
«مناخ حربي»: «الحزب» ينفي مسؤوليته… ووزير الطاقة الإسرائيلي يدعو إلى «حرق لبنان»
تطور دراماتيكي بارز، شهدته الجبهة اللبنانية – الإسرائيلية، مساء أمس، إثر مقتل وإصابة العشرات، في هجوم صاروخي استهدف بلدة مجدل شمس في مرتفعات الجولان المحتلة، نفى «حزب الله» مسؤوليته عنه، بينما اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أن «حزب الله تجاوز الخطوط الحمر»، ودعا وزير الطاقة إيلي كوهين إلى «حرق لبنان».
وقال إيلي بين، المدير العام لجهاز «نجمة داود الحمراء»، أن أكثر من 10 أشخاص قتلوا في ضربة على مجدل شمس، لافتاً إلى أن 17 من 34 جريحاً هم في حالة حرجة، وثمة 10 أطفال بينهم.
وأفادت خدمة الإسعاف، بأن أعمار الجرحى تراوح بين 10 أعوام و20 عاماً.
وأعلن الجيش الأسرائيلي، من جانبه، رصد نحو 40 قذيفة من لبنان باتجاه شمال إسرائيل على 3 دفعات، بينما أشار تحقيق أولي، إلى أن أنظمة الدفاع الجوي واجهت صعوبة في اعتراض صواريخ عين شمس.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يجري مشاورات أمنية من واشنطن، وسط تهديدات عسكرية بأن «الرد سيكون واسعاً ومضطرون لبحث الذهاب إلى الحرب».
في المقابل، نفى مسؤول العلاقات الإعلامية في «حزب الله» محمد عفيف لـ «رويترز»، مسؤولية الحزب عن الهجوم.
وكانت جبهة الجنوب، شهدت غارتين إسرائيليتين على بلدة كفركلا أدتا الى مقتل 4، تردّد أن اثنين منهما فلسطينيان، وأُعلن في تل أبيب أنهما استهدفتا «مجموعة تابعة لحزب الله بعد دخولها مبنى ومستودع عسكرييْن».
مسيرة كاريش
كما شهد يومَ أمس، تطوراً بدا «مستنسَخاً» من مسيَّرات 2 يوليو 2022، مع توجيه «حزب الله» مسيرة في اتجاه حقل كاريش للغاز، أعلنت تل أبيب أن سفينة صواريخ تابعة للبحرية بتعاونٍ مع سلاح الجو اعترضتْها.
وذكر موقع «واللا» العبري أن «المسيّرة مخصصة لتصوير مواقع حساسة في العمق الإسرائيلي بينها منصة كاريش للغاز».
ونقل عن مسؤولين إسرائيليين أن «إطلاق المسيّرة تجاه منصة كاريش خطوة تصعيدية لردع إسرائيل عن شنّ حرب على لبنان».
وبجعْل «كاريش» للمرة الأولى منذ بدء «حرب المشاغَلة» على جبهة الجنوب في 8 أكتوبر جزءاً معلَناً من «العيون المفتوحة» لمسيَّرات «حزب الله» (هدهد) التي باتت إسرائيل في مرمى مسْحها الجوي الشامل، يكون الحزب يسعى إلى واحد من أمرين، أو كليهما معاً:
– رَفْع منسوب الردع إلى مستوى نوعي بتأكيده أن كاريش و«كنوزه» الدفينة باتت جزءاً من «حلقة النار» المحتمَلة أي من «بنك الأهداف» في أي حرب شاملة على «حزب الله» لا تنفكّ تل أبيب تلوّح بها، وشكّلت احتمالاتُها أحد العناوين الرئيسية في لقاءات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في واشنطن، حيث أشارتْ تقارير إلى أنه حاول انتزاع غطاءٍ لعدم شمول جبهة لبنان بأي هدنةٍ في غزة، إلا لمسعى سريع من الموفد الأميركي آموس هوكشتاين لمحاولة دفْع الحزب إلى السير بترتيباتٍ على الحدود تشمل تراجُعه إلى ما تَعتبره «مسافة آمنة» لعودة مستوطنيها وإلا سيكون مضطراً لـ«التصرف» عبر توسيع الحرب على طريقة «آخر الدواء الكيّ».
– زيادة الضغط على نتنياهو للسير بمقترح بايدن، ولو بمرحلته الأولى، وهو ما سيُلاقيه الحزب حُكْماً بوقْف الجبهة تَماثُلاً، ما سيتيح إحداث أرضية لـ «التقاطِ الأنفاس» في غزة وأخواتها، وترْك «خبرة» رئيس البرلمان نبيه بري التفاوضية تفعل فعلها تجاه مهمة هوكشتاين عبر فتْح أبواب مع ترْكها موصدة في الوقت نفسه ما دامت لحظة «النهائيات» لم تحلّ على مستوى الحرب في القطاع.
ومن هنا، ترى أوساط سياسية أن استعادةَ الحزب الديمقراطي توازنه في السباق الى البيت الأبيض وتحوُّل كامالا هاريس مرشّحةً عوّضت بقوةٍ الفجوةَ التي كانت اتسعت بين الرئيس جو بايدن ودونالد ترامب بات عاملاً يأخذه في الاعتبار نتنياهو و«محور الممانعة» في احتساب خياراتهما القصيرة المدى.
ويسود اعتقاد بأنه بعدما كان عنصر الوقت وإضاعته يلعب لمصلحةِ رئيس الوزراء في سعيه إلى المماطلة وصولاً لعودة ترامب الى الرئاسة الأميركية، وهذا ما كان يرفع حظوظ تأجيل أي حرب واسعة، فإنّ تَساوي الفرص بين هاريس وترامب يجعل الوقت يعمل ضدّ نتنياهو الذي من شأن «تمديد ولاية بايدن» عبر فوز نائبته أن يضغط عليه في ما خص حرب غزة وجبهة لبنان، ما يطرح علامات استفهام حول إذا كانت تل أبيب ستستبق السيناريوهات المفتوحة في الانتخابات الأميركية بخطواتٍ حربية تضع واشنطن أمام أمر واقع وتربط الإدارة المقبلة (بحال عودة الديمقراطيين) بها كما بنتائجها حُكْماً.
وفيما كانت التحريات نشطة في بيروت عن نتائج محادثات نتنياهو في واشنطن، استوقف الأوساط السياسية أمران:
– الأول «خطوة الدعم الرمزية» للبنان من بايدن بإعلانه تأجيل ترحيل لبنانيين من الولايات المتحدة لمدة 18 شهراً بسبب التوترات بين إسرائيل و«حزب الله» وذلك في مذكرة أصدرها وستوفّر إعفاءً من الترحيل وتصاريح عمل لنحو 11500 مواطن لبناني موجودين بالفعل في الولايات المتحدة.
ولم يتوانَ البعض عن اعتبار هذا الإجراء – الذي يسمح بموجب سلطة تعرف باسم المغادرة القسرية المؤجلة للبنانيين بالبقاء في الولايات المتحدة لمدة 18 شهراً قابلة للتجديد – إشارة سلبية رغم إيجابيته، متسائلةً هل في الأمر استشعاراً بمناخ حربيّ يحوم فوق «بلاد الأرز» واستبقتْه واشنطن.
والثاني إعلان هوكشتاين (ذُكر إنه شارك في لقاء بايدن – نتنياهو) «أننا نتطلع لإنهاء الحرب في غزة وفي جنوب لبنان».
وقال «نتمنى ألّا نحتاج لأكثر من 18 شهراً من التمديد للبنانيين في أميركا ونعمل على إنعاش الاقتصاد اللبناني بطرق مختلفة».