حصاد اليوم- لودريان حمل تحذيرات دون طرح رئاسي: انتخبوا رئيسا حتى لا تبقوا خارج التسوية الكبرى

حصاد اليوم- لودريان حمل تحذيرات دون طرح رئاسي: انتخبوا رئيسا حتى لا تبقوا خارج التسوية الكبرى

الكاتب: beirut 24
29 تشرين الثاني 2023

كما كان متوقعًا، لم يحمل الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في زيارته الرابعة لبيروت جديدًا في ملف الانتخابات الرئاسية، بل تلخّص مضمون محادثاته مع المسؤولين الذين التقاهم بإبلاغهم المزيد من التحذيرات التي من المرجح أن يكون مصيرها مصير سابقاتها في زياراته الثلاث السابقة. إلا أن ما أكد عليه لودريان، ويعرفه المسؤولون اللبنانيون جيدًا ولا يعيرونه اهتماما، هو ان المفاوضات التي سيذهب اليها ملف غزة، ولبنان معني به، ستبقيه خارج المعادلة وطاولة التفاوض إن لم ينتخب اللبنانيون رئيسًا لجمهوريتهم.

وبعد أيام من التحليلات سبقت الزيارة، تأكد أن الموفد الفرنسي لا يحمل طرحاً رئاسياً إنما يحضّ المسؤولين اللبنانيين على ضرورة الإسراع في التوافق على رئيس للجمهورية وخصوصاً مع حرب غزة. وقال لهم: “لم يعد لديكم الوقت وإذا بقي لبنان بلا رئيس فإن البلد سيذهب إلى وضع صعب جداً. يجب ألا يبقى ملف الرئاسة موضع خلاف في ما بينكم”، ولفتت مصادر متابعة للزيارة الى ان لودريان عاد وطرح على من التقاهم اليوم فكرة عقد اجتماع تشاوري يجمع فيه المسؤولين اللبنانيين للتشاور في الملف الرئاسي.

جولة لودريان

وكان لودريان استهل جولته من السراي حيث إستقبله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وفي خلال الاجتماع شدد الموفد الفرنسي على ان زيارته الى لبنان تهدف الى تجديد التأكيد على موقف “اللجنة الخماسية” بدعوة اللبنانيين الى توحيد الموقف والاسراع في انجاز الانتخابات الرئاسية، وابداء الاستعداد لمساعدتهم في هذا الاطار. وشدد على انه سيجري عدة لقاءات واجتماعات تهدف الى تأمين التوافق اللبناني حيال الاستحقاقات الراهنة.

بعدها، توجه الموفد الفرنسي الى اليرزة حيث التقى قائد الجيش العماد جوزيف عون، وتناول البحث الوضع العام في لبنان والتطورات في الجنوب. ونوّه لودريان بأداء الجيش في ظلّ التحديات التي يواجهها، مؤكدًا استمرار دعم بلاده المطلق  للمؤسسة العسكرية. من جهته شكر العماد عون دولة فرنسا على اهتمامها الدائم بالجيش وارسالها المساعدات له بصورة متواصلة وآخرها المساعدات الطبية.

ومن اليرزة توجه لودريان الى عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري. وقالت مصادر في عين التينة ان لودريان شدد على أهمية إنتخاب رئيس في هذه المرحلة وعلى تجنب الشغور في قيادة الجيش، ولم يطرح أية أسماء لها علاقة بالإستحقاق الرئاسي.

والتقى لودريان رئيس الحزب الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط في قصر الصنوبر إلى طاولة غداء، وزار بعدها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي، قبل أن يلتقي رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، ثم رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية.

لا مقايضة

رئاسيا ايضا، قال النائب أشرف ريفي أن “المعارضة سد منيع أمام أي مقايضة بين الرئاسة والـ 1701″، آسفا “لاستثمار حزب الله بجراحات أهالي غزة”. واكد ريفي موقف المعارضة “الثابت والواضح والمتمسك والمصرّ على انتخاب رئيس للجمهورية، سيادي وقادر على الإنقاذ”. وقال: “نحن من نقرر كلبنانيين مصير بلدنا. فرض “حزب الله” علينا ولاية ست سنوات، أوصلتنا إلى الجحيم. اليوم لن نتزحزح قيد أنملة، ولن نساير المشروع الإيراني ولن نتوهم به. نحن ثابتون على مواقفنا، لا ننغش ولا نضعف أمام أي محاولة إستثمار”.

في الإطار نفسه، استقبل رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميل سفيرة الاتحاد الأوروبي ساندرا دو وال، وأكد لها “موقف الكتائب الداعي الى حماية لبنان ومنع أي جهة داخلية او خارجية من اقحامه في صراعات المنطقة، او جرّه الى حرب لا يريدها اهله، وأهمية تطبيق القرارات الدولية لا سيما الـ 1701”. كما شدد على “ضرورة إعادة الحياة الى المؤسسات، والذهاب الى انتخاب رئيس للجمهورية، تبدأ معه عملية إعادة انتاج السلطة”.

جلسة مجلس الوزراء

 في الاثناء، رأس ميقاتي جلسة لمجلس الوزراء قال في مستهلها “مروحة اللقاءات والإتصالات التي أجريتها، تؤشر إلى ان الاتجاهات الدولية تسعى إلى وضع حل على اساس “قيام الدولتين” ونظام العدالة الانسانية. الموفدون، من الأشقاء العرب واصدقاء لبنان الدوليين الذين يزورون لبنان، ويجرون الاتصالات لإنهاء الحرب وارساء قواعد السلام، مشكورون على مساعيهم الهادفة إلى الحض على الاسراع بانتخابات الرئاسة ورصد ما يجري في الجنوب من اعتداءات واستفزازات اسرائيلية وسقوط ضحايا. وهذا الوضع ابلغته اليوم الى لودريان وأكدت أن الاولوية هي لوقف العدوان الاسرائيلي على جنوب لبنان”.

 وأرجأ مجلس الوزراء البند المتعلق باعادة تنظيم وهيكلة المصارف لمزيد من الدرس وابداء الملاحظات. ومن المتوقع أن تعقد جلسة خاصة لهذا الموضوع، علما ان نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي كان اشار الى ضرورة اقراره قريباً. وأكّد وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد مكاري، عدم طرح موضوع قيادة الجيش في الجلسة.

وفي ملف قيادة الجيش، شددت النائبة ستريدا جعجع على أن “موقفنا الداعم للتمديد للعماد عون لا يأتي كما يدعي البعض من منطلقات سياسيّة، إلا أنه، وللحق والحقيقة، برهن خلال الفترة الماضية من خلال قيادته للجيش أنه شخص يتحمّل المسؤوليّة بشكل كبير ولا يخلط ما بين السياسة وأداء الواجب الوطني، ويمارس سلطته وصلاحياته بالشكل المناسب، ولا شيء يعلو عنده فوق المصلحة الوطنيّة العليا والحفاظ على الأمن القومي والإستقرار في البلاد، كما أنه تمكن من حماية المؤسسة وقيادتها لعبور أصعب أزمة مرّت فيها البلاد”.

هدنة غزة

على صعيد آخر، ومع استمرار الهدنة في قطاع غزة، تمت عملية تبادل الرهائن السادسة بين إسرائيل وحركة “حماس”، وضمّت 10 إسرائيليين وروسيّتين مقابل 30 فلسطينيا. وأعلنت “كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس” اليوم، مقتل 3 محتجزين إسرائيليين لديها جراء قصف إسرائيلي سابق على قطاع غزة.

وفيما من المتوقع خلال الساعات المقبلة الاتفاق تمديد الهدنة ليومين آخرين، أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن “أهدافنا قائمة وهي القضاء على حماس واستعادة المختطفين ووقف التهديدات من غزة”، لافتًا الى أن “أي خبر عن صفقة رهائن تؤدي إلى نهاية الحرب “خبر كاذب.