حصاد اليوم- إسرائيل تجدّد التأكيد على استعدادها للحرب ولبنان يبحث عن رئيس في زحمة المبادرات

فتحت السفارة الأميركية في عوكر أبوابها أمام المراجعين اليوم، إلا أن أبواب حملة الإدانة والاستنكار لم تُقفل، وكذلك أبواب التسريبات والتحليلات حول من يقف وراء الهجوم الذي نفذه السوري قيس فراج، وما المقصود من الهجوم في هذا التوقيت. ومع انقشاع هذه الغيمة بأقل الأضرار الممكنة، عادت الأنظار لتتجه نحو جبهة الجنوب في ضوء التصعيد الخطير على جانبي الحدود واعتماد سياسة الارض المحروقة، ما يرفع منسوب الخطر من احتمال تنفيذ رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو تهديداته بشن حرب واسعة على لبنان قد تكون ضرورية له شخصيًا وكذلك لحكومته. كما انضم الى جوقة المهددين الإسرائيليين اليوم قائد القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي الذي اعلن “أكملنا استعداداتنا لشن هجوم في الشمال وقواتنا قادرة على مواجهة أي مهمة ضد حزب الله”.

استعدوا للقتال

في السياق، توجه رئيس “المعسكر الوطني”، الوزير في “كابينيت الحرب” الإسرائيليّ، بيني غانتس، صباح اليوم، لرؤساء بلديات شمال إسرائيل، قائلًا: “استعدوا للقتال ولأيام أكثر صعوبة يمكن أن تصل بنا إلى الحرب”. بدوره، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت: “الحكومة اللبنانية لا تريد اندلاع حرب واسعة وعليها الضغط على حزب الله”.

التصعيد مستمر

وبموازاة التهديدات استمر الواقع الميداني على سخونته جنوبًا العسكري الملتهب جنوبا حيث أغارت مسيّرة إسرائيلية قرابة العاشرة الا ربعا بصاروخ موجه مستهدفة دراجة نارية في ساحة بلدة عيترون، وأفيد عن وقوع اصابات. وفي حين تحدثت “الجزيرة” عن سقوط جريحين، أشارت “العربية” الى سقوط قتيل وجريح في الغارة. ونعى “حزب الله” حسين نعمة الحوراني “بدر” مواليد عام 1988 من مدينة بنت جبيل. كما نفذ الطيران الحربي الاسرائيلي قرابة الواحدة الا ربعا من بعد الظهر غارة مستهدفاً منطقة جبل كحيل في بلدة عيترون ملقيا صاروخين جو-ارض على المنطقة المستهدفة. ايضا، تعرضت صباحا اطراف بلدة عيتا الشعب لقصف مدفعي اسرائيلي مباشر. وأغار الطيران الحربي الاسرائيلي فجر اليوم، على بلدة وادي جيلو في قضاء صور، مستهدفا منزلا غير مأهول، ما أدى الى تدميره واشتعال النيران في عدد من المنازل المحيطة، وبمستودع لادوات التنظيف والزيوت، ما ألحق الأضرار بعشرات المنازل وفي البنى التحتية، وبخاصة شبكتي الكهرباء والمياه.

الحزب يرد

في المقابل، اعلن “حزب الله” انه “وفي إطار الرد ‏على ‏اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة وآخرها في عيترون، ‏استهدف مقر قيادة الفرقة 91 في ثكنة برانيت وتموضعات الجنود في ‏محيطها بصواريخ فلق 1 وأصابها إصابة مباشرة ما أدى إلى تدمير جزء منها وإيقاع خسائر ‏مؤكدة فيها”.

تواصل مع الخارج

في الاثناء، إستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، حيث تم عرض لتطورات الأوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية. واستقبل بري المدير العام لرئيس الدائرة العالمية في وزارة الخارجية السويدية داغ جوهلين والوفد المرافق، وبحث معه في الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة على ضوء مواصلة إسرائيل لعدوانها على لبنان وقطاع غزة. ومن زوار بري، السفير الفرنسي في لبنان هيرفي ماغرو، وتم عرض للاوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية.

البحث عن خرق

في تطورات الملف الرئاسي، التقى رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي تيمور جنبلاط النائب طوني فرنجية في دارته في الأشرفية، في حضور النواب وائل أبو فاعور، بلال عبدالله وراجي السعد، أمين السر العام في “التقدمي” ظافر ناصر، ومستشار النائب جنبلاط حسام حرب. بعد اللقاء، قال عبدالله: “التكتل الوطني المستقل”، “كان ضمن الجولة التي نقوم بها لإيجاد خرق في جدار الاستحقاق الرئاسي”. وأضاف: “وضعنا “التكتل ” في أجواء لقاءاتنا وإلى أين وصلنا وما هي نقاط الخلاف وأين يمكن تقريب وجهات النظر”. وشدّد عبدالله على أنّ “الهدف الأساسي من تحرّكنا هو أن ننجز التسوية الداخلية اللبنانية حفاظاً على البلد”.

منفتحون على الحوار

بدوره، اشار النائب فرنجيّة الى أنّ “لا يمكن أن نبقى مكتوفي الأيدي أمام الشلل الذي يشهده لبنان”، مؤكّدًا أنّنا “منفتحون على أيّ حوار بنّاء بعيداً عن المصالح الضيّقة للبعض ولا مجال إلا بالحوار”. وقال: “علينا العمل على إيجاد حلول داخلية بعيداً عن الحلول الخارجية”، مشيرًا الى أنّ “يدنا ممدودة لكلّ مبادرة تحفظ المصلحة الوطنية على أمل أن تحمل مبادرة “اللقاء الديمقراطي” حلولاً”.

مهاجم السفارة وحيد

 في الاثناء، وفيما افيد ان منفذ عملية السفارة الأميركية عمل بمفرده وليس ضمن خلية، وأنه اشترى السلاح والذخيرة من ماله الخاص واستطلع السفارة الأميركية غوغل، اشار عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب فادي كرم إلى أن “الهجوم لا يمكن أن ينفّذه شخص عادي، بل على الأغلب تمّ من قبل منظمات إرهابية، بانتظار أن تحدد القوى الأمنية بعد التحقيقات من يقف وراء هذه المجموعة”. وشدد على أن “ضعف الدولة وقوة الدويلة هو السبب الذي يؤدي إلى جعل لبنان ساحة مفتوحة لهذه الجرائم، وإذا لم تبسط الدولة سيادتها على كامل أراضيها وحدودها وتغلق المعابر غير الشرعية سيبقى لبنان معرّضاً لهذه الجرائم”.

كف يد عون

قضائيا، قرر النائب العام التمييزي بالانابة القاضي جمال الحجار، كف يد المدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون عن الملفات القضائية التي تحقق فيها. ووجه تعميما إلى الأجهزة الأمنية كافة لعدم تنفيذ اي إشارة صادرة عن القاضية عون وعدم مخابرتها بأي دعوى قديمة او جديدة، وحصر الأمر بالمحامي العام الاستئنافي في جبل لبنان.

وعلى الاثر اوضحت عون “ان قرار القاضي الحجار باطل ومخالف للقانون، لانه لا يحق له توقيفي عن العمل”. وأضافت في بيان: “هذا القرار يعود حصرا لوزير العدل بناء لطلب التفتيش القضائي. واطلب من معالي الوزير التدخل لوقف هذه التجاوزات التي تعرقل سير العدالة بوجه مدع عام استئنافي، يقوم بعمله بكل اخلاص وأمانة وتجرد ونزاهة”. واضافت: “وساتقدم الاثنين بطعن امام مجلس شورى الدولة بوجه القرار المذكور”.