاد، فيما تسهّل سوريا نقل الأسلحة إليه لكن ماذا بعد؟
ألسؤال الاهم، هل نحن مستعدون لهذه الحرب والتي لن نجني منها شيئاً سوى الدمار والانتصارات الوهمية والشعارات التي لطالما جعلونا نعيشها لسنين وكانت لصالح الحكام والزعماء مادياً وقد استُشهد في السابق آلاف المدنيين وانتصرنا انتصارات وهمية لا غير ..
هل نحن مستعدون للتضحيات دون جدوى؟
هل تعلمون أنّ لبنان غارق في انهيار اقتصادي غير مسبوق منذ أربع سنوات وقد شُلّت قدرة مؤسساته العامة والمرافق على تقديم الخدمات الأساسية..
هل حرب الغير على أرضنا ستكون لصالحنا أم كالعادة سندفع ثمنها بفلذات أكبادنا وبعدها نبكي على الأطلال كالعادة…؟
هل ستتحرر القدس من لبنان؟
على ماذا يراهنون؟