بيان ميقاتي طمأن غير المستغربين احتمال توسع الحرب واستهداف السفارة الأميركية في «عوكر».. رسالة أم ماذا؟

بيان ميقاتي طمأن غير المستغربين احتمال توسع الحرب واستهداف السفارة الأميركية في «عوكر».. رسالة أم ماذا؟

المصدر: الانباء الكويتية
6 حزيران 2024

بعيدا عن الأزمة السياسية الداخلية اللبنانية والمشهد الحربي في الميدان الجنوبي، اتجهت الأنظار قبل ظهر أمس إلى مقر السفارة الأميركية في عوكر شرق العاصمة بيروت، والذي استهدف بالرصاص في اعتداء مسلح، أسفر عن إصابة المهاجم الذي يحمل الجنسية السورية قبل اعتقاله. وقد سارع الجيش اللبناني إلى تأمين المنطقة المحصنة أساسا، وانطلقت تكهنات حول هوية المسلح وما اذا كان معه متورطون آخرون والجهات التي تقف خلفهم، وإن كانت الخيوط الأولية دلت على «داعشية» برزت من كتابات ظهرت على بندقية المسلح.

وطرحت تساؤلات عن توقيت العملية وخلفياتها، واختيار لبنان لاستهداف مؤسسة رسمية أميركية، تعد لتكون الأضخم في الشرق الأوسط، نسبة إلى الأشغال داخل حرم السفارة.

وبعيدا من عوكر، توزعت أنظار متابعي المشهد السياسي الداخلي بين ترقب المبادرة المستجدة للحزب «التقدمي الاشتراكي» والتي أطلقها رئيسه رئيس كتلة «اللقاء الديموقراطي» النائب تيمور جنبلاط، وبين تهديدات قادة الحرب الإسرائيليين من الضفة الحدودية المقابلة لجنوب لبنان، في تاريخ صادف ذكرى الاجتياح الإسرائيلي الثاني في الخامس من يونيو 1982، يوم تمكنت القوات الإسرائيلية من دخول عاصمة عربية هي بيروت للمرة الأولى منذ اندلاع الصراع العربي -الإسرائيلي في 1948. ومن مستوطنة كريات شمونة قرب الحدود اللبنانية، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس: «ان الأرض احترقت هنا، ونحن مستعدون لعملية مكثفة للغاية في لبنان»، مؤكدا أن «الأرض احترقت في لبنان أيضا».

تصاريح وتهديــــدات للبنان، أرفقت بحملة واسعة من تسريبات منسوبة إلى مرجعيات رسمية لبنانية، عن تلقيها تحذيرات جدية بخصوص حرب إسرائيلية واسعة على لبنان. وبلغت الامور حدا، دفع بالمكتب الإعلامي لرئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي إلى توزيع بيان في وقت متأخر من ليل الثلاثاء جاء فيه انه يتم التداول بأخبار وتسريبات عن تحذيرات تلقاها الرئيس ميقاتي «من ان العدو الإسرائيلي قد يشن هجوما واسع النطاق على لبنان». وأضاف البيان نقلا عن ميقاتي «انه لا صحة لهذه التسريبات والاخبار، وهي تندرج في اطار الضغوط التي تمارس على لبنان. كما يهم دولته أن يؤكد أنه يجري واسعة من الاتصالات الديبلوماسية في سبيل وقف العدوان الاسرائيلي المستمر على جنوب لبنان، فاقتضى التوضيح».

بيان أعاد شيئا من الاطمئنان إلى شعب اعتاد ممارسة يومياته رغم الحرب. الا ان التحذيرات المنسوبة إلى جهات غربية، تضمنت تحديد منتصف يونيو موعدا للتصعيد الإسرائيلي، وتوصيـــات للمواطنـــين بالتموين وأخذ الاحتياطات على صعيد تخزين الأدوية والمشتقات النفطية وغيرها من الأساسيات.

كذلك نفت السفـــارة البريطانية في بيروت، ما نسب إلى ان حكومة بلادها «نقلت تحذيرا بأن اسرائيل ستبدأ الحرب الواسعة على لبنان منتصف يونيو الحالي».

غير ان المخاوف ازدادت من خلال قراءة الموقف الأميركي الذي أعلنته وزارة الخارجية بالقول «لا ندعم حربا مفتوحة ضد حزب الله في لبنان، لكن نؤيد حق إسرائيل في الدفاع عن النفس». وهذه عبارة تحمل دلالات معروفة. وأضافت «الخارجية الأميركية»: «الوضع على الحدود لا يزال خطيرا ونعمل على احتوائه».

وفي إطار المساعي في سبيل الاستحقاق الرئاسي، قال مصدر مطلع لـ«الأنباء» ان قطر دخلت على خط الاتصالات «بشأن تهدئة الوضع على الحدود».

وفي هذا الإطار، تأتي زيارة المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل إلى الدوحة، وان كان المصدر أكد ان الزيارة لا علاقة لها بالمساعي التي تقوم بها قطر في موضوع الاستحقاق الرئاسي، خصوصا مع مصادفة وجود وفد من «القوات اللبنانية» هناك، بناء على دعوة من الحكومة القطرية التي تجري اتصالات مع عدد من الاطراف الأساسية في لبنان، من خلال توجيه الدعوة إلى الأحزاب في محاوله لتقريب وجهات النظر، وبلورة صيغة معينة تكون مقبولة من أكثر الأطراف.

في أي حال، لابد أيضا من التوقف باهتمام بارز أيضا عند كلام البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي الذي تضمن دعما واسعا لقائد الجيش العماد جوزف عون على هامش مناسبة خاصة بافتتاح شبكة طرق في البقاع الشمالي، قبل سفر عون إلى الولايات المتحدة الاميركية الاحد المقبل.

ويأتي كلام الراعي ليضع قائد الجيش في خانة «نقطة الوصل» والالتقاء بين الفرقاء اللبنانيين، مع طرح اللجوء إلى مرشح وسطي لحل أزمة الاستحقاق الرئاسي المتعثر. وبذلك يكون الراعي قد أضاف عمليا اسم العماد جوزف عون إلى «اللائحة القصيرة» الخاصة بمرشحي «الخيار الثالث» والوسطي، علما ان اللجنة الخماسية ترى في موقع قائد الجيش، «الخيار الأنسب (تاريخيا) لحل الأزمة الرئاسية اللبنانية. ووحده «التيار الوطني الحر» يجاهر بمعارضة وصول العماد قائد الجيش إلى قصر بعبدا، في حين تؤيده كتل المعارضة كلها، ولا ترفضه «الممانعة».