حصاد اليوم- جلسة مجلس الوزراء أولى ضحايا “التمديد” وقائد “اليونيفيل” قلق من اتساع نطاق العمليات

حصاد اليوم- جلسة مجلس الوزراء أولى ضحايا “التمديد” وقائد “اليونيفيل” قلق من اتساع نطاق العمليات

الكاتب: beirut 24
14 تشرين الثاني 2023

كانت جلسة مجلس الوزراء المقرّرة اليوم أولى ضحايا معركة التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون، وستتبعها بالتأكيد ضحايا عدة الى أن يحسم “الثنائي الشيعي” أمره حيال هذا الملف الذي يعتبره رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل قضية حياة أو موت، نظرا لانعكاساته المباشرة على مستقبله السياسي بعدما رفع منسوب العدائية لدرجة غير مسبوقة تجاه العماد عون شخصيًا.

فقد أرجئت جلسة مجلس الوزراء لعدم اكتمال النصاب، وتم تحديد يوم الاثنين المقبل موعدًا للجلسة المرتقبة. ونتيجة لذلك، عقد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي لقاءً تشاوريا مع الوزراء الحاضرين، فيما نفى وزير السياحة ربط عدم اكتمال النصاب بإمكانية طرح موضوع التمديد لقائد الجيش.

من جهته، كشف وزير العمل مصطفى بيرم أن موضوع التمديد لقائد الجيش لم يطرح بعد على وزراء “حزب الله”، وقال:” “كل شي بوقتو”. وأوضح أن تأخر وصوله إلى الجلسة غير مقصود، مؤكدا أن عدم تأمين النصاب سببه عدم حضور وزراء آخرين. أما وزير الاشغال، فقال:” نحن كوزراء حزب الله حضرنا إلى الجلسة وأمّنا النصاب”. كما أصدر وزير الاعلام زياد مكاري بيانا أكد فيه أنه “ليس من ضمن الوزراء الذين عطلوا النصاب”.

ميقاتي: التمديد بالتوافق

الى ذلك، ذكرت محطة “أم تي في” ان ميقاتي، وخلال الاجتماع الجانبي مع الوزراء، أبلغهم بأن التمديد لقائد الجيش لن يحصل إلا بالتوافق، وهو ليس بوارد الذهاب بالموضوع على قاعدة التحدي. وقالت مصادر وزارية ل “الجديد” ان رئيس الحكومة ابلغ الوزراء أن الامانة العامة لمجلس الوزراء أعدَّت دراسة قانونية ودستورية موسّعة بشأن الحلول القانونية التي يمكن اعتمادها لتفادي الشغور المرتقب في القيادة العسكرية. وتابعت: القاضي محمود مكية أنجز دراسة قانونية دستورية تقترح حلولاً للشغور المرتقب في القيادة العسكرية وذلك بناء على تكليف سابق من مجلس الوزراء.

“القوات” في كليمنصو

في الإطار نفسه زار وفد من كتلة “الجمهورية القوية” ضمّ النواب غسان حاصباني وملحم رياشي ونزيه متى رئيس كتلة اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط في كليمنصو، حيث حصل توافق على أولوية تفادي الشغور في قيادة المؤسسة العسكرية في الوضع الاستثنائي الراهن.

وإثر اللقاء، قالَ حاصباني: “الوضع القائم استثنائي ولبنان بحاجة إلى أن تبقى هذه المؤسسة مستقرّة دون أي خلل للإستمرار بالدفاع عن الأراضي اللبنانية وتأمين الأمن على الحدود وعدم اهتزاز قراراتها ومواقفها. لذا مستعدّون لأخذ خطوات استثنائية في هذا المجال ونعي أن هناك حراكاً على مستوى مجلس الوزراء اليوم لمحاولة التمديد لقائد الجيش، إلّا أنّه في حال عدم حصول ذلك، في فترة زمنية معقولة، يبقى التشريع هو المدخل الأسلم والوحيد للحفاظ على المؤسسة إلى حين انتخاب رئيس للجمهورية، فضلاً عن قيادة الأركان، التي علينا النظر بها وأن يعمل على تعيينها بالآليات الدستورية المناسبة”.

بدوره، قال النائب هادي أبو الحسن: “رحبنا بالزملاء وبالطرح والفكرة من خلال تقديم اقتراح قانون للتمديد لقائد الجيش، ونحن منفتحون على هذا الإقتراح وكنا نتمنّى أن تكون الأولوية لملء الشغور هي انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة، ليتم بعدها تعيين قائد الجيش”. وتابع: “بما أنَّ هذا الأمر متعثّر حتى الآن ومتعذّر، سنسهل الأمر للتمديد لقائد الجيش وسيكون لنا موقف أمام هيئة مكتب المجلس وفي المجلس النيابي”.

قائد “اليونيفيل” قلق

على صعيد آخر، وفيما يتقلّب الجنوب على صفيح ساخن، التقى رئيس بعثة “اليونيفيل” وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو اليوم برئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وذلك قبيل مشاورات مجلس الأمن الدولي حول القرار 1701 لعام 2006.
وقال لاثارو بعد اللقائين: “أعربت عن قلقي العميق إزاء الوضع في الجنوب واحتمال وقوع أعمال عدائية أوسع نطاقا وأكثر حدة. كما شكرتهما على جهودهما من أجل استعادة الاستقرار خلال هذه الأيام الحرجة، بما في ذلك من خلال القنوات الديبلوماسية، وكذلك على الثقة التي وضعوها في آليات الارتباط التي تضطلع بها “اليونيفيل” لتجنب المزيد من التصعيد. إن أولويات اليونيفيل الآن هي منع التصعيد، وحماية أرواح المدنيين، وضمان سلامة وأمن حفظة السلام الذين يحاولون تحقيق ذلك”.
وأضاف: “إن القرار رقم 1701 يواجه تحديا في الوقت الراهن، إلا أن مبادئه المتعلقة بالأمن والاستقرار والتوصل إلى حل طويل الأمد تظل صالحة. ويظل دورنا المحايد شديد الأهمية لناحية إيصال الرسائل الحاسمة للحد من التوترات ومنع سوء الفهم الخطير، بهدف تجنب أي تصعيد غير مبرر. لقد كان على حفظة السلام مواءمة عملهم مع الوضع، ولكن عملنا لدعم القرار مستمر”.

قصف متبادل

ميدانيًا، استهدفت المدفعية الإسرائيلية غربي منطقة اللبونة في الناقورة إضافة إلى أطراف بين شيحين والجبين ومحيط الضهيرة وعلما الشعب وطيرحرفا، ردًا على عمليات نفذها “حزب الله” الذي أعلن في بيانات متلاحقة بعد ظهر اليوم عن استهداف مواقع رويسات العلم في مزارع شبعا، والمرج، وبركة ريشا وأماكن التجمع العسكري المحيطة به بالأسلحة الصاروخية وتحقيق إصابات مباشرة فيها.

وقبل الظهر تحدثت وسائل إعلام إسرائيليّة عن إطلاق صاروخين مضادين للدبابات من لبنان على مواقع عسكرية في الجليل الأعلى، قائلة ان الجيش رد على مصادر النار. وقد سجل قصف مدفعي اسرائيلي طال أطراف بلدات طيرحرفا وحولا وهونين ورب ثلاثين. أيضا استهدفت منطقة رأس الناقورة واللبونة بقصف مدفعي عنيف. واستهدفت غارات و‏قصف مدفعي منطقة “الغابة” بين ‌عيترون⁩ و‌مارون الراس وأطراف ميس الجبل⁩ لجهة وادي السلوقي، وخلة وردة عند اطراف عيتا الشعب.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن مواقعه في يفتاح ومرغليوت وعرب العرامشة وشوميرا ومتات تعرضت لإطلاق صواريخ مضادة للدروع وقذائف الهاون من لبنان.

وسيطرت أجواء من الحذر في القطاع الغربي في الجنوب، لا سيما عند الخطوط الامامية، بدءا من الناقورة في الساحل، مرورا بالقرى المتاخمة للاراضي الفلسطينية المحتلة في القطاعين الغربي والاوسط، وصولا الى بلدة يارون، فيما لم تغب طائرات الاستطلاع عن الاجواء.