حصاد اليوم- الرسائل الغربية كلها في صندوق بري: التطوّرات المتسارعة تحمل هوكشتاين الى عين التينة

حصاد اليوم- الرسائل الغربية كلها في صندوق بري: التطوّرات المتسارعة تحمل هوكشتاين الى عين التينة

الكاتب: beirut24
22 نيسان 2024

يبدو أن المرحلة المقبلة وما يتربّص بلبنان من مخاطر باتت تتطلب إيصال الرسائل النارية على مرحلتين للتأكيد على جديتها وضرورة التعاطي معها على هذا الأساس. فبعد زيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي قصر الإليزيه وتسلمه رسالة عاجلة جدًا لينقلها الى “حزب الله” بالبريد المضمون مستفيدًا من خبرته في “ليبان بوست”، طلب من محدّثه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاستعانة بصديق نظرًا لدقة المضمون وحساسيته، فكان الاتصال الهاتفي برئيس مجلس النواب نبيه بري الذي تكفّل بنقل الرسالة باليد الى من يعنيه الأمر، وهو بالتأكيد ليس الدولة اللبنانية.

وللتأكيد مجدّدًا على أهمية الرسالة وجديتها، سارعت واشنطن الى الدخول على الخط دعمًا لباريس، حيث أشارت معلومات الى زيارة محتملة قريبًا للموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين الى بيروت لساعات قليلة، يلتقي خلالها الرئيس بري ويسلمه باليد رسالة التحذير الإسرائيلية الأخيرة ربما قبل انهيار الهيكل على من فيه. إلا أنه يبدو أن ما كُتب قد كُتب بسبب إصرار “حزب الله” على ربط لبنان بغزة مع ما يحمله هذا الربط من مخاطر يومية متفاقمة على البلد.

الخماسية تزور بري

وفيما بقي ملف الاستحقاق الرئاسي على قيد الحياة، تعمل على إنعاشه لجنة سفراء مجموعة الخماسية التي افيد انها ستجتمع قبل ظهر غد مع الرئيس بري لوضعه في صورة جولتها الأخيرة من الاتصالات، إجتمع رئيس الحكومة مع وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب في السراي، وجرى عرض لنتائج الزيارة التي قام بها ميقاتي الى فرنسا. كما استقبل ميقاتي نائب رئيس هيئة أركان الدفاع البريطانية هارفي سميث، الذي زار عين التينة ايضا، وجرى البحث في الوضع في جنوب لبنان وضرورة العمل على خفض التوتر ووقف اطلاق النار. ايضا، استقبل الرئيس بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة قائد الجيش العماد جوزيف عون العائد من باريس بحضور رئيس الاركان اللواء حسان عودة حيث جرى عرض للاوضاع العامة لاسيما الأمنية والميدانية منها .

غارات وقصف

في الغضون، بقي التوتر الشديد سيّد الموقف في الميدان الجنوبي. فقد شن الطيران الحربي الاسرائيلي غارة استهدفت منزلا في المنطقة الواقعة ما بين بلدتي صريفا ودردغيا – ارزون. وفيما أفيد عن سقوط جريحين إصابتهما طفيفة، اشارت معلومات صحافية الى ان الغارة استهدفت منزل القيادي ب”حزب الله” علي نجدي. كما افيد بأن غارتين معاديتين استهدفتا بلدتي العديسة ورب ثلاثين – قضاء مرجعيون.

وكان الطيران الحربي الاسرائيلي قد شنّ فجرًا غارة جوية استهدفت “جبل ابو راشد” في منطقة “الجبور” مقابل بلدة ميدون، وغارتين على مرتفعات الجبور في قضاء جزين بعد الظهر. ونفذ الطيران قرابة الحادية عشرة عدوانا جويا حيث شن غارة على منطقة الوازعية عند الاطراف الجنوبية الشرقية لبلدة العيشية مستهدفا المنطقة التي اسقط فيها “حزب الله” الليلة الماضية مسيرة معادية من نوع “هارمز”. كما تعرضت اطراف بلدة مارون الراس لعدوان جوي، تزامن مع قصف مدفعي طاول اطراف مارون الراس.

عمليات الحزب

في المقابل، أعلن “حزب الله” انه عند الساعة (7:00) من صباح اليوم استهدف تجمعاً ‏لجنود إسرائيليين في محيط موقع الضهيرة بالأسلحة الصاروخية، ثم تموضعا ‏‏لجنود اسرائيليين في محيط موقع حانيتا بالقذائف المدفعية. واستهدف الحزب أيضًا التجهيزات التجسسية مقابل قرية الوزاني بالأسلحة المناسبة. واعلنت القناة 12 الإسرائيلية بعد الظهر عن “اعتراض هدف جوي مشبوه فوق إصبع الجليل قرب الحدود مع لبنان”. الى ذلك، أقر الجيش الإسرائيلي بسقوط طائرة مسيّرة تابعة لسلاح الجو بعد تعرضها لصاروخ أرض جو أطلق من لبنان مساء الأحد.

الملف المتفجّر

وفي ملف متفجّر آخر قد لا يقل أهمية عن الوضع في الجنوب، يزور الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس لبنان للمرة الثانية في 2 أيار المقبل، على أن ترافقه رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين للإعلان عن حزمة مالية من الاتحاد الأوروبي لمساعدة لبنان في موضوع اللجوء السوري، وبهدف منع اللاجئين من الوصول بحراً إلى قبرص وذلك تحضيراً للمؤتمر الذي سيعقد في بروكسل أواخر شهر أيار.

حراك اوروبي

وتحضيرا لهذه الزيارة، جال مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون التوسع والجوار أوليفر فارهيلي على رأس وفد اليوم، على القيادات اللبنانية، حيث زار فارهيلي والوفد مقر الرئاسة الثانية في عين التينة والتقى الرئيس بري، في حضور سفيرة الإتحاد الاوروبي لدى لبنان ساندرا دو وال، حيث جرى عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة. وغادر فارهاليي عين التينة من دون الإدلاء بتصريح متوجهاً إلى اليرزة للقاء قائد الجيش. كما زار الوفد ايضا السراي واجتمع مع الرئيس ميقاتي.

ليست جريمة سياسية

في سياق متصل، عقدت لجنة الدفاع الوطني والداخلية والبلديات النيابية جلسة برئاسة النائب جهاد الصمد. واشارت اللجنة الى ان “في موضوع النزوح السوري، استمعت اللجنة الى المدير العام للامن العام بالانابة الذي طالب “باحياء مذكرة التفاهم مع   UNHCR عام 2003،  ما يسمح لنا بتطبيق القوانين اللبنانية وعدم التنازع مع القوانين الدولية”. وقال: “نحن كأمن عام نطالب بقرار سياسي موحد يتعامل مع موضوع النزوح السوري بخطة وطنية موحدة تكون لنا غطاء لتنفيذ ما يجب علينا تنفيذه”. واوضحت ان في الموضوع الامني، استمعت الى مدير المخابرات في الجيش ورئيس شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي اللذين أكدا للجنة “ان الامن في البلد  ما زال ممسوكا رغم كل الجرائم الخطيرة التي حصلت وستحصل”، ولفتا الى ان “جريمة باسكال سليمان ليست جريمة سياسية بنسبة 99 في المئة وان جريمة محمد سرور هي ببصمة جهاز الموساد الاسرائيلي، كما اوضح رئيس شعبة المعلومات”.

طبخة التمديد

وسط هذه الاجواء، وضعت طبخة التمديد للبلديات على نار حامية. فقد دعا رئيس مجلس النواب الى جلسة عامة في الحادية عشرة من قبل ظهر يوم الخميس 25 نيسان الجاري لدرس اقتراحي القانونين المعجلين المكررين المدرجين على جدول الاعمال: إقتراح القانون المعجل المكرر الرامي الى تمديد ولاية المجالس البلدية والإختيارية القائمة حتى تاريخ أقصاه 31/5/2025 المقدم من النائب جهاد الصمد. واقتراح قانون معجل مكرر رامي الى تحديد القانون الواجب التطبيق على المتطوعين المثبتين في الدفاع المدني سنداً لإحكام القانون رقم 2014 على 289 والقانون 2017 على 59 المقدم من النواب جهاد الصمد، علي حسن خليل، ابراهيم كنعان، امين شري، طوني فرنجيه وحسن مراد.

مولوي يوقع

في المقابل، ومنعًا لاتهام وزارة الداخلية بعدم التحضير للانتخابات، وقّع وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي قرار دعوة الهيئات الانتخابية البلدية في كل من محافظة بيروت ومحافظتي البقاع وبعلبك – الهرمل لانتخاب أعضاء المجالس البلدية وتحديد عدد الاعضاء لكل منها، ولانتخاب مختارين ومجالس اختيارية وتحديد عدد المختارين والأعضاء الاختياريين لكل منها في دوائر محافظة بيروت ودوائر محافظتي البقاع وبعلبك – الهرمل، وذلك بتاريخ 26 أيّار 2024.

عثمان الى واشنطن

وفي شأن متصل، غادر المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان لبنان إلى الولايات المتحدة الأميركية في زيارة رسمية يلتقي خلالها عددا من المسؤولين في الإدارة الأميركية للبحث في سبل تقديم المساعدة لقوى الأمن الداخلي لتعزيز المهام المنوطة بها.