
جعجع: لماذا يتم توريط لبنان وحده في الحرب مع إسرائيل؟
طرح رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع سؤالا مفاده أنه باستثناء فلسطين وإسرائيل، المعنيّتين مباشرة بما يحصل، تضم جامعة الدول العربية 22 دولة، فلماذا يتم توريط لبنان وحده في هذا الوضع؟ وقال: الجواب بسيط، لأن قرار البلد مخطوف وشعبه مخطوف، وقدما “حزب الله” في لبنان، لكنه قلبا وقالبا في ايران، واعتباراته واستراتجيته تأخذ بعين الاعتبار مصالح الجمهورية الاسلامية في ايران وليس مصالح لبنان ، فهل يجوز هذا الأمر؟
وأشار جعجع، في مقابلة تلفزيونية، إلى أن “حزب الله” يقر ويعترف بأنه هو الذي بدأ بالعمليات العسكرية في الجنوب بحجة مساندة غزة، علما انه قبل ذلك، لم تحصل اية احداث في الجنوب. في اي حال، اليوم المطلوب تطبيق القرار 1701، فما المشكلة بانتشار الجيش اللبناني على الحدود مع اسرائيل؟ فهو حاليا موجود اليوم صُورياً في الجنوب، بدل أن يكون وجوده فعليا وفاعلا، ويتسلم الامن ويتولى مهماته كاملة ونكون جميعاً وراءه”.
وسأل جعجع” إذا سلّمنا بفرضية عدم توسع الامور العسكرية أكثر، علماً أن أحداً لا يعلم، فلماذا نتحمل كل هذه الخسائر؟ وإذا كان استلام الجيش اللبناني الوضع في الجنوب غير سَوي، فهذا يعني انه لم يعد هناك من شيء سَوي في البلد. المشكلة الوحيدة لعدم تراجع الحزب في الجنوب تتمثل بانعدام قدرته على القيام بالدور الذي يقوم به الآن، فهل يجوز وقف البلد كرمى لدور ايران؟ إنها جريمة كبرى ترتكب بحق الشعب الجنوبي اولاً وبالتالي بحق الشعب اللبناني.
وقال: “حزب الله لديه مشروع لا علاقة له بلبنان وكل ما يحصل الآن خير دليل على ذلك”. وتساءل “أي أولوية لبنانية هي التي استدعت بدء العمليات العسكرية في الجنوب؟ وماذا أثرّت جبهة لبنان بعد مرور هذه الفترة الطويلة على حرب غزة”؟
وحول رأيه بالمواقف الأخيرة للبطريرك الراعي قال: “حتى لو أزعجني موقف البطريرك الراعي فهذا موضع بحث بيني وبينه، وهو عندما تناول مسألة الإرهاب، كان يتحدث بشكل عام، لكنهم تمسكوا بكلمة وشنّوا حرباً على غبطته. إنها طريقة الكنيسة في التعاطي مع الموضوع، طريقة المحبة ومحاولة لم الشمل، ولا يمكن محاسبة البطريرك كفريق سياسي، إنما يجب التعاطي معه من خلال موقعه”.
وردا على سؤال قال “لقد اجتمعت بالكاردينال بارولين لأكثر من ساعة وتناولنا الامور كلها، وكان اللقاء جيدا جداً، أما في ما يخص لقاء بكركي فهو بروتوكولي، وقد أرسلتُ ممثلا هو النائب بيار بو عاصي، لأنني اتخذ الكثير من الاجراءات الأمنية لاسيما في هذه المرحلة، خصوصا في مناسبات معروفة مسبقا الى هذا الحد”. ولفت إلى أن “لكل شخصية من القيادات المسيحية الاربعة سياسته وممارساته ونظرته، المتقاربون متقاربون ومتفاهمون، والمتباعدون متباعدون، وإذا حضرنا اللقاء لساعة او ساعتين وبعدها رحل بارولين الى الفاتيكان، فهل سيصبح جبران باسيل ملاكاً أم سأصبح أنا شيطاناً”؟
وقال جعجع في سياق الحوار: “لو كنت أنا فعلا من استطاع عرقلة عهد ميشال عون على مدى سنواته الست، فذلك يعني ان عليهم الذهاب الى البيت. أنا حاولت جداً مع ميشال عون لكن الجواب كان دائما، وقلته من هذا المنبر، “روح بوس تيريز”. التيار الوطني الحر من مصائب لبنان الثلاث وأدعوه إلى إعادة قراءة كل ما حدث معه، وبالتالي معيب ما يقولون ويفعلون”.
أما عن اتهام “القوات” بأنها ترفض الحوار فأجاب “نحن لم نرفض الحوار يوماً، نحن نتحاور يومياً مع الجميع، من الاعتدال الوطني والحزب التقدمي الاشتراكي الى كتلة التنمية والتحرير، وحدِّث ولا حرج عن نواب المعارضة، نحن اول الناس مع الحوار، لكننا نرفض مصادرة رئاسة مجلس النواب لرئاسة الجمهورية. لقد طرحت على لودريان ثلاث صيغ حقيقية للحوار، أولها مبادرة الاعتدال الوطني. فلنقل الأمور بكل وضوح، حتى اليوم لم تتم الدعوة الى اي جلسة حقيقية لانتخاب رئيس، وتعطيل الجلسة من اول دورة دليل على ذلك”.
أضاف: “طالما هناك أكثرية مع الحوار، فلماذا لا يبادرون اليه؟ في الحقيقة لأن محور الممانعة لا يريد رئيساً للجمهورية، ولن نقبل اطلاقاً أن تسيطر مؤسسة على رئاسة مؤسسة أخرى”.
وعن سبب عدم ابرام اتفاق مع سليمان فرنجية على غرار اتفاق معراب، أجاب: “طالما محور الممانعة موجود بهذا الشكل في السلطة، لا يفكرنَّ احد بإمكان قيام دولة في لبنان، وإذا وصل سليمان فرنجية، سيتصرف محور الممانعة في الدولة وفق ما يريد، لانه القوة السياسية الفعلية خلفه”. وأضاف: “نريد رئيساً مستقلاً للجمهورية، وسليمان فرنجية لا يمكنه ان يكون مستقلاً فهو منذ نشأته ليس كذلك بل يجاهر بانتمائه لخط الممانعة”.
واعتبر جعجع أن محور الممانعة لن يتحرك قبل انتهاء الحرب في المنطقة، وهو يلعب في الوقت الضائع ويستمر بتعطيل رئاسة الجمهورية عبر رئاسة مجلس النواب. البلد “منّو ماشي ومستحيل يمشي بلا رئيس،” لكن الممانعة لا تريد رئيساً في الوقت الحاضر أو تريده “على إيدها. الرئيس بري لا يريد رئيساً للجمهورية، وجلّ ما يريده مصادرة انتخابات رئاسة الجمهورية”.
وسأل “منذ 50 سنة حتى الآن، هل عشنا يوماً مرتاحين في هذا البلد؟ لا، لأن التركيبة الحالية لم تعد مجدية ويجب التواصل والتحاور لإيجاد حل آخر كي نعيش بشكل جيد. علينا ان نستوحي من اتفاق الطائف لنرى ما يمكننا تغييره ليعيش اللبناني مرتاحاً”.