دعسة قضائية “ناقصة” في مرحلة تستجدي هماً “بالناقص”

دعسة قضائية “ناقصة” في مرحلة تستجدي هماً “بالناقص”

المصدر: المركزية
30 تشرين الأول 2024

في حمأة الرعب والنزوح المؤطّرَين بمشهديّة الدم والنار… يخرج أحد القضاة مستبقاً أفول خدمته القضائية ومن باب حسن النيّة لتسطير انتصار “لصالح المودِعين”، إلى الادّعاء على رئيس مجلس إدارة أحد المصارف  يتواجد خارج البلاد، بتهمة تهريب الأموال وغيرها من التُهَم، في أحرَج توقيت يمرّ به لبنان النازِف وشعبه النازِح.

مصدر مالي الذي يؤكد عبر “المركزية” على “عدم صوابية توقيت الادّعاء المذكور”، لم يغفل الإشارة إلى “مصادفة هذه الخطوة مع إدراج لبنان على “اللائحة الرمادية” واستثناء القطاع المصرفي من موجبات القرار إفساحاً في المجال لاستمرار التعاون مع المصارف المُراسلة العالمية… هذه النقطة الرئيسية ربما لم تستوقف القاضي الذي تقدّم بشكوى ضدّ أحد المصارف اللبنانية، هذه “النقطة الرئيسية” بامتياز التي شحذها حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري وغيره من المسؤولين اللبنانيين، من أجل المحافظة على ما تبقى من العمل المصرفي في لبنان تيسيراً لشؤون الناس شئنا أم أبينا”.

…”إنها دَعسة ناقصة” قام بها هذا القاضي، تضع القطاع المصرفي اللبناني ككل في مواجهة المصارف المُراسِلة، وتعرّضه لمخاطر مقاطعته وقطع الوِصال مع الخارج…!” يقول المصدر، معتبراً أن “هذه الخطوة ربما تَصلح في زمن السلم ولكانت سلكت مسارها القانوني الطبيعي، إنما لا تجوز تحت نيران الغارات الإسرائيلية التي لا تستثني محافظة على الأراضي اللبنانية ولا تترك حجراً على حجر!”.

ويرى أن “هذه المرحلة الحَرِجة التي تمرّ بها البلاد تستدعي خروج الجميع بالمستويات كافة، من الحسابات الضيّقة والتطلّع إلى ما يساهم في الصمود إلى حين إحلال السلام. عندها فلنَعُد إلى تحصيل الحقوق وبناء اقتصاد سليم بقطاع مصرفي متين… أما اليوم فلا الحقوق موجودة ولا الشعب يتذكّر مصائب مَحَتها تراجيديا النزوح وجِراح فقدان أحباء وكارثة دمار المنازل وضَياع الأرزاق…”.

…”كلا، ليس الوقت للكَيد السياسي وتصفية الحسابات مهما صُنِفَت…” يشدد المصدر المالي “إنها لحظة تستنفر الهِمَم لمواجهة عدوّ يتربّص شراً بلبنان، وتعزيز الاستقرار الاجتماعي حفاظاً على تعايش مشترك تهدّده أيادٍ خفيّة بحربٍ أهليّة حَمى الله لبنان وشعبه منها”.

إذاً، “الوقت ليس مناسِباً لزيادة الطين بلّة. آن الأوان للخروج من الزواريب الضيّقة والولوج إلى أفقٍ رَحِب حيث الفرصة متاحة للتفكير جلياً في كيفية الوصول بلبنان واللبنانيين إلى ميناء الخلاص…الخلاص من التشبّث السياسي بالشخصنة والشعبوية التي أثبتت التجارب أن لا طائل منها بشيء” يختم المصدر.