حصاد اليوم- زحمة دبلوماسية لمنع تمدّد الحرب ولبنان يرفض أنصاف الحلول ويطالب بالترسيم مع إسرائيل

قبل السياسة ومشاكلها، وقبل الحرب ومآسيها، خبر سار تبلّغه اللبنانيون الذين لم يشتاقوا بعد الى الوقوف لساعات في الطوابير أمام محطات المحروقات. الخبر زفّه رئيس تجمع الشركات المستوردة للنفط مارون شماس الذي أكد أن “لا أزمة محروقات والحلحلة قريبة بعدما تبين لنا أن الضريبة ستكون على الأرباح لا المبيعات”.

أما الأزمات الأخرى التي بلغت حد الاستعصاء فلم تجد طريقها الى الحلحلة بعد، بالرغم من المساعي الدولية الحثيثة إن لتحريك الملف الرئاسي، أو لتحقيق وقف لأطلاق النار في الجنوب بعد فك ارتباط لبنان بالحرب في غزة. وفي سياق الزخم الدبلوماسي المستمر لمنع تمدّد الحرب الى لبنان حطّ اليوم في بيروت وزيرا خارجية بريطانيا دافيد كاميرون وهنغاريا بيتر سيارتو، على أمل إحداث خرق في ملف التهدئة جنوبًا.

جولة كاميرون

كاميرون استهل نشاطه من السراي حيث التقى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وبحث معه في العلاقات اللبنانية- البريطانية، كما في سبل ارساء التهدئة في جنوب لبنان والحل السياسي والديبلوماسي المطلوب. وتطرق البحث الى دور الجيش وسبل دعمه وتقوية قدراته وتعزيز التعاون بينه وبين قوات اليونيفل، والسبل الكفيلة بتطبيق القرار 1701. وأكد رئيس الحكومة “أن لبنان يؤيد الحل السلمي في المنطقة”، وشدد على “أن لبنان مع تطبيق القرارات الدولية بحرفيتها، خاصة القرار 1701، واستمرار التعاون بين الجيش واليونيفل”. اما وزير خارجية بريطانيا فشدد على اولوية وقف اطلاق النار في غزة تمهيدا للانتقال الى المراحل التالية للحل.

لبنان ينتظر

بعدها توجه الى عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أكد للوزير البريطاني إستهداف اسرائيل المدنيين والأحياء السكنية في القرى والبلدات الحدودية الجنوبية متجاوزة منطقة القرار الأممي 1701 ولقواعد الإشتباك، وأن لبنان متمسك ومنتظر تطبيق هذا القرار منذ صدوره بكامله. وفي الإستحقاق الرئاسي أكد رئيس المجلس على الحاجة الى التوافق بين اللبنانيين، لخصوصية لبنان والنظام اللبناني، لإنتخاب رئيس للجمهورية لإستكمال الإصلاح والنهوض الإقتصادي المطلوب .

دعم الجيش

واستقبل قائد الجيش العماد جوزيف عون في مكتبه في اليرزة، كاميرون، وتناول البحث الوضع العام في لبنان والمنطقة والتطورات على الحدود الجنوبية. وأعرب الوزير البريطاني عن دعم بلاده للجيش في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها لبنان.

هنغاريا تتحرّك أيضًا

 في السياق نفسه، جال وزير خارجية هنغاريا بيتر سيارتو في لبنان. وقال من الخارجية: “نحن قلقون من تفاقم النزاع المسلح في الشرق الاوسط، وعلى المجتمع الدولي القيام ما بوسعه لوقف تدهوره لأننا نعرف انه في حال ضلوع بلد واحد في هذا النزاع المسلح فهذا يعني أننا قد نكون امام حرب اقليمية او حتى حرب تتخطى حدود الاقليم، وهو احتمال يجب تفاديه، وهذا يمثل مصلحة حيوية للمجتمع الدولي من أجل تفادي اندلاع أي نزاع عسكري بين لبنان واسرائيل”. أضاف: “نعلم جميعا ان لبنان لا يريد اي حرب جنوبًا، لذا، أحث المجتمع الدولي على مساعدة حكومة لبنان من اجل بذل قصارى جهدها لتفادي النزاع المسلح مع إسرائيل”.

ومن الخارجية، انتقل سيارتو الى ميرنا الشالوحي حيث كان في استقباله رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل.

لبنان يرفض أنصاف الحلول

من جانبه، أعلن وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب “اننا لسنا مع أنصاف الحلول في جنوب لبنان”. وقال في دردشة مع الصحافيين ان “المشروع الاسرائيلي يقضي بإنسحاب “حزب الله” شمالا لتتمكن من اعادة المستوطنين الى منازلهم، وهذا ما رفضناه لاننا نريد حلا كاملا، وهو تبيان الحدود بيننا وبينهم، والتي تم ترسيمها في العام 1923 وتم التأكيد عليها في اتفاقية الهدنة”. اضاف “نريد استعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وهي لبنانية، وان تتوقف اسرائيل عن خروقاتها الجوية والبحرية والبرية”. وتابع “نحن مستعدون لبدء التفاوض غير المباشر، ولكن لا يمكن التوقيع على اي اتفاقية قبل انتخاب رئيس للجمهورية، وبالانتظار بإمكاننا الوصول الى اتفاقية من خلال تفاوض غير مباشر شبيهة باتفاقية الترسيم البحري التي حصلت”.

مجلس وزراء الخميس

سياسيا، افيد ان الوزراء في حكومة تصريف الأعمال تبلغوا أنّ الرئيس ميقاتي بصدد الدعوة لجلسة لمجلس الوزراء صباح يوم الخميس المقبل في 8 شباط الجاري. وطُلِب إلى الوزراء تأكيد التواجد في لبنان والحضور تمهيداً لتوجيه الدعوة بشكل رسمي في حال تبيّن أنّ النصاب سيكون مؤمّناً.

وستكون الموازنة، التي الهبت الشارع بضرائبها وخلّفت موجة امتعاض في مختلف الاوساط والقطاعات الحيوية الخاصة منها والرسمية، وقد بدأ موظفو الادارة العامة اليوم اضرابا احتجاجا على عدم زيادة رواتبهم، “ضيفة الشرف” في الجلسة المرتقبة.

قاطرة “الخماسية”

رئاسيا، وبينما يجري السفير السعودي مشاورات في الرياض غداة زيارة “الخماسي” للرئيس بري، أشار النائب مروان حمادة إلى أن “زيارة النائبين وائل أبو فاعور وملحم الرياشي الى السعودية، هي بهدف الاطلاع على مستجدات الانباء والانطباعات في المملكة، والاجتماع بالفريق السعودي المعني بالملف اللبناني بعد عودة السعودية الى لعب دور القاطرة في اللجنة الخماسية”.

التقاطع مستمر

في بكركي، استقبل البطريرك الماروني الكادرينال مار بشارة بطرس الراعي ممثلة الامين العام للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا. كما استقبل الراعي عضو تكتل “لبنان القوي” النائب جورج عطالله الذي أشار بعد اللقاء الى أنه “كان تشديد على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية وضرورة الالتزام بالدستور عبر دعوة رئيس مجلس النواب الى جلسة انتخاب بدورات متتالية حتى إنجاز المهمة”. كما كان تأكيد على ان “التقاطع على اسم الوزير السابق جهاد أزعور مستمر”.

حق الدفاع عن البلد

 الى ذلك، لا تزال الجبهة الجنوبية على حالها، وعلى وقع مواقف اسرائيلية كان ابرزها اليوم لوزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت الذي قال امام وفد أممي: نفضل الدبلوماسية بشأن الحدود الشمالية مع لبنان لكننا مستعدون عسكرياً. في المقابل، اكدت كتلة “الوفاء للمقاومة” اثر اجتماعها الاسبوعي “إن حفظ المصالح الوطنية اللبنانية هو في أساس مهام المقاومة الإسلامية التي تمارس حقها المشروع في الدفاع عن بلدها وشعبها، وعلى الحريصين على عدم توسع نطاق التوتر أن يدركوا ان سبب التوتر في غزة ولبنان هو العدوانية الصهيونية المدعومة من دول غربية “.

في المقابل، أكد وزيرالدفاع الأميركي لويد أوستن “أننا لا نرغب في حدوث نزاع بين إسرائيل و”حزب الله” ونتواصل مع الإسرائيليين لضمان عدم توسع الحرب”.

قصف محدود

ميدانيًا، استهدف الجيش الاسرائيلي صباحا بنيران رشاشاته الثقيلة جبلي اللبونة والعلام، فيما تعرضت اطراف يارين والجبين وام التوت لقصف مدفعي. كما قصفت مدفعية العدو بالقذائف الفوسفورية بلدة الضهيرة الفوقا.

واغارت الطائرات الحربية المعادية على مثلث الجبين وطيرحرفا، وافيد ان الغارة استهدفت محلا تجاريا كان استهدف منذ أيام.

ايضا نقل الصليب الاحمر اللبناني جريحا من بلدة الوزاني الى مستشفى مرجعيون الحكومي، نتيجة  تعرضه لاطلاق نار اسرائيلي.

في المقابل، اعلن “حزب الله” انه استهدف التجهيزات التجسسية في موقع الرادار في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة وأصابها إصابةً مباشرة.

واستهدفت المدفعية الإسرائيلية بعدد من القذائف تلة الرويسة على اطراف بلدة حولا. كما استهدفت دبابة ميركافا احد المنازل في بلدة بليدا بالقذائف المباشرة