حصاد اليوم- “الحزب” يساير عون بتأخير التمديد لعون والراعي يُطلق موقفًا “حاسمًا” في عظة الأحد

حصاد اليوم- “الحزب” يساير عون بتأخير التمديد لعون والراعي يُطلق موقفًا “حاسمًا” في عظة الأحد

الكاتب: beirut 24
18 تشرين الثاني 2023

“أم المعارك” هي معركة التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون على رأس المؤسسة العسكرية، بدليل الاهتمام الإعلامي والسياسي والشعبي غير المسبوق بهذه القضية، لدرجة أن الجميع نسي أو تناسى كل الأزمات التي تعصف بالبلاد، وأبرزها الحرب المتمدّدة من الجنوب، وما عاد مهتمًا إلا بالقضية التي يراها مركزية بالنسبة للمؤسسة الأخيرة ربما التي ما زالت قائمة في البلاد. وبين رافض بالمطلق للتمديد على أنه قضية حياة او موت بالنسبة له ولتياره، أي النائب جبران باسيل، وبين أطراف أخرى مؤيدة له صونًا للمؤسسة العسكرية واستمرار عملها، وعلى رأسهم البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، ثمة من يتحيّن الفرص، أي “الثنائي الشيعي” الذي ما زال يجري حسابات الربح والخسارة قبل الخروج بموقف حاسم حيال الأمر، علمًا ان موقفه سلبًا أو إيجابًا، سيحسم المسألة انطلاقًا من سيطرته الفعلية على مجلسي النواب والوزراء.

وفي إطار الحسابات السياسية الضيّقة، يندرج تريُّث رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بعدم التقدم، من خارج جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء، باقتراح يقضي بتأجيل تسريح العماد عون من الخدمة العسكرية لمدة 6 أشهر، علمًا ان هذا الموقف لا يعني أن ميقاتي صرف النظر عنه، بمقدار ما أنه  تجاوب مع رغبة “حزب الله” بعدم حرق المراحل إفساحاً في المجال أمامه للتحرك نحو رئيس “التيار الوطني الحر”. وهذا الموقف أبلغه ميقاتي إلى البطريرك الراعي الذي يعارض بشدة إقحام المؤسسة العسكرية بالشغور في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر فيها لبنان.

وترى أوساط سياسية مؤيدة للتمديد أنه من غير الجائز اللعب باستقرار المؤسسة العسكرية لأسباب كيدية مردّها إلى أن باسيل يريد تصفية حساباته مع العماد عون، ليس على خلفية التمديد له، وإنما لتقديره بأنه لا يزال الأوفر حظاً بين مرشحي رئاسة الجمهورية في ظل التأييد الدولي والمحلي له.

العظة المرتقبَة

في موازاة ذلك، توقعت أوساط متابعة أن تكون عظة البطريرك الراعي الأحد “حاسمة” لجهة رفضه المسّ بقيادة الجيش، والمطالبة بتمديد ولاية العماد عون. وبعد الكلام الذي حاولت بعض الجهات بثه عن قرب تعيين قائد جديد للجيش، أكدت مصادر بكركي رفضها المطلق هذا الاقتراح وتمسّكها بالتمديد، ورأت أنّ التعيين “يمثل ضربة قوية لموقع رئاسة الجمهورية”.

وفي إطار المواقف، أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أن “باسيل يريد التخلّص من قائد الجيش لاعتبارين: الاول أن الأخير تمكن من بناء كيان للمؤسسة العسكريّة ومنعه من التدخل فيها خصوصاً لناحية التشكيلات، وأدارها كما يجب، ولا سيّما أن لا خلاف سياسيا بين الرجلين، باعتبار أن عون لا يتدخل في الشؤون السياسيّة ولم يطلق يوماً مواقف سياسيّة. بينما الاعتبار الثاني يكمن في أن باسيل يخاف من عون على خلفية أن “العونيين” يسمعون له ومن الممكن إذا استمر في موقعه وبعدها في غيره، أن يشكّل منافساً جدياً وقوياً له”.

من جهته، كتب اللواء عباس ابراهيم على صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي: “الاستنزاف المعنوي الذي تتعرّض له المؤسسة العسكرية في سوق عكاظ السياسة هدفه تدمير آخر ما تبقى من هياكل الدولة. أيًا يكن القرار بشأن مستقبل قيادتها فالمطلوب سحب النقاش العلني من التداول صونًا لآخر ما تبقى من هياكل الدولة ومعنويات العسكريين”.

معارك الجنوب

في تطورات الجنوب العسكرية، قال المتحدّث باسم ​الجيش الإسرائيلي​ ​أفيخاي أدرعي​، إنّ “الجيش أغار قبل قليل على أهداف عدّة لـ”حزب الله” في الأراضي اللّبنانيّة، من بينها مجمّعات عسكريّة”. وأشار، في تصريح عبر مواقع التّواصل الاجتماعي، إلى أنّ “مقاتلات سلاح الجوّ دمّرت منظومةً متقدّمةً لصواريخ أرض- جوّ، ردًّا على إطلاق صاروخ على طائرة للجيش اللّيلة الماضية، علمًا بأنّه قد تمّ اعتراض الصّاروخ بنجاح”. توازياً، وللمرة الأولى منذ حرب تموز 2006، استهدف الطيران الإسرائيلي فجر اليوم عمق منطقة النبطية حيث أطلقت مسيّرة قرابة الرابعة والربع فجراً صاروخين باتّجاه معمل لأشغال الألومينيوم واقع على طريق تول – الكفور (النبطية) ما أدّى إلى احتراقه بالكامل .

في هذه الأثناء، يستمر القصف الإسرائيلي المكثف على جنوب لبنان، حيث طال بعد ظهر اليوم، تلة حمامص ووطى الخيام ودير ميماس وحرش هورا. كما استهدفت مدفعية الجيش الإسرائيلي أطراف العديسة وكفركلا والمناطق السكنية في بلدة محيبيب من الجهة الجنوبية. كما طاول القصف الاسرائيلي أطراف مارون الراس ويارون وطريق منطقة “هرمون”، وبلغ أيضاً أطراف بلدتي كفرتبنيت وشوكين بالقرب من مدينة النبطية، بالإضافة إلى اطراف بلدتي مركبا وبني حيان. كذلك، شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة جوية على منطقة اللبونة في الناقورة وأخرى على عيتا الشعب.

عمليات “الحزب”

في المقابل، أعلن “حزب الله” في بيانات متلاحقة أنه استهدف موقع بياض بليدا، وموقع الراهب، ومقر القيادة العسكرية ‏المستحدث في وادي سعسع وأوقع فيها إصابات مؤكدة. كما استهدف “الحزب” ثكنة راميم بالصواريخ والقذائف المدفعية وحقّق فيها إصابات مباشرة. وأعلن “الحزب” أيضًا أنه استهدف تجمعًا لجنود الاحتلال ‏الإسرائيلي في حرج شتولا، وتجمعا آخر في خلة وردة  وحقّق فيهما إصابات مباشرة. كما أفاد عن “إسقاط طائرة إسرائيليّة، قائلاً إنّها “من نوع “هيرميز 450” وهي طائرة مسيّرة قتاليّة ‏متعدّدة المهام بواسطة صاروخ أرض جو”، لافتاً إلى أنّ “حطامها شوهد يتساقط فوق منطقة أصبع الجليل”.‏ ‏