حصاد اليوم- واشنطن تضغط على إسرائيل لمنع توسيع الحرب وباريس تبلغ لبنان تحذيرًا أخيرًا بوجوب وقف العمليات

بالرغم من استمرار تردّدات زلزال قانون موازنة العام 2024 الذي وقعه رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم وأحاله الى رئاسة مجلس الوزراء، لا يزال الهمّ الأمني الناتج عن خطر اتساع الحرب في الجنوب يشكل الهاجس الأول للبنانيين، والبند الأول وأحيانًا الوحيد، على جدول أعمال المبعوثين الدوليين الى بيروت، علمًا أن الملف الرئاسي ما زال يشهد بعض الحراك الخجول، وإن من باب المناوشات وتبادل الاتهامات بالتعطيل بين الكتل النيابية وأبرزها حركة “أمل” و”القوات اللبنانية”.

تعطيل ممنهج

وفي هذا السياق لم تفلح جهود اللجنة الخماسية حتى الآن في إحداث أي خرق يذكر في الملف في ظل استمرار “الثنائي الشيعي” في التعطيل الممنهج، مرّة بإصراره على ربط مصير لبنان برمته بحرب غزة، ومرة ثانية بالمطالبة مجددًا بعقد حوار نيابي كشرط مسبق لتوجيه دعوة الى جلسة انتخاب رئاسية.

لا نتيجة للحوار

وغداة إعلان الرئيس بري تمسكه بالحوار كشرط للدعوة الى أي جلسة انتخاب، اكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع: “نحن مع الحوار في كلّ لحظة ولكن لا نتيجة له لأنّ الثنائي متمسّك بفرنجيّة”.

واضاف في حديث تلفزيوني: “إذا كانت اللجنة الخماسيّة تريد سليمان فرنجيّة فلتنتخبه، ومعظم الدول المهتمّة بلبنان تريد قائد الجيش رئيساً”. واعتبر جعجع ان “الرئيس برّي نسف طرح السفراء بخيار رئاسي ثالث والدعوة إلى جلسة انتخاب، وهم يئسوا بعدما سمعوه”. وتابع: “في ملف رئاسة الجمهورية لم نطرح الموضوع مرة واستطعنا ان نقترب نصف ميلليمتر، واول ما نواجه به من قبل الطرف الآخر ان مرشحنا هو سليمان فرنجية”.

واضاف: “نحن لن ندخل بلعبة تضييع وقت او ضحك على الشعب اللبناني لان كل الحوارات الممكنة حصلت ولا تزال تحصل ولم تؤد الى اي نتيجة، ولهذا السبب نعتبر ان دعوة بري محاولة لذر الرماد في العيون لا دعوة جدية على الاطلاق، والحوار الجدي بما يتعلق بملف الرئاسة يتم في الغرف المغلقة ونحن موجودون ومستعدون في كل لحظة للحوار لوجود حل جدي لملف الرئاسة”.

مستقبل غامض

من جهته، اعتبر أمين سر كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب هادي أبو الحسن أن “البلد على حافة الانتظار نتيجة تعقيدات إقليمية دولية، ونتيجة القصور في الداخل وعدم تحمّل المسؤوليات وعدم اتخاذ الخطوات اللازمة من أجل التقدّم على مستوى ملف رئاسة الجمهورية”.

وشدّد أبو الحسن، في حديث تلفزيوني، على أن “من الضروري تلقّف حديث الرئيس برّي”، داعيا لإيجاد “إطار معين من الحوار أو التشاور لانجاز الاستحقاق الرئاسي، خصوصاً وأن لبنان مقبل على مستقبل غامض”.

تحذير أخير

ازاء انسداد الافق داخليًا، تحوّلت الجهود الدولية في اتجاه جبهة الجنوب في محاولة لمنع تمدّدها، بما يتيح للسكان على جانبي الحدود العودة الى منازلهم. وللغاية يصل الى بيروت غدا، وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه، للحث على تطبيق القرار 1701 ومنع تمدد الحرب. وافادت مصادر دبلوماسية ان سيجورنيه يحمل الى لبنان تحذيرا اخيرا بوجوب وقف عمليات الاشغال التي يقوم بها “حزب الله” في الجنوب لان خطرها بلغ نقطة الذروة.

الوقت ينفد

وفي السياق، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم، أن الوقت ينفد لإيجاد حل دبلوماسي جنوب لبنان. وقال: “إذا لم يتم التوصل لحل سياسي فسيكون هناك تحرك عسكري لإعادة سكان البلدات الإسرائيلية على حدود لبنان”.

هوكشتاين يحاول

ليس بعيدا، واصل الموفد الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين اتصالاته في اسرائيل، لاقناعها بعدم الذهاب نحو اي خيار عسكري في ما خص الحدود الشمالية مع لبنان.

الجبهة مشتعلة

ميدانيًا، اغار الطيران الحربي الاسرائيلي على منزل في اطراف بلدة شيحين، كما اغار على  بيت ليف واطراف بلدة الناقورة، وقد تسببت الغارة على منزل في بلدة بيت ليف بسقوط  ثلاثة قتلى من حركة “أمل”. كما أصيب شخص  بالغارة على بلدة الجبين. ولاحقا نعت “أمل” شهداءها اللثلاث وهم: حسن حسين سكيكي (شمران)، وجعفر أمين اسكندر (أفواج)، وحسين علي عزّام (أبو زهراء).

واستمر القصف الاسرائيلي، حيث افيد عن غارة جديدة في محيط الغارة السابقة عند مثلث بلدات الجبين – شيحين وطير حرفا.

كما أفيد عن تضرر سيارة اسعاف للدفاع المدني التابع لجمعية كشافة الرسالة الاسلامية.

وكانت طائرة مسيرة اسرائيلية نفذت قرابة الواحدة والربع عدوانا جويا حيث نفذت غارة مستهدفة بلدة يارون في قضاء بنت جبيل .واغار الطيران على منزل في اطراف بلدة شيحين، وعلى بيت ليف واطراف بلدة الناقورة. وتعرضت اطراف بلدة راشيا الفخار – قضاء حاصبيا،  للقصف المدفعي الاسرائيلي الذي طال اطراف مركبا في قضاء مرجعيون. واستهدف القصف أيضًا اطراف وادي حامول واللبونة والناقورة. كما تعرضت منطقة وادي حسن واطراف بلدة مجدل زون لقصف مدفعي. وأغارت الطائرات الحربية الإسرائيلية صباحا على أطراف بلدة مروحين. وقصفت مدفعية الجيش الإسرائيلي المنطقة الحرجية بين طيرحرفا وشمع.

“حزب الله” يردّ

في المقابل، اعلن “حزب الله” انه استهدف موقع السمّاقة في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا اللبنانية المحتلة.‏ كما استهدف موقع ‏رويسات العلم في مزارع شبعا وحقق فيه إصابات ‏مباشرة. ايضا، نعى “حزب الله” ثلاثة من مقاتليه هم الشهيد سلمان محمد حسن فقيه “جهاد” مواليد عام 1994 من بلدة عيترون، والشهيد عباس أحمد الخرسا “حسام” مواليد عام 1987 من بلدة الطيري في جنوب لبنان، والشهيد عباس خضر ناصر “جهاد” مواليد عام 1985 من بلدة يارون في الجنوب.

100  الف نازح

في الغضون، أكد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب خلال استقباله رئيسة الصليب الأحمر الدولي كيت فوربس، أن “لدينا نحو مئة ألف نازح من الجنوب وهم بأمسّ الحاجة للعناية والمساعدة، وكل مساعدة ممكنة من الصليب الأحمر الدولي مرحب بها”.

لقاءات اقتصادية ومالية

في الشأن الاقتصادي، عقد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سلسلة اجتماعات في السراي، إستهلها باجتماع مع المدير الاقليمي لدائرة الشرق الأوسط في البنك الدولي جان كريستوف كاريه وعرض معه مشاريع البنك الدولي في لبنان للعام الحالي، لا سيما في قطاعي الطاقة والمياه.

الاضراب مستمر

وإجتمع ميقاتي مع وفد من “تجمع موظفي الادارة العامة “تحدث باسمه حسن وهبي فقال: “عرضنا خلال الاجتماع مع دولة الرئيس كافة مطالبنا التي كنا وُعدنا بها، لا سيما البدل عن شهري ايلول وتشرين الاول الماضي، وكان دولته متجاوبا معنا ومن المتوقع ان يتم اقرار هذه المطالب في اول جلسة لمجلس الوزراء، ونحن سنستمر في الاضراب الذي ننفذه لحين تنفيذ مطالبنا”. من ناحيته، قال أحمد محمود: “تمنينا على دولة الرئيس ميقاتي ايجاد حل لموضوع الادارة العامة لانه لا يمكن ربط هذه الادارة مع كافة مؤسسات الدولة، مع العلم اننا نشدد على وجوب أخذ كل صاحب حق حقه من متقاعدين ومتعاقدين كذلك الاسلاك العسكرية، ولكن تبقى الادارة العامة موقعا اساسيا من حيث ادخال الواردات الى خزينة الدولة”.

جمعية المصارف

واستقبل رئيس الحكومة وفداً من جمعية المصارف برئاسة سليم صفير.