حصاد اليوم- اللجنة الخماسية تتحوّل من “رئاسية” إلى لجنة لوقف النار بين لبنان وإسرائيل

حصاد اليوم- اللجنة الخماسية تتحوّل من “رئاسية” إلى لجنة لوقف النار بين لبنان وإسرائيل

الكاتب: beirut24
6 شباط 2024

يبدو أن اللجنة الخماسية التي تشكلت أساسًا لمساعدة لبنان على انتخاب رئيس للجمهورية تمهيدًا لعودة الانتظام الى مؤسسات الدولة، قد جنحت عن هدفها الأساس للتحوّل إلى لجنة أمنية وقف العمليات العسكرية على الحدود ومنع تمدّد الحرب الى كل لبنان، على ما يهدّد به الإسرائيليون يوميًا. إلا أن الجانب الرسمي اللبناني، المتكئ على قوة “حزب الله” وإيماءاته، ما زال يصدّ جميع الوساطات الدولية، ويصرّ على الانخراط في نظرية وحدة الساحات التي تربط مصير لبنان بمصير غزة حربًا أو سلمًا.

جولة سيجورنيه

فقد استهل وزير خارجية فرنسا ستفان سيجورنيه لقاءاته في لبنان بزيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، حيث تناول البحث تطور الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية جراء مواصلة إسرائيل لعدوانها على قطاع غزة ولبنان. واكتفى الوزير الفرنسي، لدى مغادرته بالقول : “لن أعلق الآن سوف أعلق لاحقا”.

اقتراحات غير جاهزة

بعدها توجه الوزير الفرنسي الى قصر بسترس للقاء الوزير عبدالله بوحبيب الذي قال بعد اللقاء: الفرنسيون تهمهم سلامة لبنان وسيجورنيه نقل الجو الاسرائيلي بإعادة المستوطنين الى قراهم بينما نريد سلاما كاملا وانسحابا كاملا. اضاف:  فرنسا لديها اقتراحات للحل غير جاهزة بعد. تابع:  حذرنا من قيام الاسراىيليين بحرب وأبلغنا سيجورنيه اننا نريد اتفاقا على اظهار الحدود البرية. وقال: الحوار دائم مع حزب الله على مستوى الخارجية ورئاسة الحكومة ولا خلاف معه اطلاقا. وتابع: نفترح المساعدة من قبل المجتمع الدولي لتأمين تواجد اكبر للجيش لتجنيد 7 الاف عنصر والفرنسيون مهتمون بهذا الامر.

جولة لوقف الحرب

بعد ذلك انتقل سيجورنيه الى السرايا حيث التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. وأشار الوزير الفرنسي خلال الاجتماع الى أن زيارته الى لبنان تندرج في إطار جولة لوقف الحرب في غزة وحفظ الاستقرار في لبنان وابعاد الأخطار عنه.
وشدد على أن انتخاب رئيس جديد للبنان مسألة اساسية لمواكبة الاستحقاقات الكبيرة التي يشهدها لبنان والمنطقة. وشدد على أولوية حفظ التهدئة في الجنوب ووقف العمليات العسكرية.

مهمّة مصرية

تزامنًا، وما أن تقلع الطائرة الفرنسية التي تقل سيجورنيه من مطار بيروت عائدة الى فرنسا، حتى تحطّ فيه أخرى مصرية تنقل وزير الخارجية سامح شكري في زيارة خاطفة أيضا، ليست بعيدة في مضمونها عما حمله نظيره الفرنسي، ما دام الوزيران من دولتين من ضمن “الخماسية” العاملة على حل أزمات لبنان.

الاتجاه المعاكس

إلا أن الواضح أن لبنان الرسمي يسير في الاتجاه المعاكس، بدليل المواقف الصادرة تكرارا عن بوحبيب التي قطعت الطريق على اي بحث في امكان تجنيب لبنان الحرب المدمّرة، وقد جددها اليوم في سلسلة احاديث صحافية مؤكدا أنه “لن تكون هناك أي موافقة بإعادة حزب الله إلى ما وراء الليطاني، لأن ذلك سيؤدي لتجدد الحرب، مشددا على أنّنا “لن نقبل إلا بحل كامل لكل قضايا الحدود مع إسرائيل”. واعتبر أن “الجيش اللبناني لا يمتلك القدرة الكافية للانتشار على الحدود”، مشيرا إلى “وجود مشكلة يعاني منها الجيش ألا وهي النقص بالعدة والعتاد”.

عون: لا تعبأوا بالشائعات

وفي ما بدا وكأنه رد غير مباشر على كلام بوحبيب، أشاد قائد الجيش العماد جوزيف عون خلال تفقَّده قيادة الشرطة العسكرية في الريحانية، بصمود العناصر واستمرارهم رغم الصعوبات، معتبرًا أن الانضباط هو عصب الجيوش، وأن صمود الجيش هو السبب الأساسي في الحفاظ على الاستقرار الأمني. وقال: “الجيوش تُبنى للدفاع عن الأرض، ونحن نواصل التضحية دفاعًا عن لبنان لأن التضحية هي في صلب شعارنا، وهدفُنا مصلحة بلدنا فقط”. وأضاف: “فليبقَ إيمانكم بوطنكم ثابتًا ولا تعبأوا بالشائعات”.

المانيا والـ1701

ايضا إستقبل ميقاتي وزير الدولة البرلمانية في الوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية في ألمانيا نيلز أنين. وتم خلال اللقاء البحث في العلاقات الثنائية والتعاون المالي والاقتصادي، اضافة الى الوضع الأمني في الجنوب وتنفيذ القرار 1701. وقد ابلغ المسؤول الالماني رئيس الحكومة ان بلاده “قررت الاستمرار في دعم ” الاونروا” في لبنان اضافة الى دعم المشاريع الانمائية في لبنان”، وشدد على “دعم لبنان في تطبيق القرار 1701”.

غارات وقصف

في الميدان، تواصل القصف الاسرائيلي على القرى والبلدات الجنوبية، وطال صباحًا أطراف بلدتي حولا ومركبا. وشن الطيران الحربي غارة على اطراف بلدة مروحين. وسجل قصف مدفعي على باب ثنية في الخيام. واستهدفت غارة منزلاً يعود لآل عطايا في محيط المدرسة الرسمية في بلدة طير حرفا. كما طاول القصف المدفعي اطراف حولا. وشنت مسيرة غارة على بلدة مروحين فسارعت سيارات الاسعاف الى المكان. كما شنت مسيرة غارة على المنطقة الواقعة ما بين بلدتي الناقورة وعلما الشعب. وأغار الطيران الإسرائيلي فجرًا على منزل مؤلف من طابقين في منطقة طوفا جنوب شرق بلدة ميس الجبل، ما أدى الى تدميره بشكل كامل، من دون تسجيل إصابات.

“حزب الله” يردّ

في المقابل، أعلن “حزب الله” أنه استهدفت ‏‏‏‏‏‏‌‏‌‌‌‏ثكنة راميم بصاروخي “بركان”، كما استهدف “انتشاراً لجنود العدو الاسرائيلي في محيط موقع جل العلام بصاروخ “فلق واحد”، وتجمعاً لجنود العدو في محيط ثكنة راميم. كما استهدف موقع ‏المرج وانتشارا لجنود العدو الإسرائيلي في محيطه بالقذائف المدفعيّة وحقق إصابات مباشرة. وتحدثت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن إصابة جنديين بجروح إثر سقوط صاروخ في منطقة مرغليوت الحدودية مع لبنان.

المدخل الى الحل

وسط هذه الاجواء، أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن “لدينا في لبنان دستوراً قائماً ومؤسساتٍ حقيقية وجلّ ما علينا القيام به إعادة تفعيل هذه المؤسسات ورفع سطوة التعطيل عنها لكي تتمكّن من إنتاج الحلول الناجعة للأزمة التي افتعلها المعطّلون، وباتوا معروفين من قبل الجميع، وبالتالي إن اللبنانيين لا يطلبون من المجتمع الدولي سوى مساعدتهم على وقف العرقلة لإعادة الحياة إلى المؤسسات وعلى رأسها المجلس النيابي، إذ أن المدخل الرئيسي للحل يكمن في إعادة فتح أبواب المجلس امام جلسات إنتخاب رئاسيّة فعليّة وحقيقية وليست صورية، كما حصل حتى الان ، ودعوة نواب الأمة إلى ممارسة واجبهم الدستوري في جلسات إنتخاب بدورات متتالية”.

كلام رئيس “القوات” جاء خلال استقباله وعقيلته عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب ستريدا جعجع، في معراب سفيرة الولايات المتحدة الأميركيّة لدى لبنان ليزا جونسون، في زيارة تعارف. وتمحور اللقاء حول التطوّرات اللبنانيّة والاقليميّة.

جلسة الخميس

في الاثناء، يعقد ميقاتي جلسة لمجلس الوزراء في التاسعة والنصف من صباح الخميس 8 الجاري في السراي، لبحث مواضيع في جدول الاعمال. وعشية الجلسة، زار ميقاتي عين التينة حيث التقى بري. وبعد اللقاء، اكتفى ميقاتي بالقول “التشاور في هذه المرحلة ضروري لا بل اكثر من ضروري”.

الاونروا

الى ذلك، دعا ميقاتي الدول المانحة الى “اعادة النظر في موضوع وقف تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الاونروا”، لان التمويل يشكّل حاجة ملحة وضرورية لقضية لم يخترها الفلسطينيون بل فرضت عليهم فرضا”. كما دعا الدول المانحة الى “النظر في وضع “الاونروا” في لبنان بطريقة استثنائية، لان هناك خصوصية لبنانية ينبغي أخدها بعين الاعتبار”.

الهيئات تعترض

في الشأن الاقتصادي، ترأس رئيس الهيئات الإقتصادية الوزير السابق محمد شقير إجتماعاً اليوم في مقر غرفة بيروت وجبل لبنان، للقطاعات المعنية بالضريبة على الدعم بنسبة 10% والمستحدثة في موازنة عام 2024، وتناول البحث سبل “مواجهة هذا البند الضريبي الجائر ومنع ضرره الكبير على المؤسسات الخاصة الشرعية التي إلتزمت إلتزاماً كاملاً بآلية الدعم”.
وبعد نقاش مطول، أصدر المجتعون بياناً أكدوا فيه إعتراضهم الشديد على هذه الضريبة كونها غير عادلة ومجحفة بحق المؤسسات الشرعية التي إلتزمت بمندرجات آلية الدعم التي وضعتها الحكومة.