الحرائق تزنر قرى وبلدات عدّة ومعوّض: عزمنا سيتغلب عليها
كتب رئيس “حركة الاستقلال” النائب ميشال معوّض، عبر حسابه على منصّة “أكس”: “في وقتٍ يتعرّض فيه لبنان لنيران الحرب، ها هي النيران الداخليّة تلتهم إرثنا الحرجي في أحراج مار سركيس وباخوس في إهدن، وسط تصاعد الأخطار على ثروتنا الطبيعية. كل الشكر لعناصر الدفاع المدني والمتطوعين الذين لبّوا نداء الاستغاثة فور نشوب حريق في حرش مار سركيس وباخوس في إهدن ويساهمون في هذه اللحظات بإخماد حريق يفترس بيئتنا وأشجارنا. كما أشكر قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون على تجاوبه الفوري، وقد أعطى توجيهاته لإرسال طوافة، وهي في طريقها الآن لتنفيذ مهمّتها. عزمنا سيتغلب على كل الحرائق”.
واندلع حريق بين زكريت وصولا حتى طريق مغارة جعيتا لم تعرف أسبابه بعد. وهرعت الى المكان سيارات الدفاع المدني. كما تساهم طوافات الجيش بإخماد النيران.
كما اندلع حريق في بلدة فرحت قضاء جبيل، وتوجهت عناصر الدفاع المدني من مركز جبيل الاقليمي ومراكز بجه وقرطبا وعنايا لاخماده.
واندلع حريق عند الرابعة من بعد ظهر اليوم على طريق سيدة الحصن في إهدن، وعمل الدفاع المدني ومجموعة من الناشطين البيئيين على إخماده بعد أن أتى على نصوب من الأرز وبعض أغصان الاشجار.
وكانت حرائق اخرى اندلعت في بلوزا بشري وحوقا زغرتا.
وتستمر لليوم الخامس على التوالي عمليات إخماد الحريق الكبير المندلع في حرج السفيرة الصنوبري في الضنية لجهة بلدة بطرماز، من غير أن تستطيع الفرق والعناصر العاملة على إخماده في إطفائه أو السيطرة عليه، بعدما امتدت النيران اليوم إلى نقاط أخرى داخل الحرج، وشوهدت ألسنة اللهب وأعمدة الدخان الأسود التي غطت سماء المنطقة تندلع في نقاط جديدة داخل الحرج.
ودفع اتساع رقعة الحريق ببلدة طاران المجاورة، التي تتقاسم أجزاء من مساحة الحرج مع بلدتي السفيرة وبطرماز، إلى توجيه نداءات عبر مكبرات الصوت من مساجد البلدة تدعو أبناءها إلى المساعدة والمؤازرة في إطفاء الحريق، بعد طلب من مركز أحراج الضنية لهذا الغرض، وإلى التنسيق مع البلدية.
في غضون ذلك، واصلت طوافات الجيش اللبناني وعناصر الجيش والدفاع المدني ومركز أحراج الضنية والبلديات وجهاز الطوارىء والإغاثة ومتطوعون جهودها من أجل السيطرة على الحريق ومنع اتساعه، إلا أن وجود الحريق في مناطق وعرة داخل الحرج وعدم وجود طرقات داخله لا تسمح لآليات الإطفاء بالوصول إليه، جعل جهود إخماد الحريق تقتصر على طوافات الجيش اللبناني وعناصر ومتطوعين يسعون لإخماده يدويا بواسطة معدات بدائية.
وساعدت شدة الرياح في تمدّد الحريق داخل الحرج، وسط مخاوف أبداها الأهالي من القضاء على مساحة حرجية واسعة لا يمكن تعويضها، ومن إلحاقه أضراراً بيئية كبيرة بالحرج وبالمنطقة، واقترابه من الأراضي الزراعية والمناطق السكنية.
وأفادت معلومات الـ”MTV” بأن “الدفاع المدني يعمل على إخماد 19 حريقًا في مختلف المناطق اللبنانية”.
الفاع المدني: في سياق متصل، أصدرت المديرية العامة للدفاع المدني في وزارة الداخلية والبلديات، البيان الاتي: “في يوم لا يشبه أي يوم مضى، بلغ معدل الحرائق في أحراج لبنان نسبة غير مسبوقة خلال ساعات هذا النهار.
في محافظة جبل لبنان توزعت الحرائق على مختلف الأقضية، من قضاء المتن (الربوة) إلى قضاء كسروان (القليعات / ابو ميزان، جعيتا، كفرذبيان) الى قضاء عاليه (بتاتر) وقضاء الشوف (عماطور، نهر الحمام/ غريفة، بتلون، الفوارة، البيرة، بعقلين/رأس الديب، اغميد، بيت الدين) وفي قضاء بعبدا (بطشاي) وفي إقليم الخروب (حصروت، عانوت) وفي المتن الأعلى (حمانا)، وفي قضاء جبيل (علمات، فرحت).
وفي محافظة الشمال طالت الحرائق أيضا العديد من المناطق : اهدن، بلوزا (بشري)، بطرماز (الضنية)، عكار العتيقة، بلانة الحيصة، بيت يونس.
إن المديرية العامة للدفاع المدني التي حذَّرت من خطر اندلاع الحرائق في ظل الأجواء المناخية المؤاتية التي تسيطر على لبنان (ارتفاع درجات الحرارة واشتداد قوة الهواء)، تناشد المواطنين الى ضرورة توخي أعلى درجات الحذر والامتناع منعاً باتاً عن اضرام النيران في الأعشاب اليابسة لأي سبب كان (التقشيش، تنظيف الأرض) والا ستقع كوارث بيئية لن تحمد عقباها.
توازياً أهابت المديرية العامة بالمواطنين والبلديات الى ضرورة مراقبة المساحات الحرجية، والتبليغ فوراً عن أي اعتداء على الطبيعة باشعال النار. ابتداءً من هذه اللحظة كل مواطن يجب أن يكون بمثابة الخفير والمراقب لتجنب وقوع المزيد من الكوارث، ومعاقبة المخربين.إن عناصر الدفاع المدني يحاربون النار بكل ما لديهم من إمكانيات توازياً مع المهام التي ينفذونها في المناطق التي تتعرض للعدوان الإسرائيلي، لذا لا بد من ان يتعاون الجميع معنا كي نحمي وطننا ونجنبه المزيد من الويلات”.