في لبنان: ثلث السجون من السوريين… “على حساب الدولة”

في لبنان: ثلث السجون من السوريين… “على حساب الدولة”

الكاتب: نادر حجاز | المصدر: موقع mtv
6 ايار 2024

قبيل الزيارة الأوروبية – القبرصية إلى لبنان، كانت قد اتخذت الحكومة قرارها بالبحث في سبل ترحيل السجناء السوريين إلى سوريا، وذلك ضمن إطار الخطط المطروحة لإعادة النازحين السوريين بعد التداعيات السلبية الكثيرة التي بات يخلّفها هذا الملف لا سيما على الأمن والاقتصاد والاستقرار في البلد.
ولكن لماذا ملف السجون أولاً؟ وما حجم العبء الذي يشكله السجناء السوريون؟

لجنة السجون، التي تضم ممثلين عن وزارتي الداخلية والعدل والجمعيات المعنية بالسجون، إضافة إلى منظمة الصحة العالمية والإتحاد الأوروبي والصليب الأحمر الدولي، عقدت إجتماعاً منذ أسبوع تقريباً، حيث تم البحث في هذا الموضوع كما جرى التداول بالأرقام والتفاصيل المحيطة بهذه المسألة.

وعلم موقع mtv أنه وفق آخر الإحصاءات يبلغ عدد السوريين في سجون لبنان حوالى 2500 سجين، يشكّلون نسبة 30 في المئة من إجمالي السجناء في لبنان. ونقطة أساسية لا بد من التوقف عندها، وهي أن معظم الجرائم الموجّهة لموقوفين سوريين غالباً ما تظهر التحقيقات أنها بالتعاون وبغطاء من لبنانيين، وهنا المشكلة الأكبر.

وحول كيفية تصنيفهم، فهناك وفق المصادر حوالى ٢٠٠ سجين سوري محكومين بالمؤبد والإعدام، وعدد لا يتعدّى العشرات محكوم بتهم رشاوى وسرقة. وأما العدد المتبقّي فهو بعداد الموقوفين غير المحكومين، وهنا تكمن الإشكالية القانونية حول إمكانية ترحيلهم قبل صدور الأحكام بحقهم.

وأما المفارقة فهي أن هذا العدد الكبير يكبّد الدولة اللبنانية مصاريف كبيرة سنوياً، فتكاليف السجناء هي على عاتق مديرية قوى الأمن الداخلي. فبمجرد كون هؤلاء نزلاء في السجون اللبنانية هم يخضعون بالتالي للقوانين نفسها المفروضة على باقي السجناء، بغض النظر عن جنسياتهم.
وعليه فهم يحصلون على كل الخدمات المتوفرة للسجناء أكانت صحية واستشفائية أو غذائية أو مساعدات عينية.

وتشير المصادر إلى أن مفوضية شؤون اللاجئين UNHCR استمرت حتى مطلع العام 2023 بمدّ السوريين في السجون بمساعدات، لكنها عادت وأوقفتها بالكامل، وذلك بسبب تجيير كل المساعدات إلى أوكرانيا.

هو عبء ثقيل على كاهل دولة تعاني أزمة خانقة، وهي عاجزة عن معالجة مشكلة السجون المكتظة أصلاً، ويشكّل هذا الملف مشكلة شائكة عمرها يعود إلى سنوات. فهل تكون هذه الخطة باب فرج لأزمة النزوح كما لمشكلة السجون؟ وأما السؤال الأهم فهو: هل لا زالت النية موجودة لترحيل السجناء السوريين بعد منحة المليار يورو للبنان؟