
جيفرز باقٍ وبَدَل الجنرال… اثنان المهمّة ضبط الوضع الميداني
كما كان متوقعاً، جال رئيس لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف النار الجنرال جاسبر جيفرز على الرؤساء الثلاثة، وكان ملف تفعيل عمل اللجنة ومواصلة الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها والانسحاب من التلال الخمس التي تحتلها وإعادة الأسرى اللبنانيين، الطبق الرئيسي على طاولة المحادثات، في ظل معطى استجد على هذه اللجنة التي انتقلت رئاستها من يد جيفرز إلى خلفه الجنرال مايكل ليني.
هذا التطور فُسّر بأنه يهدف إلى توجيه رسالة إلى السلطات اللبنانية حيال جدية التعامل الأميركي مع الملف اللبناني، بعدما شكل الغياب المستمر لجيفرز عن لبنان نقطة انزعاج لبناني ومن أعضاء اللجنة الآخرين الموجودين في لبنان والذين يقومون بالعمل عن قرب، فيما جيفرز يتولى المتابعة والتنسيق، وإنما عن بعد!
لم تصحّ الانطباعات عن خلفية تنحي جيفرز عن رئاسة اللجنة، كما تردد في الأوساط السياسية التي عزت الأمر إلى أن الرجل سيعود إلى التفرغ لمهمات جديدة ضمن غرفة العمليات التي يعمل فيها وتتطلب منه تفرغاً أكبر.
وتشير المعلومات المتوافرة لـ”النهار” إلى أن جيفرز لم يتخلَ عن رئاسة اللجنة، بل سيبقى مشرفاً على سير عملها، فيما سيكون ليني الرئيس المقيم في لبنان، ما يعني أنه سيكون هناك “جنرالان” يتوليان اللجنة، بما يؤكد أن التزام الملف اللبناني مستمر أميركيا، لا بل مضاعف، ولن يكون عبر الفضاء الافتراضي، بل من خلال مسؤول موجود في لبنان، وزيارات مكوكية لجيفرز للمتابعة عن كثب.
وبحسب مصادر شاركت في الاجتماعات، فإن هدف واشنطن من تعزيز وجودها في لبنان عبر وجود ضابطين برتبة لواء من ضمن قيادة المنطقة الوسطى، يكمن في قرارها ضبط الوضع الميداني جنوبا. وعُلم في هذا المجال أن قرارا كهذا يرمي إلى تفعيل عمل اللجنة الذي بات ممكناً اليوم بوجود رئيس مقيم لها، وهو ما سيترجم عبر مواصلة مساعدة لبنان على سد الثغر الباقية في تنفيذ الاتفاق لضمان نزع السلاح في شكل كامل.
وتضيف المعلومات أنه لا يزال هناك بعض الثغر في إنهاء انتشار الجيش جنوب الليطاني كي يتسنى البدء بالمرحلة الثانية في شماله، وصولاً إلى كل الأراضي اللبنانية التي يشملها الاتفاق.
وكان تأكيد من الجانب اللبناني لالتزام لبنان كل مندرجات الاتفاق، فيما تواصل إسرائيل خروقها له، ما يستدعي مضاعفة الجهود والمساعي والضغوط لدفعها إلى الانسحاب، باعتبار أن التزام لبنان وحده لن يكون كافياً ما لم يقترن ببوادر حسن نية من الجانب الإسرائيلي الذي يدرك تماماً أن الذرائع التي يقدمها لبقائه في التلال الخمس غير مبررة. وعليه، فإن تفعيل عمل اللجنة يعني الانتقال إلى توسيع نطاق عملها، بعدما بات واضحاً أن الطرح الأميركي السابق بتشكيل ثلاث لجان للعمل الديبلوماسي قد تمت فرملته في المرحلة الراهنة.
وأمام شكاوى المسؤولين اللبنانيين من استمرار الاعتداءات الإسرائيلية، كانت لافتة ردة فعل الوفد الأميركي الذي عبّر عن استياء وعدم ارتياح بعد التصعيد الإسرائيلي غير المبرر، وسط معلومات عن نفي الجانب الأميركي أن تكون إسرائيل قد طلبت الإذن من واشنطن للقيام بغاراتها، مع تشديد على أن هذا الأمر لا يدخل في عمل الإدارة وليس من ضمن واجبها.