الحرب والمواجهات: اليمن مكان لبنان؟

الحرب والمواجهات: اليمن مكان لبنان؟

المصدر: الجريدة الكويتية
22 تموز 2024

تتضارب القراءات حول كل التطورات، إذ بعد استهداف الحوثيين لتل أبيب، كانت هناك تقديرات تشير إلى أنه في حال تكررت مثل هذه العمليات، فإن إسرائيل ستتجه إلى الضغط العسكري بشكل أكبر على «حزب الله» وتوسيع المعركة ضده، عبر رفع معادلة تل أبيب مقابل بيروت.

ولكن بعدما ردّت إسرائيل باستهداف الحديدة، بدأت تتشكل قراءة مختلفة، بأن يكون اليمن مكان لبنان، أي تنتقل الحرب والمواجهات إلى اليمن بدلاً من أن تتعزز في لبنان، علماً بأنها في اليمن سيكون لها أبعاد خطيرة ومتعددة، نظراً لموقعه الاستراتيجي ما سيؤثر على البحر الأحمر، ومضيق باب المندب أي التأثير على ممرات 45 في المئة من نفط العالم، بالإضافة إلى اهتزاز الاستقرار في كل تلك المنطقة ما سيؤثر على السعودية، التي دعت أمس إلى ضبط النفس، وأعلنت أنها لن تقبل بجعل أجوائها مستباحة من أي طرف، وبالتالي فهي لا تريد لسمائها أن تتحول إلى ساحة تراشق صاروخي.

المخرج الوحيد لتجنب هذا التصعيد هو وقف إطلاق النار الفوري في غزة، وفي حال لم يتم وقفه بشكل فوري ونهائي، فإن الحرب ستكون حتمية، ولا يخفى أن هناك صعوبات تواجهها أميركا في فرض وقف إطلاق النار على إسرائيل، ما يترك الأمور مرشحة للتصعيد.

بينما تكشف مصادر دبلوماسية غربية عن بروز مساعٍ أميركية لتكريس قواعد اشتباك حول الوضع في اليمن ومنع التصعيد، تؤكد المعلومات أن قنوات التواصل الإيرانية ــ الأميركية قد تفعّلت بعد استهداف الحديدة بشكل متسارع وعبر قنوات متعددة، وبينها قنوات مباشرة بهدف تخفيف حدة التوتر.

وفي حال تكرست قواعد الاشتباك على قاعدة ردّ مقابل الردّ، تبقى الأمور على حالها في لبنان، أما في حال توسعت المواجهات أو نفذ الإسرائيليون ضربة في العمق كبيروت أو الضاحية فإن ذلك سيفرض قواعد جديدة، أو يقود إلى الحرب الشاملة، أما في حال انتقلت الجبهة من غزة إلى اليمن، فإن لبنان سيبقى منخرطاً في معادلة وحدة الساحات وجبهات الإسناد، ولكن المصادر تفضل انتظار ما سيظهر خلال الأيام القليلة المقبلة لاتخاذ الموقف.