لودريان في واشنطن وهوكشتاين في تل أبيب… هذا ما يُطبخ
خلافا للمشهد الجنوبي المتفجر عسكريا وامنيا، تحفل عطلة نهاية الاسبوع بمحطات سياسية ذات دلالات رئاسية و”تسووية”، مع زيارة وزير خارجية فرنسا، والامنية الطابع لنظيره البحريني، والتي يتوقع ان تثير الجدل وتزيد التعقيدات، لارتباط احد جوانبها بحزب الله في الخليج، واتهامات المنامة لحارة حريك.
وسط هذه الخلطة، بقي الاتصال الذي حصل بين الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين والموفد الفرنسي جان ايف لودريان،قبيل انتقال الاخير الى واشنطن لبحث تفاصيل طبخة لبنانية جديدة، خلال تواجد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في باريس، واتصال الرئيس ايمانويل ماكرون “باستيذ عين التينة”، على خلفية الخرق الذي حصل والطرح اللبناني المستجد، بموافقة من الضاحية، ما قاد هوكشتاين الى تل ابيب، ومن بعدها الى بيروت في حال سارت الامور بايجابية.
ويقوم الطرح، على ما اشارت المصادر، على ان تصدر توتال تقريرها رسميا حول نتائج عمليات الاستكشاف والتنقيب التي اجرتها، ما سيفتح الباب امام دفع اقتصادي وتحريك للملف النفطي، الذي سيسمح بدخول كميات من الاموال بطريقة غير مباشرة الى لبنان، وبالتالي وقف تصنيف لبنان في المنطقة الرمادية، المتوقع في غضون فترة قصيرة، والذي ستكون له نتائج سلبية جدا على الوضع الاقتصادي في ظل التعثر الحاصل على صعيد برامج ومشاريع الاصلاح.
وتابعت المصادر، بان الطرح اللبناني الجديد، جدير بالاهتمام، رغم ان تفاصيله لا زالت غير واضحة، علما ان امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله سبق والمح اكثر من مرة الى امكانية التفاوض مقابل فك الحصار المفروض على لبنان، لاراحة الشارع الداخلي اللبناني، ادراكا منه ان الظروف الحالية غير مؤاتية للمواجهة الكبرى، وان عملية الاستنزاف ممكن ان تستمر لفترة طويلة، في ظل الستاتيكو الحالي.
ورات المصادر ان قرار حزب الله نابع من محاولة استثمار للاوضاع على الساحة الجنوبية، من اجل تحصيل مكاسب على الصعيد الوطني، تعطيه دفعا ايجابيا في هذا الاتجاه، علما ان ملف رئاسة الجمهورية بخيار المرشح الثالث يصبح ثانويا وغير ذات اهمية، بعد الاتفاق على المواصفات، ليبقى اسم الرئيس العتيد ثانويا، والاهم ان حارة حريك تكون قد نجحت في اعادة احياء المعادلات التي على اساسها قام اتفاق ترسيم الحدود البحرية.
ولكن ماذا عن الموقف الاسرائيلي؟ تؤكد المصادر الدبلوماسية ان الامور لن تكون سهلة على جهة تل ابيب، رغم ان الادارة الديمقراطية ستمارس كل الضغوط الممكنة، كما انها تملك طرحا لمقايضة بين حقول الغاز في الجنوب والشمال، بمعنى، التسليم بحق اسرائيل باستلام حقول الغاز مقابل سواحل غزة، على ان يخصص جزءا من عائداتها لتمويل السلطة الفلسطينية الجديدة، مقابل تسهيل لتنفيذ اتفاق الترسيم غير المباشر بين لبنان واسرائيل.