
حصاد اليوم – إستهداف برج مراقبة للجيش في رأس الناقورة ونتنياهو يعد بتحقيق “نبوءة إشعيا” في غزة
انتفت الحاجة للسؤال عن احتمالات الحرب في لبنان لأنه بات بالفعل في خضمّها، وإن كانت لا تزال تُعتبر “حرب استنزاف” محصورة ببقعة جغرافية محدّدة نوعًا ما، وإن كانت قابلة للتوسّع في أية لحظة.
وفي جديد التطورات الميدانية عند الحدود الجنوبية، دمّر الجيش الاسرائيلي برج مراقبة تابعا للجيش اللبناني في رأس الناقورة بعد استهدافه بقذيفة مباشرة. وتعرضت “منطقة اللبونة – خراج بلدة الناقورة إلى قصف مدفعي من قبل الجيش الاسرائيلي. كما اشتعلت النيران في مساحات حرجية واسعة عند الحدود الجنوبية، بسبب “القصف الفوسفوري والقذائف الضوئية” التي ألقاها الجيش الإسرائيلي، فيما عملت طوافات الجيش على إخماد الحرائق. وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري إن الحرائق الناتجة عن قذائف الفوسفور الأبيض المحرمة دوليا التي يطلقها الجيش الإسرائيلي، هي برسم المجتمع الدولي.
وكان الهدوء الحذر سيطر على طول الحدود الجنوبية بعد ليلٍ هادئ نسبياً لم تشهد فيه القرى والبلدات الحدودية تطورات أمنية لافتة.
الى ذلك، حلّق الطيران الاستطلاعي والحربي لأكثر من مرة صباحّا واشتعلت الحرائق في محيط عيتا الشعب بفعل القصف الاسرائيلي بالقذائف الفوسفورية وهدد المنازل. وبعد الظهر، شنت مسيرة للجيش الاسرائيلي غارة على أطراف بلدة عيتا الشعب من دون التسبب بخسائر بشرية، كما قصفت القوات الاسرائيلية أطراف عيتا الشعب بالقذائف الحارقة .
النزوح من الشريط
وفي موازاة الوقائع الساخنة في الميدان، جاءت مشهدية نزوح أكثر من 20 ألف شخص من القرى الحدودية في اتجاه مدينة صور بالدرجة الأولى، لتؤكد أن البلاد باتت في قلب الحرب، التي يواكبها لبنان الرسمي بتفعيل “خلايا طوارئ”، ولو وَرَقياً، في مختلف القطاعات، الصحية والتربية والاقتصادية.
وفيما لم تستكمل الدول العربية والغربية بعد مهمّة إجلاء رعاياها من لبنان، نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤولين أميركيين أن إدارة الرئيس جو بايدن “تخطط بشكل طارئ لتنفيذ خطط إجلاء مئات الآلاف من المواطنين الأميركيين من الشرق الأوسط، في حال تطوّرت تهديدات إيران باتجاه القيام بعمل عسكري أوسع ضد قواتها”. ووفقاً لتقديرات الخارجية الأميركية، فإن “هناك 600 ألف أميركي في إسرائيل و86 ألفاً في لبنان (يحملون جنسيات مزدوجة)”. وعبَّر مسؤول أميركي بحسب الصحيفة عن قلقه البالغ بشأن “الجبهة الشمالية”. وقال: “لقد أصبحت هذه مشكلة حقيقية، إن الإدارة الأميركية قلقة جداً من أن يخرج هذا الأمر عن نطاق السيطرة”.
بايدن يحذّر خامنئي
في الإطار نفسه، حذر الرئيس الأميركي مرشد إيران الأعلى، علي خامنئي، بشكل مباشر من استمرار الهجمات على القوات الأميركية بالمنطقة، ما قد ينذر بتوسع الصراع إلى بلدان مجاورة.
وخلال حديثه عن القوات الأميركية التي تتواجد في الشرق الأوسط، قال بايدن في مؤتمر صحافي جمعه برئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيزي: “قواتنا بالمنطقة لمنع خطر داعش من العودة، ولا علاقة لتواجدها هناك بإسرائيل”.
وأضاف: “تحذيري لآية الله (علي خامنئي) إذا استمروا في التحرك ضد قواتنا سوف نرد ويجب أن يكون مستعدا، وهذا ليس له علاقة بإسرائيل”.
نتنياهو و”نبوءة إشعيا”
من جهته، أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى أنه “سيحقق “نبوءة إشعيا” في الحرب التي يشنها على قطاع غزة”، واصفاً الفلسطينيين بأنهم “أبناء الظلام”، حسب تعبيره، والإسرائيليين بـ”أبناء النور”.
جاء ذلك في خطاب متلفز أعلن خلاله نتنياهو أن المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) برئاسته، حدّد توقيت الدخول البري لقطاع غزة. وقال “إن الحرب لها هدفان: تصفية حماس من خلال تدمير قدراتها العسكرية والسلطوية، والقيام بكل ما يمكن لإعادة المختطفين”.
ووجّه نتنياهو كلامه للإسرائيليين قائلاً: “سنحقق نبوءة إشعيا، لن تسمع بعد، خراباً في أرضك، سنمنح المجد لشعبك، سنقاتل معاً وسننتصر”. وأضاف أن “الحرب هي بين شر حماس، والحرية والتقدم. نحن أبناء النور وهم أبناء الظلام، وسيهزم النورُ الظلام”.
توتّر في عين الحلوة
وبالعودة الى الوضع الداخلي، فقد توتر الوضع الأمني داخل مخيم عين الحلوة من جديد إثر محاولة اغتيال شقيق احد الناشطين الإسلاميين في حطين الذي وصفت اصابته بالخطرة، ما أدّى الى اندلاع اشتباكات في الصفصاف والبركسات، استخدمت خلالها القذائف والاسلحة الرشاشة، وسقط بنتيجتها جريحان احدهما عنصر في “فتح”. وما لبث ان عاد الهدوء الحذر ليسود المخيم بعد الاتصالات التي تجرى على مستوى القيادات وتعمل على معالجة الاشكال وتطويق ذيوله .
ميقاتي يستنجد ببري
في الشأن السياسي، حمل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي “كرة النار” الخاصة بالمؤسسة العسكرية الى الرئيس بري الذي استقبله في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة.
وتداول الرئيسان كافة العناوين والقضايا والمستجدات، ومن بينها موضوع المؤسسة العسكرية التي تتجه كل أنظار اللبنانيين نحوها لجهة تعزيزها والحفاظ عليها، بإعتبارها المؤسسة الوطنية الجامعة والحاضنة لتطلعات اللبنانيين في أمنهم وحفظ سيادة وطنهم. وأكدا على أن “موضوع المؤسسة العسكرية يجب مقاربته بهدوء وروية ويمكن الوصول الى النتائج المرجوة إن شاء الله”.
جولة باسيل
من جهة ثانية، أشار رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، الى أنه أنهى امس جولة تشاورية ذات معايير معيّنة تحت عنوان “حماية لبنان والوحدة الوطنية” شملت رئيسيْ المجلس والحكومة وقيادات سياسية والكتلّ النيابية الأساسية والمعنيّة، على ان يتمّ استكمالها ومتابعتها مع من يلزم، من قبله او من قبل نواب التيار، وخاصةً مع نواب المعارضة الذين تمّ الاتفاق على اللقاء معهم من قبل نواب التيار المكلّفين بالاتصال والعلاقة معهم. وقد أكّدت هذه الجولة ما هو مؤكّد أن الحوار هو البداية لأي حلّ وضرورة التواصل المستمر بين اللبنانيين.
باسيل أكّد أنه حمل الى من تشاور معهم مجموعة أفكار، وليس مبادرة، رأى أنه من الضروري أن يتم تفاهم وطني حولها لأنّها تساهم بالمساعدة على مواجهة الحرب الكبيرة الجارية، وتؤَمنّ حماية لبنان ووحدته، لافتًا الى أنه لمس تفاهما عليها بنسبة عالية جداً، أقلّه من الجهات السبعة التي التقاها، وعلى أمل توسيع التفاهم ليشمل الأطراف التي لم يلتقِ بها بعد.