ميقاتي أعدّ هجوماً مضاداً في المجلس النيابي اليوم ومصادر مطّلعة تحذّر من مطالب غير قابلة للتنفيذ
تتجه الأنظار اليوم إلى المجلس النيابي، حيث طغى موضوع النازحين على ما عداه من قضايا ساخنة وحيوية.
وإذ أعدت كتل المعارضة وبعض النواب العدة لـ «محاكمة» رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، على ما وصفته بـ «صفقة» المليار يورو مع الاتحاد الأوروبي، فإن الرئيس ميقاتي أعد في المقابل هجوما مضادا، لشرح حقيقة ما جرى وما يمكن ان ينتج عنه والملابسات الحاصلة، منطلقا من دعم بعض الكتل التي أعلنت تفهمها لموقفه ودافعت عنه، ومتسلحا بعزوفه عن المشاركة في اجتماع بروكسل في 27 الجاري، والمخصص لموضوع النازحين، إظهارا لحسن النية ونفيا لوجود أي صفقة، وألا شيء يلزمه بالموقف الأوروبي ولا توجد أي شروط وافق عليها.
الآمال المعقودة على الجلسة كبيرة، والخيبة ستكون أكبر فيما لو فشل المجلس في الخروج بمبادرة عملية لبدء خطوة في مشوار الألف ميل على الطريق الصحيح.
وفي هذا الإطار حذر مصدر مطلع لـ «الأنباء» من «السقوف العالية للمطالب غير القابلة للتنفيذ»، انطلاقا مما طرحه الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، لجهة المطالبة بإلغاء «قانون قيصر» من قبل وزارة الخزانة الأميركية، ورفع العقوبات الأوروبية عن سورية، «مما يدخل البلاد في اللعبة الإقليمية الكبرى»، بحسب المصدر المطلع.
وأضاف المصدر: «هناك أكثر من طرف يميل إلى القبول بفتح الحدود البحرية أمام من يريد المغادرة، على أمل ان تدفع هذه الخطوة الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ مواقف تساعد لبنان على معالجة الأزمة وتحرره من قيوده».
توازيا، قال مصدر نيابي بارز لـ «الأنباء»: «ان الاتجاه الذي يشكل قاسما مشتركا بين الجميع هو الاتفاق على توصية تنطلق من عناوين عدة أبرزها:
إعادة النازحين غير الشرعيين إلى سورية، تعاون مفوضية اللاجئين مع الدولة اللبنانية وعدم تقديم أي مساعدات إلا من خلال الحكومة وبعلمها، فتح المجال أمام أعداد معينة للانتقال إلى بلدان أجنبية تستطيع استيعابهم وتحتاج إلى خدماتهم، وتقديم مساعدات إلى النازحين في سورية ضمن خطة تضمن استقرارهم في أرضهم طالما ان معظمهم دخل إلى لبنان لأسباب اقتصادية.
هذه العناوين قابلة للنقاش، والتوصية مفتوحة للتشاور والتعديل، وتشكيل لجنة حكومية – نيابية، وكل الاحتمالات مطروحة».
ومن خارج أروقة المجلس، تتجه الأنظار إلى مقر السفارة الأميركية في عوكر، حيث يعقد اجتماع لأعضاء اللجنة الخماسية المؤلفة من سفراء الولايات المتحدة وفرنسا ومصر وقطر والمملكة العربية السعودية، لمناقشة آخر التطورات الخاصة بالدفع في سبيل إنجاز الاستحقاق الرئاسي اللبناني.
ورسم السيد نصرالله في كلمته عصر الاثنين، معادلة قوامها ربط وقف الحرب في الجنوب بوقف شامل للنار في غزة، من دون إشارته إلى ربط الاستحقاق الرئاسي وملفات لبنانية داخلية أخرى بذلك.
هذا الأمر سيأخذ علما به أركان الخماسية، مع الإشارة إلى مواقف سابقة للمبعوثين الدوليين الأميركي أموس هوكشتاين والفرنسي جان إيف لو دريان، تحدثا فيها عن ربط الاستحقاق الرئاسي بوقف الحرب في الجنوب، ضمن حزمة قوامها انتخاب رئيس وتشكيل حكومة فاعلة لإقرار ترتيبات خاصة بالجبهة الجنوبية، وإطلاق ورشة إصلاح داخلية لتحسين الوضع الاقتصادي والنقدي، المتلازمة حكما مع استقرار أمني بين لبنان وإسرائيل.
ووصف مصدر نيابي بارز لـ «الأنباء» الانفتاح النيابي اللبناني على بعض المسؤولين في الولايات المتحدة الأميركية وبعض دول أوروبا بـ «الإيجابي في إطار البحث بالشغور الرئاسي، من دون فرض إملاءات غربية على ممثلي الشعب اللبناني لانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة».
وأكد ان قيام بعض النواب بزيارات إلى واشنطن وبعض العواصم الأوروبية وعقد لقاءات تشاورية منها سياسية وأخرى اقتصادية، «هي وسيلة جديدة يعتمدها النواب وتأتي في إطار تعزيز العلاقات والتعاون وتبادل الآراء والأفكار، التي تساعد في إيجاد طروحات وحلول لفتح ثغرة في الملف الرئاسي الذي يحتاج إلى عناية محلية ودولية».
ولفت «إلى أن غالبية النواب على تواصل مع اللجنة الخماسية مجتمعة او أفرادا، وينسقون فيما بينهم حول العديد من الشؤون اللبنانية، وفي طليعتها انتخاب رئيس للجمهورية. وهذا لا يتعارض مع التحرك الذي يقوم به النواب إلى الدول المشاركة في اللجنة».
وكشف «أن انتخاب رئيس للجمهورية ينبغي أن يكون متوافقا عليه أولا محليا بين الكتل النيابية وتباركه الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة، ليسلك من ينتخبه النواب طريق بعبدا بأمن وسلام».
وأشار «إلى ان بعض النواب الذين يزورون واشنطن وفرنسا وغيرهما من دول أوروبية، بعضهم من منطلق مشاريع رئاسية ووزارية، ويقومون بدور مزدوج وطني وشخصي، ولبعضهم حظوظ في التركيبة السياسية المقبلة للبنان».
وذكر «ان تكلفة رحلاتهم إلى الخارج هي على حسابهم الخاص، وبعض الأحيان يتكفل بها أحد الميسورين منهم بكافة المصاريف».
ورأى أن «ما يتعرض له بعض النواب من استهداف وانتقاد قيامهم بزيارات إلى واشنطن وبعض العواصم الأوروبية، هو لتحجيم دورهم وفرملة تحركهم».
في الداخل اللبناني، زيارة لوزيرة خارجية كندا ميلاني جولي تستمر حتى اليوم. واستهلتها أمس بلقاء الرئيس ميقاتي في السرايا ثم في عين التينة. وستتفقد أحد المشاريع الإنمائية التي تمولها بلادها في بيروت. وفي ملف النازحين السوريين، تحركت أمس قوافل العودة من عدة نقاط حدودية في البقاع باتجاه الأراضي السورية.