حصاد اليوم- لودريان يحمل تحذيرًا فرنسيًا قد يكون الأخير وبري لا يقبل إلا بحوار برئاسته قبل الانتخاب

حصاد اليوم- لودريان يحمل تحذيرًا فرنسيًا قد يكون الأخير وبري لا يقبل إلا بحوار برئاسته قبل الانتخاب

الكاتب: beirut24
29 ايار 2024

في اليوم الثاني من مهمته في بيروت، حرّك الموفد الرئاسي الفرنسي المياه الراكدة رئاسيًا بحركة مكوكية تمحورت بين الضاحية وعين التينة وقصر الصنوبر وبكركي والصيفي ومعراب، على أمل ألا تكون هذه الحركة مثل سابقاتها بلا برَكة. ولعل أبرز نتائج زيارة الدبلوماسي الفرنسي حتى قبل أن تنتهي، ما نُقل عنه بأنه ابلغ من التقاهم أن “لبنان السياسي” سينتهي اذا بقيت الازمة على حالها ومن دون رئيس للجمهورية ولن يبقى سوى “لبنان الجغرافي”. واشارت المعلومات الى ان من التقى لودريان استنتج أنّ محاولاته تُحرّكها مخاوف لدى الخماسية من أنّ عدم اتمام الاستحقاق الرئاسي خلال حزيران أو تموز سيؤدي الى تأجيله لأشهر أو سنوات لأن الدينامية الدولية لن تكون مساعدة في الفترة المقبلة. وقال “فلننس كلمة حوار لأنها غير ناجحة ولنستبدلها بالمشاورات”، وكان الرد بأن “رئيس مجلس النواب نبيه بري لن يقبل”. وأضافت المعطيات ان رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية كرّر أمام لودريان تمسكه بترشيحه كحق له.

بري يتمسّك بموقفه

انطلاقًا من هذه المعطيات، واصل لودريان جولته على المسؤولين، فالتقى رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد في مبنى الكتلة في حارة حريك، بحضور مسؤول العلاقات الدولية عمار الموسوي.

ثم انتقل الى عين التينة حيث كان في استقباله الرئيس بري. وخلال اللقاء جرى عرض للأوضاع العامة لاسيما موضوع الرئاسة، وما صدر مؤخراً عن “اللجنة الخماسية”. الرئيس بري شكر جهود الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وإرساله مبعوثاً خاصاً له الى لبنان، وكرر تمسكه بمبادرته لإنتخاب رئيس للجمهورية، كما كرر الدعوة ومن دون شروط مسبقة “للتشاور” حول موضوع واحد هو إنتخاب رئيس للجمهورية ومن ثم الإنتقال إلى القاعة العامة للمجلس النيابي لانتخاب رئيس بدورات متتالية من ضمن قائمة تضم عدداً من المرشحين حتى تتوج المبادرة بإنتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية.

معوض يرى تقدّمًا

وفيما حط لودريان بعد الظهر في بكركي، قال النائب ميشال معوَّض بعد لقائه في قصر الصنوبر: أكّدنا حرصنا على انتخاب الرئيس اليوم قبل الغد ونعلم جيّدًا مخاطر عدم الانتخاب ولكنّنا مصرون على أن يمثّل الرئيس الدولة ومصالحها لا أن يمثّل فريقًا مسلحًا. واضاف: هناك تقدّم إيجابي باستعمال رئيس مجلس النواب كلمة تشاور واعتماد مبدأ الجلسات المفتوحة ونحن منفتحون تحت سقف الدستور.

الكتائب والقوات

وزار لودريان عند الثالثة من بعد الظهر رئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميل في بيت الكتائب المركزي في الصيفي، وفي الخامسة والنصف عصرا رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في معراب. وقال جعجع بعد اللقاء: “إن سُمّي حوارًا أو تشاورًا لن نقبل بالأعراف ولودريان قال إنّ بري كان إيجابيًّا لذا فليتفضّل ويدعو إلى جلسة”. واضاف: “لن نقبل بمنح رئيس مجلس النواب صلاحيات ليست له وبأن يمرّ كلّ استحقاق به حكماً ونحن أوّل المدافعين عن صلاحيات الرئاسة الثانية بما يسمح به الدستور والقانون”. واشار جعجع الى ان “محور الممانعة يريد معرفة هوية الرئيس قبل جلسة الانتخاب وهذا غير وارد وهم لم يقبلوا بالخيار الثالث فيما نحن أبدينا كلّ استعداد”.

الاعتدال وسفراء الخماسية

واستقبل لودريان كتلة “الإعتدال الوطني” على مأدبة غداء في السفارة الفرنسية، ليختتم زيارته بعشاءٍ مع سفراء “الخماسية” في قصر الصنوبر. اما “التيار الوطني الحر” فاعتذر عن لقاء لودريان بسبب وجود رئيسه جبران باسيل خارج لبنان.

لقاءات بروكسل

وعلى غرار حركة الدبلوماسية الفرنسية في بيروت، تنشط الدبلوماسية اللبنانية أوروبيًا حيث يحمل وزير الخارجية عبدالله بوحبيب ملفي النزوح السوري والحرب في الجنوب الى بروكسل ليضع من يلتقيه من المسؤولين الأوروبيين في الموقف اللبناني من الملفين. فقد التقى بوحبيب اليوم على هامش مشاركته في مؤتمر دعم مستقبل سوريا والمنطقة، نظيره النروجي أسبين بارتيه أيده، وشرح له موقف لبنان المتمسك بتطبيق القرار 1701 كاملا لتحقيق الاستقرار المستدام في الجنوب اللبناني. كما قدم له إحاطة عن أزمة النزوح السوري، والمرحلة الخطيرة التي وصلت اليها الأمور في هذا الملف. وعرض له رؤية لبنان للحل عبر تأمين عودة النازحين السوريين الآمنة والكريمة إلى ديارهم، او عبر إعادة توطينهم في دولة ثالثة.

وناقش بوحبيب خلال لقائه مفوض الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات يانيز لينارشيش، تصور لبنان لحل أزمة النزوح السوري وآثارها الكارثية على الوضع في لبنان. ودعا إلى “ضرورة التحرك العاجل من أجل تنفيذ مشاريع التعافي المبكر لتحفيز السوريين على العودة إلى بلادهم، وإعادة إعمارها”.

والتقى بوحبيب المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي واجرى معه نقاشا صريحا عبّر فيه الوزير بوحبيب عن هواجس لبنان الرسمي والشعبي وملاحظاتهم على عمل وأداء المفوضية، داعيا الى “التعاون بدل التصادم لما فيه مصلحة كل الأطراف”. كذلك اجتمع بوحبيب مع الممثل الاعلى ونائب رئيس المفوضية الأوروبية جوزف بوريل حيث تباحثا في الوضع الحالي في غزة وتحديات النزوح والملف السوري. وانتقل بوحبيب بعد الظهر الى باريس للقاء نظيره الفرنسي ستيفان سيجورنيه.

قصف متبادل

ميدانيا، تعرض موقع الجيش عند أطراف بلدة علما الشعب، لرشقات رشاشة أطلقها الجيش الإسرائيلي من دون وقوع إصابات. كما اطلقت دبابة اسرائيلية متمركزة في مستوطنة المطلة قذيفة مباشرة باتجاه بلدة كفركلا. وصباحا، استهدف القصف المدفعي منطقة وادي حسن عند أطراف الجبين وشيحين. في المقابل، استهدف “حزب الله” التجهيزات التجسسية المستحدثة في موقع الراهب، وانتشاراً لجنود العدو في حرش شتولا. بدوره، كتب الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في منشور على حسابه عبر منصة “إكس”: “إعترضت الدفاعات الجوية هدفًا جويًا مشبوهًا فوق المجال البحري في منطقة رأس الناقورة دون تفعيل انذارات”. وأضاف، “خلال ساعات الليلة الماضية هاجمت طائرات حربية مبنى عسكريًا تواجد داخله عناصر من حزب الله في منطقة الناقورة. كما هاجمت الطائرات بنى لحزب الله في رامية والطيري جنوب لبنان”.

يوم اليونيفل

جنوبا ايضا، وفي يوم حفظة السلام، اشار بيان لـ”اليونيفل” الى ان “حفظة السلام يواصلون عملهم لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701. وفي الوقت نفسه، يدعمون المجتمعات المحلية والسكان في عدة مجالات، ويضمنون وصول المساعدات الإنسانية إلى الأشخاص الأكثر تضرراً، ويوفرون المأوى للمدنيين العالقين وسط مرمى النيران بما في ذلك مساعدة المجتمعات المحلية في الجنوب عبر المساعدات الطبيّة”.

جعجع يعلّق على التعويضات

وغداة اقرار مجلس الوزراء تعويضات للمتضررين من الحرب جنوبا، صدر عن رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، بيان اعتبر فيه أن مبلغ الـ 93 مليار ليرة الذي أقرته الحكومة هو كناية عن ضرائب ورسوم مجباة من اللبنانيين، فهل وافقت أكثرية الشعب اللبناني، من خلال ممثليه في المجلس النيابي أو من خلال الحكومة، على هذا القرار كي يتحملوا أوزاره المالية والاقتصادية والمعيشية والسياسية؟ وهل الدولة من اتخذ قرار الحرب ليشعر المواطن بانه معني بقرار اتخذته دولته وليس حزبا يصادر قرار الدولة ولا يقيم وزنا لرأي اللبنانيين؟