
حصاد اليوم- “حزب الله” يقرّر منفردًا الدخول في الحرب ويُلزم الحكومة بتعويضات للشهداء والمتضرّرين
في اليوم الخامس من الهدنة في غزة، استمر تبادل الأسرى والرهائن بين الإسرائيليين وحركة “حماس”، وإن بوتيرة بطيئة اقتصرت حتى الآن على النساء والأطفال والأجانب، فيما تم تأجيل البت بتبادل الرجال والعسكريين الى مرحلة لاحقة. وبالتزامن مع عمليات التبادل استمر إدخال قوافل المساعدات عبر معبر رفح الى قطاع غزة، وإن بوتيرة بطيئة أيضًا لا تسدّ حاجة سكان القطاع، وفق المنظمات الدولية العاملة هناك. وللمرة الأولى منذ بدء التهدئة، خرقت إسرائيل الهدنة اليوم ولو بشكل محدود، حيث سمع إطلاق نار وانفجارات غرب مدينة غزة، وشرق خان يونس ورفح جنوب القطاع.
وبينما بلغ إجمالي عدد من تم الإفراج عنهم في الأيام الأربعة الماضية من السجون الإسرائيلية 150 فلسطينياً، في مقابل الإفراج عن 69 محتجزاً في غزة، شملت الدفعة الخامسة من التبادل اليوم 10 إسرائيليين في مقابل 30 فلسطينيًا.
وفي إطار المساعي الدولية لمحاولة تثبيت الهدنة أو أقله تمديد فترتها، التقى مديرا الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية، رئيس الوزراء القطري في الدوحة لبحث “المرحلة المقبلة” من اتفاق الهدنة في قطاع غزة، وفق ما افاد مصدر مطلع على الزيارة. وقال المصدر لوكالة “فرانس برس “إن “مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) وليام بيرنز ومدير “الموساد” ديفيد بارنياع بحثا مع الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني كيفية البناء على التقدم المحرز في اتفاق الهدنة الإنسانية الذي تمّ تمديده، وبدء المزيد من المباحثات حول المرحلة المقبلة”، مشيرا إلى حضور مسؤولين مصريين الاجتماع أيضًا.
إستغلال الهدنة
في المقابل، أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي اليوم، “أننا نستغل أيام الهدنة للاستعداد ووضع الخطط لاستكمال القتال من أجل تفكيك حماس”. وقال في تصريحات صحافية: “حريصون على عودة سكان الشمال إلى وضع أمني أفضل وأكثر استقرارا”، مشيرًا إلى أن “الجيش وشعبة الاستخبارات فشلوا في السابع من تشرين الاول ولكن يجب ألا ننشغل بذلك الآن”.
هدنة الجنوب
ومع تمديد فترة الهدنة المعلنة في غزة ليومين إضافيين، استمرت الهدنة غير المعلنة على الحدود الجنوبية التي سادها هدوء كلي لم يخرقه إلا سقوط قذيفة أطلقها العدو الاسرائيلي قبل الظهر على أطراف بلدة عيتا الشعب.
وبما أن الكل يستغلّ فترة الهدنة التي يبدو أنها مؤقتة، كذلك فعل “حزب الله” الذي سارع الى إرسال النائب حسن فضل الله الى السرايا الحكومية حيث استقبله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وقال فضل الله بعد اللقاء: “بحثت اليوم مع دولة الرئيس في النتائج المترتبة على الاعتداءات الصهيونية على القرى الجنوبية، وما خلفته من أضرار في الممتلكات”. اضاف: “استعرضنا هذا الملف من كل جوانبه لجهة المسؤوليات المترتبة على الدولة اللبنانية والاجراءات التي يمكن أن تقوم بها الحكومة. صحيح أننا في “حزب الله” بدأنا بدفع التعويضات، ولكن هذا لا يعني بأن الحكومة غير معنية بل هي معنية. وقد كان دولة الرئيس متجاوبا بشكل كبير وأكد على تحمل المسؤولية”.
وتابع: “اما الملفات التي بحثناها على صعيد الأضرار فهي أولا موضوع البيوت التي تهدمت بشكل كلي، وقال: “التزم معنا دولة الرئيس مشكورا، بأن تتولى الحكومة دفع التعويضات الكاملة لأصحاب هذه المباني لإعادة اعمارها”.
اضاف: “اما على صعيد الترميم، أيضا التزم رئيس الحكومة معنا بالعمل على دفع التعويضات”. وتابع: “لدينا ملفان آخران هما ملف السيارات التي تضررت أو احترقت أو دمرت وأيضا المزروعات المثمرة ومنها حقول الزيتون، والحكومة ستلتزم ان شاء الله بدفع تعويضات لاصحاب السيارات والمزروعات. طبعا انا اتحدث عن الالتزام الذي سمعناه، وهذه الإجراءات يفترض بالحكومة أن تقوم بها في الأيام القليلة المقبلة”.
وقال: “هناك موضوع يتعلق بالمخصصات لعوائل الشهداء، ونحن نعرف ان هناك مخصصات تدفع لعوائل الشهداء الذين قضوا في الاعتداءات الإسرائيلية عبر مجلس الجنوب وهؤلاء يأخذون مستحقات لغاية الآن على الأسعار القديمة، المعاملة أنجزت وموجودة في وزارة المالية وستتابع لأن مجلس الجنوب رفع لائحة بالبدل والفروقات”.
تلقف الإهتمام الدولي بلبنان
في مجال آخر، استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي، عضو كتلة “الكتائب” النائب سليم الصايغ وعضو المكتب السياسي الكتائبي والوزير السابق آلان حكيم. وقال الصايغ بعد اللقاء: “في الوقت الحاضر بكركي تتخذ مواقف كبيرة نؤيدها أهمها رفض تحميل المسيحيين تبعات عدم إنجاز الإستحقاق الرئاسي، لأنه عندما تقاطع المسيحيون حول مُرشّح تم تعطيل الجلسة”. وأضاف: “يجب إعادة الأولوية لموضوع رئاسة الجمهورية، والإهتمام الدولي بلبنان وبالملفّ الرئاسي لا زال قائماً، وإتمام هذا الإستحقاق هو مدخل لمعالجة كافة المواضيع الأخرى كما يفتح المجال أمام إعادة الإنتظام إلى الحياة السياسية في لبنان”.
وأردف: “لبنان لا يمكن ولا يجب أن ينجرّ إلى توسعة الحرب الدائرة في الجنوب، الأمر الذي يشكل عبئا ماليا واقتصاديا ويزيد من الهواجس التي تضرب البلاد وهذا الأمر لا يمكن لأي فريق أن يتفرّد به من دون أي سبب، ولماذا على لبنان وحيداً تحمّل تبعات القضية الفلسطينية منذ سبعينات القرن الماضي”؟
وفي ملفّ قيادة الجيش قال الصايغ: “يجب المحافظة على المؤسسة العسكرية بأية وسيلة، وما نراه اليوم من هرطقات يهدف لضرب معنويات الجيش اللبناني ورموزه ووضعنا غبطته بتصورنا حول هذا الموضوع”.
وأضاف: “سنلتقي الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان وسنبحث معه في ملف قيادة الجيش والدفع نحو منع الحرب عن لبنان، وبرأينا الإهتمام الدولي يجب تلقفه لاختراق الحواجز السياسية الموجودة لإنجاز الإستحقاقات، وندعو كل الفرقاء إلى مجلس النواب لانتخاب رئيسٍ للجمهورية”.
تعويم الملفات الداخلية
وتندرج مهمة لودريان في اطار تعويم الملفات الداخلية العاجلة التي حجبتها حرب غزة، ولاسيما بعدما قام “حزب الله” بتسخين الحدود مع إسرائيل دعمًا للفلسطينيين. وسيسعى الموفد الفرنسي الى إعادة التركيز على الازمة اللبنانية الداخلية بدءاً من أزمة الشغور الرئاسي. ومن المحتمل جدا ان يطرح مع المسؤولين الذين سيلتقيهم، مسألة الشغور المقبل في قيادة الجيش. وترى أوساط متابعة لزيارة لودريان أن الفرنسيين ما زالوا متمسكين بخيار “المرشح الثالث” لاختصار المسارات، خاصة وأن انتخاب الرئيس لن يكون إلا بوابة لاستحقاقات اخرى ستؤسس لانطلاق عملية الإصلاح الحقيقية والنهوض بالبلد.