
حصاد اليوم- يومان إضافيان من التهدئة جنوبًا ببركة تمديد الهدنة بين إسرائيل و”حماس”
في اليوم الرابع والأخير بين إسرائيل وحركة “حماس”، نجح الوسطاء الدوليون في تمديد مفاعيلها ليومين إضافيينن على امل تبادل المزيد من الأسرى والرهائن بين الطرفين وغدخال المزيد من قوافل المساعدات الى القطاع المحاصَر. ومع صمود هدنة غزة وتمديدها، انعكس الهدوء في القطاع تلقائيًا هدوءًا على الحدود الجنوبية بحيث توقفت عمليات “حزب الله” ومعها القصف الإسرائيلي لقرى الجنوب.
فقبل انتهاء هدنة الأيام الأربعة بساعات، أعلنت قطر أنه تم التوصل إلى اتفاق لتمديد الهدنة الإنسانية في غزة ليومين إضافيين، معربة عن أملها في “أن تفضي الهدنة الإنسانية إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة وحقن دماء المدنيين”.
وفي وقت سابق، قال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر ضياء رشوان إن الجهود المصرية القطرية إن التمديد لمدة يومين سيشمل إطلاق سراح 20 رهينة إسرائيلية و60 معتقلا فلسطينيا. وأوضح أنه بالإضافة للإفراجات، فسوف يستمر خلال اليومين الممتدين للهدنة، وقف إطلاق النار في كل قطاع غزة، ودخول المساعدات الطبية والغذائية والوقود، وحظر الطيران الإسرائيلي في أجواء القطاع.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أعلنت أنها قدمت “خيارا” لحركة “حماس” لتمديدها الهدنة. وقال المتحدث باسم الحكومة إيلون ليفي للصحافيين “نرغب في استقبال 50 رهينة إضافية لما بعد هذه الليلة، في طريقنا لإعادة الجميع”.
وفي اليوم الرابع من الهدنة، إطلاق سراح 11 رهينة إسرائيليا اليوم في مقابل إطلاق سراح 33 فلسطينيا. وشهدت عملية التبادل بعض التأخير بسبب تدقيق وتبديل في أسماء الرهائن والأسرى.
إلا أن مصادر دبلوماسية عربية مواكبة لمفاوضات التهدئة أبدت خشيتها من تعثّر مهمتها في وقت لاحق لأن أكثر من 40 رهينة تم احتجازها من إسرائيل يوم 7 أكتوبر “ليست لدى حركة حماس”. وذكرت لشبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية أن ما يقدر بنحو 40 إلى 50 من الرهائن محتجزون لدى حركة “الجهاد الإسلامي”، أو مجموعات أو أفراد آخرين في غزة.
قاووق: العدو ركع
وفي شأن متّصل، أكد عضو المجلس المركزي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق أن “العدو الإسرائيلي ركع أمام إملاءات ومعادلات المقاومة في غزة ولبنان، وأنه من خلال الانجازات الميدانية، نرسم مستقبل المنطقة، ونسقط الأهداف الإسرائيلية”. وشدّد قاووق في احتفال تأبيني على “أننا بمعادلة المقاومة المنتصرة فرضنا المعركة داخل الكيان، حيث إننا نقاتل العدو في الجنوب ونقصفه داخل الكيان، والمقاومة في غزة تقصف العدو داخل الكيان، وكذلك أنصار الله يقصفون العدو داخل الكيان، وهذا شيء غير مسبوق”.
أضاف: “بالتعاون والتكامل بين المقاومة في لبنان وغزة واليمن والعراق، لم نبقِ مكاناً آمناً للإسرائيليين على امتداد الكيان، وهذا لم يكن له سابقة، فكل الكيان بات محاصراً بالنيران، وهذا انجاز للمقاومة، ويؤكد ضرورة التمسك باستراتيجية المقاومة لحماية حاضر ومستقبل المنطقة”.
مهمة لودريان
ومع اتجاه الوضع الى تمديد التهدئة ميدانيا، يطل الأسبوع الجديد في الداخل على استعادة تحريك ملف الازمة الرئاسية المجمّد، في ضوء الاستعدادات لعودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت منتصف الأسبوع سعيا إلى تحريك متجدد لمساعي بلاده في شأن الازمة اللبنانية .
وفيما تخيّم الضبابية على مهمة لو دريان لجهة الأفكار الجديدة التي قد يحملها لودريان، فان الجديد المثبت حيال زيارته يتمثل في انه يضطلع هذه المرة بمهمة من شقين هما الشق الرئاسي الأساسي في مهمته والشق الطارئ المتصل بالضغط الفرنسي المتعاظم لمنع انزلاق لبنان نحو حرب مع إسرائيل، وهو أمر سيجعل الترابط حتميًا بين الملفّين.
جعجع: لا مقايضات
في الإطار نفسه، أكد رئيس حزب” القوات اللبنانية “سمير جعجع في حديث إذاعي أنّ “الهدف من زيارة لودريان ليس واضحًا حتى الساعة ونحن في انتظاره. أما لجهة بعض الوشوشات التي نسمعها عن أنّ إيران وحزب الله يعملان على مقايضة بين تنفيذ حزب الله القرار 1701 والخروج العسكري والأمني من الجنوب، في مقابل إعطاء الحزب رئاسة الجمهورية، أشدّد على أنّ الرئاسة ليست للمقايضة أم للمساومة وبالتالي هذه وشوشات فاشلة لن تسفر عن أيّ نتيجة”.
وتوجّه رئيس القوات إلى كلّ من يفكّر بهذا الطرح قائلاً:” إن الرئاسة الأولى ليست قطعة غيار في سيّارة معطّلة نستبدلها إن تعطّلت، بل هي المنصب الأول والأهمّ في الجمهورية اللبنانية، ناهيك عن أنها ليست عرضة للمساومات ، لذا ، من يريد أن يبدّل فليبدّل من عنده، ومن يريد أن يتكلّم عن الرئاسة في لبنان فليأتِ لانتخاب الرئيس المحسوب على الحزب، باعتبار أن من لا يريد إيصال مرشح الحزب الى بعبدا لن يغيّر موقفه وسيبقى على قراره.”
الموقف الكنسي
وكانت المواقف الكنسية قد أكدت الأحد على النقطتين المركزيتين في خطابها منذ مدة طويلة: ضرورة إجراء انتخابات رئاسية في أسرع وقت، وعدم المس بوحدة واستقرار المؤسسة العسكرية. فقد توجه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى السياسيين قائلا: “نحن لا نقبل، أيّها المسؤولون السياسيّون، أكنتم في الحكم أم خارجه، بمواصلة انتهاك الدستور وتحديدًا المادة 49، على حساب قيام الدولة والمؤسّسات، وأنتم لا تنتخبون عمدًا رئيسًا للجمهوريّة منذ سنة وشهر.. ونحن لا نقبل بمحاولات المسّ بوحدة الجيش واستقراره والثقة بنفسه وبقيادته. ينصّ الدستور في المادّة 49 على أنّ “رئيس الجمهوريّة هو القائد الأعلى للقوّات المسلّحة. فكيف يجتهد المجتهدون لتعيين قائد للجيش وفرضه على الرئيس العتيد؟ اذهبوا فورًا إلى الأسهل وفقًا للدستور، وانتخبوا رئيسًا للجمهوريّة، فتنحلّ جميع مشاكلكم السياسيّة، وتسلم جميع مؤسّسات الدولة.”
بدوره لفت ميتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة الى حلول عيد الإستقلال “مرة أخرى فيما البلد بلا رأس، وهو يتخبط في مشاكل لم يجد المعنيون لها حلولا منذ سنوات، أضيف عليها شبح الحرب التي لا طاقة للبنان على تحملها في ظل تداعي الدولة وانهيار الإقتصاد، ولا يريدها معظم اللبنانيين الذين عانوا من ويلات الحروب ودفعوا أثمانا باهظة من حياتهم وممتلكاتهم ومستقبل وطنهم، ولا يريدون أية مقامرة بمصيرهم بل يتطلعون إلى اليوم الذي ينتخب فيه رئيس للبلاد تبدأ معه مسيرة نهوض البلد من كبوته التي طالت”. وأضاف: “لا بد من التشديد على أهمية دور جيشنا، وضرورة الالتفاف حوله، وعدم العبث بكل ما يتعلق به كونه المدماك الأخير الصامد”.