
حصاد اليوم- “الحزب” يؤكد ربط موقفه بالمجريات في غزة وهدوء حذر جنوبًا مع خروقات إسرائيلية محدودة
في اليوم الثاني من الهدنة بين إسرائيل وحركة “حماس” في غزة، شهدت قرى الجنوب هدوءًا لافتًا بالرغم من بعض الخروقات الأسرائيلية، مع إطلاق القوات الاسرائيلية النار على سيارة “رابيد” في منطقة الوزاني تعود للمواطن م.ع. (من بلدة كفركلا)، حيث اصابتها بخمس طلقات من دون اصابة السائق الذي نجا باعجوبة. وعلى الاثر قامت دورية من الجيش بسحبه من المكان المذكور.
واطلق الجيش الاسرائيلي ايضا النار في الهواء، لاخافة المزارعين الذين يعملون في ارضهم في وادي هونين. كما اطلق النار في الهواء ترهيباً بإتجاه فريق عمل قناة NBN على طريق الخيام مقابل مستعمرة المطلة عند الحدود مع فلسطين المحتلة.
في المقابل اعلن الجيش الإسرائيلي ان الدفاعات الجوية اعترضت هدفاً جوياً مشبوهاً تسلّل من لبنان. وسجل تحليق مكثف لطائرات التجسس الاسرائيلية فوق النبطية واقليم التفاح.
وفي إطار الخروقات الإسرائيلية، أعلن الناطق الرسمي باسم “اليونيفيل” أندريا تيننتي أنّه “حوالي الساعة الثانية عشرة من ظهر اليوم، تعرضت دورية تابعة لليونيفيل لنيران قوات الجيش الاسرائيلي في محيط عيترون، في جنوب لبنان”.
ولفت إلى أنّه “لم يصب أي من حفظة السلام، ولكن سيارتهم تضررت. ووقع هذا الحادث خلال فترة من الهدوء النسبي على طول الخط الأزرق”. وشدد على أنّ “هذا الهجوم على قوات حفظ السلام، التي تعمل بجهد للحد من التوترات واستعادة الاستقرار في جنوب لبنان، أمر مثير للقلق العميق. ونحن اذ ندين هذا العمل، نؤكد على مسؤولية الأطراف في حماية قوات حفظ السلام، ومنع المخاطر غير الضرورية عن أولئك الذين يسعون إلى تحقيق الاستقرار”.
هدوء حذر
وبالرغم من هذه المناوشات المحدودة، سيطر الهدوء الحذر على طول المنطقة الحدوديّة الجنوبية. وافيد ان القرى والبلدات الجنوبية المتاخمة للخط الازرق، تعيش منذ بدء وقف اطلاق النار في غزة هدوءا حذرا، فيما لم تنقطع قوافل العائدين من النازحين الى بلداتهم وبعضهم باشر العمل وفتح ابواب الارزاق بعد توقف دام شهرا تقريبا بسبب الأحداث الامنية”.
في الاثناء، عمل فريق التوعية على مخاطر الألغام والقنابل العنقودية في الجمعية اللبنانية للرعاية الصحية والاجتماعية، بالتنسيق مع المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام في الجيش اللبناني، على توزيع المنشورات للأهالي العائدين الى الجنوب لحثهم على اتباع الارشادات الوقائية والتوعوية من جراء الذخائر غير المنفجرة وخطر القنابل الفوسفورية المحرمة دوليا التي استخدمها العدو الاسرائيلي في القرى الحدودية مع فلسطين المحتلة.
تمديد إجلاء المستوطنين
في المقابل، لفتت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، إلى أنه وبسبب الوضع الأمني، مدّدت الحكومة الإسرائيلية هذا الأسبوع ولمدة شهر آخر عملية إجلاء عشرات الآلاف من المستوطنين في الشمال الذين يعيشون على مسافة تصل إلى خمسة كيلومترات من الحدود مع لبنان، مضيفة أنه من غير الممكن الدفاع بشكل فعّال ضد التهديد القادم من الشمال عند الحدود مع لبنان لأنها جبهة كبيرة ويمكن إطلاق صواريخ من عدة محاور.
من جهته، شدد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله على أن “الكيان الصهيوني هو المحتل والمعتدي والمجرم الذي يرتكب المجازر من أجل إلغاء وجود الشعب الفلسطيني بتهجيره مرة جديدة من أرضه، والشعب الفلسطيني في موقع الدفاع عن وجوده وأرضه ومقدساته”. وأشار إلى أن “دورنا في لبنان وفي بقية الجبهات في العراق واليمن، هو المساند والداعم، وإن كانت الجبهة اللبنانية على مستوى محور المقاومة هي الأكثر فعالية وتأثيراً، وموقفنا مرتبط بالتطورات في غزة، ونحن سنقوم بأي عمل يحتّمه علينا هذا الواجب من دون أن نعطي بالاً لكل تهديد ووعيد”.
الهدنة مستمرّة
وفيما تتنفّس غزة الصعداء في ثاني أيام الهدنة، تواصلت عملية تبادل الأسرى بالتزامن مع إدخال المساعدات الى القطاع. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن العملية الثانية من التبادل شملت 13 محتجزًا إسرائيليًا مقابل 39 أسيرًا فلسطينيًا. وقد تأخرت عملية تبادل الدفعة الثانية من الأسرى اليوم بسبب مطالبة “حماس” بتسريع وتيرة المساعدات عبر معبر رفح الى القطاع.
وفيما أكدت مصر في بيان رسمي أنها تتلقى إشارات إيجابية من كل الأطراف بشأن تمديد الهدنة ليوم أو يومين، أشارت معلومات الى وصول وفد قطري الى تل أبيب للبحث في تمديد الهدنة مقابل إطلاق سراح المزيد من المحتجزين. وذكر المتحدث الاقليمي باسم الخارجية الاميركية ان الرئيس جو بايدن يتواصل مع كل الاطراف من اجل التوصل الى خطة لإنهاء الحرب.
وبشأن المساعدات، فقد سيّرت السعودية سفينة إغاثية الى غزة تساوي حمولتها ما تنقله 30 طائرة إغاثة، كما جرى دخول المرحلة الثانية من المستشفى الميداني الاماراتي الى القطاع. كما انطلقت ظهر اليوم قافلة مكونة من 61 شاحنة مساعدات انسانية من رفح، جنوبي قطاع غزة نحو غزة وشمالها، محملة بالمواد الإغاثية والغذائية ومياه الشرب وأدوية الرعاية الأولية ومستلزمات إسعافية. وتعتبر هذه القافلة أكبر قافلة مساعدات تصل إلى غزة والشمال منذ بداية حرب العدو الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ 50 يوما.
الهجوم سيستأنف
في المقابل، أعلن رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي أنه “فور انتهاء الهدنة سنعود إلى الهجوم على غزة”، فيما جدد الجيش الإسرائيلي تحذيره لسكان غزة من التوجه إلى شمال القطاع باعتباره منطقة حرب خطيرة، داعيا الجميع للتوجه إلى الجنوب حيث تتوفر المساعدات الإنسانية. وأعلن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول الماضي، تجاوز 20 ألف قتيل، وذلك وفقًا لبيانات فريقه الميداني في قطاع غزة.