حصاد اليوم- جعجع: باسيل يفعل المستحيل للتخلّص من عون و”التيار” يتهمه بارتكاب جريمة التمديد

لا يغيب همّ ملء الشغور في الرئاسة الأولى ومنع تمدّد الفراغ الى المؤسسات الرسمية الأخرى، وأهمها قيادة الجيش، عن يوميات البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي استقبل في الصرح البطريركي في بكركي سفيرة ورئيسة بعثة الإتحاد الأوروبي في لبنان ساندرا دو وال التي أكدت بعد اللقاء ان “الإتحاد الأوروبي مهتم جدا بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان لإعادة الحياة السياسية الى السكة الصحيحة، لأن الخروج من الازمة التي يعيشها البلد تتطلب عملا كثيرا. فعلى الرغم من الأزمة الإقليمية اليوم، يجب ألا تغيب عن ذهن الطبقة السياسية اللبنانية هذه الأولوية”. ورأت انه “لا يجب ان يتمدد الفراغ في لبنان، لا سيما مع انتهاء ولاية قائد الجيش العماد جوزيف عون، فهناك أدوار رئيسية للمؤسسات اللبنانية عليها القيام بها لكي يستقيم البلد”.
وكانت لافتة اليوم حملة الدفاع عن موقف البطريرك الراعي الداعي لضرورة دعم النازحين من الجنوب، وقد قادها رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي رفض “حملات الإفتراء على مقام صاحب الغبطة حيال دعوته الصادقة الى دعم النازحين اللبنانيين”. وقال “ان دعوة غبطته لدعم النازحين تعبّر عن موقف رسالي وطني جامع”، منوّهاً بدعوة غبطته في هذا المجال، ومستنكراً الحملة التي تعرض لها عن سوء فهم ليس إلا.

في الإطار نفسه، قال مسؤول الملف المسيحي في “حزب الله” محمد الخنسا في تصريح: “نحن نكنّ كل ‏الإحترام والتقدير لبكركي ولكل الطوائف اللبنانية المسيحية والإسلامية، وكل كلام على وسائل التواصل ‏مسؤول عنه صاحبه، وهناك أخطاء ترتكب كثيرا بحق شخصيات اسلامية وطنية ومسيحية يوميا ‏ودوما، ونحن نحفظها، ولكن نتجاوز عنها. من هذا الباب أقول نحن في “حزب الله” مسؤولون عن ما ‏يصدر في إعلامنا المركزي، ولسنا مسؤولين عن ما يصدر على مواقع التواصل”. ‏

‏يلتقي مع الصدر

من جهته، اعتبر رئيس المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ، في بيان، “ان الحملة الظالمة التي استهدفت البطريرك الراعي في غير مكانها من أي جهة أتت، وإن كانت أحيانا “شعبوية” وأحيانا عفوية وأحيانا مغرضة وتحريضية”. وأضاف: “وفي كل الأحوال، البطريرك الراعي مشكور على مبادرته البعيدة عن أي أبعاد طائفية والتي في جوهرها تلتقي مع ما كان يدعو إليه الإمام السيد موسى الصدر من أن الأديان هي واحدة عندما تلتقي في الله وأن غايتها هي خدمة الإنسان”.

منع الشغور والفراغ

وبالعودة الى تطوّرات “معركة التمديد” للعماد عون، شددت كتلة “اللقاء الديمقراطي” على “ضرورة تحصين المؤسسات الدستورية والساحة الداخلية اللبنانية، لمنع الشغور والفراغ في كل المؤسسات، وفي طليعة هذه المؤسسات الجيش اللبناني. ودعت الكتلة إلى حسم الملف بأسرع وقت ممكن من خلال التمديد لقائد الجيش وتعيين مجلس عسكري ورئيس للأركان. كما دعت إلى التمديد لقيادة قوى الأمن الداخلي منعاً للشغور المرتقب بعد أشهر، مؤكدة أن موقف الكتلة هو ضد أي فراغ بأي مؤسسة كانت، بأي وسيلة سواء بمجلس الوزراء أو مجلس النواب.

التخلّص من عون

في السياق نفسه صدر عن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بيان اتهم فيه رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل بأنه “يفعل المستحيل، متخطيًّا كل الخطوط الحمراء، مطيحًا بكل المسلماّت ومتجاوزًا كل الحدود الدستورية والعرفية، للتخلص من العماد جوزيف عون في قيادة الجيش لاعتبارات شخصية انتهازية بحتة”. وأضاف: “إن ما يقوم به النائب باسيل في هذا السياق، هو عار بحقّ البلد والشعب ورئاسة الجمهورية وقيادة الجيش والمسيحيين، ويضاف هذا العار إلى سلوكه الذي يجعل منه عار السياسة اللبنانية بامتياز”.

من جهتها سارعت لجنة الإعلام والتواصل في “التيار” الى الرد على جعجع فرأت أنه “يرتكب مجددًا جريمة معلنة ومثبتة ضد الدستور والمبادئ بتقديمه اقتراح قانون بالتمديد لقائد الجيش، ويقوم بعملية إعلامية مفضوحة لتغطيتها وذلك بتوجيه تهمة افتراضية ومختلقة لرئيس التيار الوطني الحر وبما يشبه الأحكام المسبقة على النوايا فيما لم يقم رئيس التيار بأي عمل ولم يعلن ما هو موافق عليه وما هو مرفوض منه”.

معارك الجنوب

ميدانيًا، قصف الجيش الاسرائيلي صباحًا أطراف بلدتي الناقورة وعلما ووعيتا الشعب، ردًا على عمليات للمقاومة. فقد اعلن “حزب الله” تنفيذ ثلاث عمليات متزامنة عند العاشرة والنصف صباحًا، استهدفت الأولى تجمعاً لجنود ‏الاحتلال الإسرائيلي بالقرب من مثلث الطيحات، والثانية تجمعًا لجنود ‏الاحتلال بالقرب من موقع المرج،‏ والثالثة تجمعًا لجنود ‏الاحتلال الإسرائيلي بالقرب من ثكنة راميم. كما استهدف “الحزب” عند الحادية عشرة والنصف موقع المالكية ‏بالأسلحة المناسبة وحقّق فيه إصابات مباشرة. واعلن “حزب االله” ايضا انه استهدف تجمعًا للجيش الإسرائيلي في مستعمرة يرؤون، بالإضافة الى موقع بركة ريشا بالأسلحة المناسبة وحقق فيهما إصابات مباشرة.

وفي وقت لاحق اعلن “حزب الله” استهدافه تجمعا للجنود الإسرائيليين في موقع الضهيرة. وعلى الاثر قصف الجيش الاسرائيلي الاحراج المقابلة لأحراج اللبونة ووادي ياسين والناقورة. واطلقت صافرات الانذار في مزكز “اليونيفيل” في الناقورة. كما استهدف القصف اطراف بلدتي طيرحرفا والجبين. واستهدف الجيش الاسرائيلي ايضا الجزء الشمالي من بلدة كفركلا بعدد من القذائف المدفعية، وأغار على عيتا الشعب. واستهدف “حزب الله” أيضًا موقع العاصي. بالإضافة الى “تجمع لجنود الإحتلال في محيط موقع الراهب”. وسجل قصف مدفعي إسرائيلي على ميس الجبل ورب ثلاثين وبني حيان وحولا وجبل قطمون التابع لرميش.

واعلن الحزب استهدافه عند الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم تجمعا لجنود الاحتلال الاسرائيلي في محيط موقع المطلة بواسطة محلقتين انقضاضيتين هجوميتين أوقعتا فيه إصابات مؤكدة.

كما اعلن استهدافه عند الثالثة والنصف مجموعة مؤللة من القوات الخاصة في جيش الاحتلال الاسرائيلي متموضعة في حرج المنارة. وافيد بأن “حزب الله” قصف مستوطنة مسكاف عام، والجيش الإسرائيلي رد بقصف محيط العديسة وزبقين وطير حرفا وحولا وكفركلا. كما استهدف الجيش الإسرائيلي مركز الجيش اللبناني في سردا، ومنطقة رأس الظهر – غرب بلدة ميس الجبل، بقذيفة مدفعية.