
جعجع: من الناقورة حتى بوابة شبعا تم “تنظيفه” من قبل الإسرائيلي
أشار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع: “التنافس الشديد الذي شهدته الولايات المتحدة انتهى خلال أقل من 24 ساعة بعد اتمام العملية الانتخابية، ولم نسمع أحدًا يقول إن الأمور لا تتم إلا بالتوافق كما يحصل في لبنان، حيث مرت سنتان ولم نستطع انتخاب رئيس للجمهورية.
هل يمكن أن نسأل المجموعات النيابية التي ترفض أن تُقدم على أي خطوة عملية في الوقت الحاضر، ما إذا كانت تؤيد ما حصل في الولايات المتحدة؟ وفي حال أيدتها فلماذا لا تتجه إلى اتخاذ خطوة عملية كالتوقيع على عريضة؟ هناك 127 نائباً باعتبار أن واحداً من النواب لا يتكلم، يرددون بشكل دائم مؤكدين على ضرورة إجراء الاستحقاق الرئاسي، فلماذا لا يوقعون على عريضة يطالبون فيها بإجراء الانتخابات، ويكفي أن تتضمن تواقيع أكثر من 86 نائباً؟”
وتابع جعجع ضمن برنامج “جدل” عبر شاشة LBCI: “في ظل الفراغ الرئاسي، يمكن وبحسب الدستور في أي وقت أن يجتمع 87 نائباً لعقد جلسة يترأسها كبير السن بينهم، هذا في حال بقي رئيس المجلس النيابي نبيه بري على موقفه بعدم الدعوة إلى جلسة قبل التوافق على اسم الرئيس.
أستغرب مقولة من يدّعون أن تطبيق الدستور يؤدي إلى إشكال، متجاهلين أن هذا هو الدستور ومتذرعين بأن ثمة من يخيفنا بهذا المفهوم، ولذلك “منعمل متل ما بدو أو بيعمل مشكل”.
وأردف: “الطائفة الشيعية كانت دائماً من الطوائف المؤسسة في لبنان و”كل عمرا على أفضل ما يكون مع باقي الطوايف”. حزب الله سيطر طيلة السنوات الـ40 الماضية على قرارها لعشرين سبب وسبب، وهي أسباب لا تبدأ بالتاريخ فحسب ولا تنتهي بالجغرافيا وما بينهما، ولكن هذا لا يعني أبداً أن هذه هي الطائفة الشيعية الحقيقية. كثيرون يتناسون بنود الميثاق الوطني التي وُضعت بين المسلمين والمسيحيين، لا بين الموارنة والأرثوذكس والسنة والشيعة والدروز وأي طائفة أخرى, نعم، أقبل بجلسة لانتخاب رئيس لا تشارك فيها الطائفة الشيعية، الدستور يجيز ذلك والميثاق الوطني أيضاً، فإذا رفض الموارنة على سبيل المثال أمراً فهل يُعطَّل البلد على أثره؟.”
وأضاف جعجع: “رفض الرئيس نبيه برّي عقد جلسات من دون مشاركة “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” يعود لعدم رغبته بعقد جلسة، وفي حال اعتمد هذا المبدأ فهو مبدأ خاطئ أدى إلى التعطيل منذ 40 سنة إلى اليوم وأوصل البلد إلى الهاوية التي يتخبّط بها.
الحل إما بتعديل الدستور بالنظر إلى الممارسات التي تتم الآن لتأسيس دستور جديد، أو البقاء على الحالي الذي ينص على إجراء انتخابات رئاسية، وبالتالي من غير المقبول المطالبة بالتوافق قبل الانتخابات.”
وأستكمل: “نرفض ممارسة سياسة التخويف الدائم من حصول فتن واندلاع اشكالات في البلد، فهذا الواقع الذي زرعوه في المفهوم اللبناني ليس من الضروري أن نقبل به، فمنذ سنتين تمت الانتخابات النيابية وكانت حامية جداً على الصعد كافة وبعد صدور النتائج لم يحصل شيء في البلد، إلّا أن محور الممانعة هو من عطل الانتخابات الرئاسية منذ اللحظة الأولى وما زال مستمراً بذريعة أن “لا رئاسة قبل وقف إطلاق النار”، في حين أن لبنان يعاني من كارثة استراتيجية ووطنية وإنسانية ومعيشية، وبات بأمسّ الحاجة الى رئيس أكثر من أي وقت آخر, إذا كان محور الممانعة يقوم بهذه الممارسات، فأين أنتم منها بعيداً من الكلام؟ يتوجّب عليكم مطالبة الرئيس برّي بالدعوة إلى جلسة انتخابية وفي حال رفضه، يتوجّه 87 نائباً بشكل تلقائي إلى مجلس النواب لانتخاب الرئيس.”
وتابع جعجع: “لا يمكن لأي مجموعة تعطيل البلد والسير خلافاً للدستور وللأكثريات الأخرى كلها، علماً أن هذا الأمر يجب الّا يأخذنا إلى اقتتال داخلي، وفي حال حصل، فهذا يعني أن ثمة مشكلة أعمق وأكبر بكثير مما نشير اليه. وحبّذا لو نسأل إن كان يجوز أن تعطل الطائفة الشيعية الطوائف المسيحية والسنية والدرزية، بدلاً من أن نسأل: هل يجوز بقاء الطائفة الشيعية خارج جلسة الانتخاب؟”
ولفت الى أن: “”الشغلة يلي ركبت عوجة من 40 سنة صعب الخروج منها”، لكن يجب التخلص منها وإلّا “مكانك راوح”. نمر بهذه الأزمة كوننا نتصرف وفق هذا الأسلوب، فنحن نحاول باستمرار مطالبة الكتل الأخرى بالاجتماع من أجل انهاء الفراغ الرئاسي إلا أنّها ترفض بحجة التخوّف من اندلاع اشكالات في البلد. وهنا نسأل: هل وجودنا اليوم بلا رئيس، ألا يسبب مشكلة في البلد؟ وهل من مشكلة أكبر من هذه المشكلة؟ ما الأسباب الوطنية الموجبة التي أوصلت البلد الى هذا الحد؟ فلو حذّر الجميع “حزب الله”، كما فعلنا، من أن أداءه سيؤدي إلى حرب “طويلة عريضة” وكفوا عن المسايرات، لما وصلنا الى هذه النتيجة.
للأسف، ما تزال المسايرات ومحاولات إرضاء “كل الكون” مستمرة.”
وقال جعجع: “نيّة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب السياسية هي لوقف الحروب في لبنان والعالم، ويبقى علينا الانتظار حتى تسلمه الحكم والانتهاء من تنظيم إدارته الجديدة واتخاذ الموافقات اللازمة، ليبدأ بعدها بالعمل السياسي، أي أن أمامنا نحو 3 إلى 4 أشهر لبلورة الأمور، وأتوقع استمرار المعارك، في هذه المرحلة، لا بل تفاقمها أكثر من السابق، فطرفا النزاع يعتبران أنهما أمام فرصة لتعزيز مواقفهما قبل التوصّل إلى واقع يفرض محدودية في التحرك.”
وأشار: “”واضح شو عم يعمل الاسرائيلي بالجنوب، بس نحنا شو عملنا؟” منذ انطلاق جبهة الإسناد، كانت حسابات “حزب الله” خاطئة في مجملها، والنتيجة اليوم أثبتت ذلك، ومع الأسف يستمر الحزب بالمنطق نفسه. فخطاب الشيخ نعيم قاسم الأخير خير دليل على ذلك. ولكن، في الواقع، إن ما يجري اليوم هو تماماً ما خطط له الإسرائيلي، في الوقت الذي “يضحك فيه الحزب على الناس” للاستمرار في القتال استجابة لما هو مطلوب منه.”
وأردف: “منذ مجيء الموفد الأميركي آموس هوكستين إلى لبنان، كان محور الحديث مطالبة اسرائيل بمنطقة عازلة تمتد من 3 إلى 5 كيلومتر حيث تتواجد التحصينات الأساسية لحزب الله، أما الآن، وللأسف، فستصل المسافة إلى ما بين 8 و10 كيلومتر. منذ شهر احتلّ الإسرائيليون 200 كيلومتر مربع تقريباً، بينما تطلّب احتلال غزة، ومساحتها 360 كلم، مدة من 8 الى 9 اشهر، ما يعني انهم “مسبّقين كتير بلبنان” خلاف ما يسوّقه الحزب في هذا الاطار. والخط كله من الناقورة صعوداً ومن الخيام حتى بوابة شبعا تم “تنظيفه” من قبل الإسرائيلي، وهناك ضرورة معرفة العقيدة القتالية لعدوك من خلال مقارنة الأماكن الأخرى التي قاتل فيها، اذ أن الإسرائيلي لا يمكث في مكان لأنه يعتبر أنه حيث يدخل ويبقى في أرض ليست له، سيتعرض للكثير من الخسائر، وبالتالي هو يعمد إلى تنظيف الأرض ثم يخرج منها.”
ولفت: “نفذ الإسرائيلي في الجنوب ما يريده هو لا ما يقوله الشيخ نعيم قاسم، وأتوقّف عند ذلك لا انتصاراً للإسرائيليين ولا انكساراً لحزب الله، إنما بعيداً جداً من ذلك، لأنقل الواقع كما هو. إذاً، يتحضّر الإسرائيلي للمرحلة الثانية ولا أعرف ان كانت حتى الليطاني أم لا، ولكن الأمر سيّان، فهو يدخل إلى مجموعة من القرى بالأسلوب نفسه، ولو أن المرحلة الأولى كانت الأصعب لأنها الخط الأهم للحزب حيث التحصينات الأساسية والتمركز الرئيسي، وهذا كله سقط للأسف، والآن ستبدأ المرحلة الثانية.”
وأضاف جعجع: “الطروحات التي عرضت على الحكومة اللبنانية واضحة، حتى الآن، وهي استلام الجيش اللبناني الجنوب، كما يجب، مع حكومة وسلطة توحيان بالثقة ومن دون أي وجود لتنظيمات مسلحة على الأراضي اللبنانية تمتلك صواريخ توجّهها الى إسرائيل، فعلى الرغم من أن إسرائيل لديها أطماع كثيرة، ولكن المطلوب من لبنان معلوم من الجميع، وقد طرحه هوكستين أمام جميع اللبنانيين وتبلّغته قيادة حزب الله، ويتمثّل بانسحاب الحزب من الجنوب وانتشار “الجيش اللبناني”، إلّا أن الجواب أتى من لبنان، قبل إسرائيل، ومضمونه “روح لعاب، مش واردة عنا”.
وقال: “ثمّة اتفاقية هدنة بين لبنان وإسرائيل موقّعة في آذار 1949 لحظت تخطيط الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وسياسة ترهيب الشعب اللبناني القائمة منذ 70 عاماً عبر التهويل بالأطماع الإسرائيلية مرفوضة تماماً, اتفاقية الهدنة لم تستند إلى الخط الأزرق الذي شاركت في وضعه جماعة الممانعة، علماً أنّه لم يكن عليها القبول به إلّا بما يتوافق مع الحدود الصحيحة. ويبقى الأهم خط الهدنة، إذ أن إسرائيل لم تنجز اتفاق هدنة مع أحد إلّا مع لبنان، ولم يحصل شيء عند الحدود بين الأعوام 1949 و1965 إلى حين بدء المشاكل في الـ1965 مع تمركز المنظمات الفلسطينية المسلحة في جنوب لبنان. كما لم نشهد أي جديد بين الـ2006 والـ 2023، وبالتالي بات واضحاً ما الذي يفجر الوضع على الحدود، وهي العمليات الأمنية التي تنطلق من لبنان إلى إسرائيل.”
ولفت جعجع: “في الزيارة الأخيرة لهوكستين الى إسرائيل، طرح تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته وهو ينص على انتشار الجيش اللبناني مع قوات دولية لها الحق بالإشراف على طريقة تنفيذه، إلى جانب مراقبة تهريب الأسلحة عبر الحدود اللبنانية، فيما ستتمتّع إسرائيل بحق التدخّل في أي وقت اذا ما رأت أي عملية تهريب، وهذا الطرح هو الأسوأ الذي وقعنا به نتيجة عدم تنفيذنا لضبط الحدود بشكل صحيح.”
وتابع: “موقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لجهة قوله إن “حزب الله” تأخر بفصل جبهة لبنان عن غزة شجاع، وأتمنى لو أن الرئيس ميقاتي مارس ضغوطاً على الحزب في السابق تجنّبا لما وصلنا إليه. حبّذا لو أن أصدقاء الحزب، أي الرئيسين بري وميقاتي والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، حذّروه من أخطار استمرار أدائه، ولا سيما أنهم يدركون ذلك بشكل جيد، فكلام جنبلاط صحيح على أن الحرب طويلة والجميع تركنا، ما يعني أنه كان يعلم ذلك.”
وأشار جعجع: “سبب عدم تطبيق الـ1701 كما يجب هو أن مجموعة من السياسيين، منذ 40 سنة، لا تريد مواجهة احد وتسعى إلى الحفاظ على علاقة جيدة مع الجميع، الأمر الذي دمر الوضع. وما يتعرض له الجيش منذ أسبوعين تقريباً واستُتبع بموقف الشيخ نعيم قاسم يمثل أكبر عملية تجنٍ وغشٍ نشهدها، إذ أن الجيش لم يتخذ قرار الحرب وبالتالي لا يواكب حيثياتها بل كلنا نعي أن “حزب الله” من أعلنها، لذا السؤال موجّه لحزب الله: “كيف جاء هؤلاء إلى البترون؟”، فالحزب من يمتلك القوة البحرية ومن يهمش الجيش ويضعه على حدى منذ 30 سنة, ومنذ سنوات، كان هناك ضابط في الجيش اللبناني أضاع الطريق وهو يقود مروحية واقترب قليلاً من مركز للحزب فقتلوه، وهو الشهيد سامر حنا. إذاً ماذا تركتم للجيش في هذه المعركة كلها؟ لا القرار يعود له ولا المواجهة ولا أي أمر آخر، وجميع اللبنانيين على دراية بما حصل في البترون. عملية الإنزال التي شهدناها سهلة جداً، فقد جاء الاسرائيليون بحراً عبر المياه الدولية بزوارق مطاطية لا تلتقطها الرادارات واستخدموا أجهزة تشويش عليها، فنفذوا العملية وغادروا.”
وأستكمل: “شيخ نعيم، كيف عرف الإسرائيليون مكان السيد حسن نصرالله وهاشم صفي الدين؟ نحن من الذي عليه طرح الأسئلة عليكم لا العكس، فأنتم من يخوض الحرب ومن لم يقم بالحسابات الدقيقة. وهدف الحملة على الجيش اللبناني تعود إلى رغبة أصحابها بتحجيم “الجيش” لأنه الوحيد القادر، في المرحلة المقبلة، على سد الفراغ في الجنوب وفي لبنان كله.”
وشدد جعجع: “ما يطالب به رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو هو الأسوأ، ويمكن تجنب هذه النتيجة من خلال تطبيق الحكومة بشكل جدّي القرار 1559 ومنع حركة التهريب عبر الحدود وإنهاء وجود التنظيمات العسكرية، ويتبعه تنفيذ القرار 1701 ونشر “الجيش” على الحدود ومن ثم تطبيق القرار 1680 الذي يؤدي إلى ترسيم الحدود مع سوريا واقفالها حيث ينبغي، علماً أن نتنياهو “مسكّرها”.
وقال: “طروحات الشيخ نعيم قاسم خيالية تُظهر أن إسرائيل موجوعة ونحن بألف خير. يا شيخ نعيم، هل نتنياهو لديه مليون نازح و3500 قتيل و15000 جريح؟ كيف يمكن تصويب الخطوات، في حين نحن بعيدون إلى هذا الحد عن تشخيص الواقع؟ ومنذ العام 1990 وعلى أثر اتفاق الطائف، كان من المفترض أن يكون حزب الله في مكان آخر، ولكن للأسف لم يحصل ذلك، فبتنا في مكان شاذ أودتنا إلى هذه المصيبة، من هنا يتوجّب إنهاء أي وضعية شاذة، إن كان يتعلّق بسلاح حزب الله أو سواه، فيحذو حذو “القوات اللبنانية” التي طبّقت اتفاق الطائف. وإلى حزب الله أقول: يكفي خسائر ودمار بسبب تصرفاتك، انظر ماذا فعلت بنفسك وبلبنان.”
وتابع: “لا أخشى من اندلاع حرب أهلية، والحرب الأهلية فهي كلمة كبيرة وتحتاج إلى قرار، وما من فريق لبناني يريدها. في الماضي بدأت بشرارة اذ أراد فريق وضع يده على السلطة، إلا أنّ اليوم لا قراراً بالحرب، ولو انه من الطبيعي حدوث بعض الإشكالات التي تُعالج بشكل فوري كما تعمل القوى الأمنية والجيش اللبناني وهم ضمانتنا بأن لا تتطور هذه الإشكالات كي تصل إلى مشاكل كبيرة, ومن يسأل عن تطمينات إلى الطائفة الشيعية، أريد أن أشير إلى ما حصل في منطقة دير الأحمر، فمع تأزم الوضع بقاعاً، كان أبناء دير الأحمر أول من احتضن “جيرانهم” التي تفوق أعدادهم بمرتين او أكثر أعداد أبناء “الدير” ولم يتخوّفوا من هذه الاستضافة، بل اعتبروها امراً طبيعياً. هذا النزوح لن يسبب مشكلة في التوزيع الديمغرافي اذ بعد وقف إطلاق النار سيعود النازحون الى بلداتهم ليعيشوا فيها، ولو كانت مدمّرة.”
ورداً على سؤال ماذا عن انشاء إسرائيل خطا لرفض عودة اللبنانيين الى قراهم؟ قال: “ما بحط ايدي تحت بلاطة الإسرائيلي”، ولكن على السلطات اللبنانية تطبيق القرارات الدولية الـ1701 والـ1559 والـ1680 والامساك بزمام الأمور ليخرج عندها الإسرائيلي بالقوة السياسية لا العسكرية.”
وتوجه جعجع الى رئيس مجلس النواب نبيه بري بالقول: “الضرر علينا عموماً وعلى البيئة الشيعية خصوصا، لذا “صار بدا” الكثير من الجرأة والوضوح ووقف المسايرة، ونحن لا نريد القتال حتى آخر شاب شيعي في لبنان ولا حتى لتدمير آخر حجر في بيت شيعي في #لبنان، فقد خسرنا الكثير ولا نتحمّل المزيد. اتخِذ القرار بتنفيذ القرارات الدولية مع الحكومة الحالية وقل لمن تبقى من مسؤولي “حزب الله”: كفى، على أي أساس تستمرون في القتال؟”.
وأشار الى أن: “الشيخ نعيم قاسم يقول إن المعركة في بدايتها والحزب سيكون أقوى بعد الحرب، لكن الحرب حسابات لا تمنيات وعواطف، والواقع واضح ولا يُظهر أي انتصار لحزب الله الذي لا يرغب بتطبيق القرار 1701 لانه بمثابة انكسار له وانتصار لإسرائيل, وحرب تموز مختلفة عن الحرب القائمة اليوم، فإسرائيل تسعى إلى رسم خارطة جديدة للشرق الأوسط عن سابق تصور وتصميم، نحن على باب حرب بين إسرائيل وايران واعتقد أنها لن تنتهي من دون ضرب المنشآت النووية الإيرانية، خصوصاً بعد وصول ترامب إلى الرئاسة الأميركية والذي أعطى الضوء الأخضر لنتنياهو “يعمل اللي بدو ياه ويخلص”، وهذا عنوان المرحلة الآتية على مدى شهرين ونصف شهر، وبالتالي ايران أمامها نتنياهو وخلفها ترامب.”
ودعا “حزب الله” إلى الحفاظ على نفسه كحزب سياسي لحماية أبناء الطائفة الشيعية ولبنان وإلا سيستمر في المسار الانحداري.
وتابع جعجع: “الإسرائيليون يتحضرون للمرحلة البرية الثانية، ولا أعرف إن كنا سنشهد مرحلة ثالثة. إنهم يعملون لإبعاد “حزب الله” نحو 30 كلم عن حدودهم، مهما كلف الأمر، وعندها لا يمكن لصواريخ “الحزب” الوصول إلى اسرائيل، وحتى الآن خسائر الجيش الإسرائيلي لا تتخطى الـ70 قتيلاً, بات عدد الصواريخ الدقيقة لدى حزب الله قليلا، فبالأمس ضربوا 10 صواريخ بعيدة المدى، اعتُرض 9 منها في الجو، وبالتالي إن ردها بالنسبة لإسرائيل أمر سهل، فيما يهمّها إبعاد راجمات “الكاتيوشا” التي يوجهها “الحزب” بأعداد كبيرة، ليتسنّى لها بعد ذلك الاستمرار في استهداف السيارات وتنفيذ بعض الاهداف الدقيقة. وهذا الوضع سيستمر في حال لم يطبق القرار 1701. ”
وأضاف: “بناء الدولة يتطلب رئيساً يتمتّع بالمواصفات التي طرحها “لقاء معراب”، ولا شك أن ثمة 10 آلاف شخص يجرؤ على ذلك, وهناك كتل نيابية كثيرة مع انتخاب قائد الجيش، وأنا أعلنت أنه من المرشحين الجديين و”لا فيتو” منا عليه، ولكن قبل ترشيحنا له رسمياً سنتحدث معه في الملف السياسي لنطّلع على مقاربته لبعض الأمور السياسية والحلول المطروحة لمعالجة الملفات الشائكة كالتهريب على الحدود، على سبيل المثال, والرئيس التوافقي يعني “لا رئيس”، والحكومة التوافقية تعني “لا حكومة”، وهذه المعادلات أوصلتنا إلى هذا الوضع، لذا نبحث عن رئيس يتمتّع بالمواصفات الانقاذية المطلوبة وقادر على الفوز.”