
كمن يتفرّج على مسرحيّة، عودة في عظة العيد: أين الضمير؟
سأل متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عودة في خدمة قداس عيد الميلاد في كاتدرائية القديس جاورجيوس: أين الضمير الغائب عما يجري في العالم من آثام وبشاعات؟ فقد أصبح العبث بحياة الناس سهلا والتسلط على مصير الأوطان مباحا، أصبح القتل أكثر سهولة ومحو الحضارات والتاريخ والبلدان مباحا، وإلا كيف يتفرج العالم على إبادة شعب وقتل الأطفال بوحشية وهدم معالم بلد وجرف المستشفيات وهدم الكنائس والمدارس كمن يتفرج على مسرحية؟ أين الإنسانية في ما يجري على الأرض التي بوركت بتجسد المسيح فيها؟ وأين الضمير الغائب عما يجري في العالم من آثام وبشاعات؟
وأضاف عودة: أين الضمير في السكوت عن غياب رئيس للدولة وقد مرّ أكثر من سنة على شغور كرسي الرئاسة، والدولة تنهار والمواطنون يعانون والإدارة في شلل ينعكس سلبا على حياة الناس، وصورة لبنان تتقهقر أكثر فأكثر؟
وقال: المواطن اللبناني قلق على غده وعلى مصيره، وقد سئم الإنتظار وسئم التعويل على نواب وزعماء ومسؤولين لم يكونوا على قدر المسؤولية، ولا يدركون مدى الضرر الذي يسببه تقاعسهم عن معالجة الوضع، مضيفاً: ما أحوج العالم عموما، ومنطقتنا وبلدنا خصوصا، إلى هذا السلام العلوي الذي بشر به الملائكة الرعاة. نحن بأمس الحاجة لأن يولد المسيح في قلوبنا وفي القلوب المظلمة، لينيرها بنعمته الإلهية، فيدرك الجميع بشاعة خطاياهم ويتوبون، ويظهرون توبتهم عبر أعمال البر والمحبة عوض الأنانية التي أصبحت تسيّر الإنسان وتدفعه إلى طرق معوجة من أجل الوصول إلى مصلحته.