
في خطاب قاسم وكأن الدولة أشعلت الحرب!
في اطلالة الامين العام لحزب الله نعيم قاسم الاخيرة، حاول وضع خارطة طريق للدولة، للسير عليها، وتحديد الاولويات المطلوب تنفيذها، للخروج من تداعيات الحرب التي اشعلها تحت شعار مشاغلة قوات الاحتلال الاسرائيلي عن عدوانها ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ملقياً باللوم على السلطة لاستمرار الاحتلال الاسرائيلي لبعض المناطق الجنوبية، لضعف حركتها بهذا الاتجاه، وتلكؤها باطلاق ورشة اعادة اعمار المناطق المدمرة، انصياعا للضغوط الاميركية وغيرها، وبالطبع لم ينسَ التذكير بثلاثية الشعب والجيش والمقاومة، وأفضال النظام الايراني بمد يد العون لمساعدة المتضررين واغاثتهم، ليخلص الى رفض تقديم اي تنازلات بخصوص موضوع نزع سلاح الحزب، استنادا للقرار١٧٠١، وللبيان الوزاري ولخطاب القسم، لحصر السلاح بيد السلطة اللبنانية دون غيرها.
تجاهل قاسم مسؤولية الحزب باشعال الحرب مع اسرائيل بعد عملية طوفان الاقصى، وتسببه بالاحتلال الاسرائيلي لبعض المناطق الجنوبية، من دون قدرته على ردع هذا الاحتلال واجباره على الانسحاب منها، محاولا باسلوب ركيك، تحميل الدولة مسؤولية تداعيات الكارثة الرهيبة التي اصابت لبنان واللبنانيين، والتي تتجاوز في اضرارها وخسائرها المادية والمعنوية، العديد من الازمات والحروب والاعتداءات التي تعرض لها لبنان في العقود الخمسة الماضية.
تناسى الامين العام لحزب الله ان سطوة الحزب على الدولة اللبنانية، لفرض سياسات واولويات خارج اطار مصلحة لبنان والشعب اللبناني، ولمصلحة النظام الايراني، قد انتهت بعد تطورات وتداعيات الحرب العدوانية الاسرائيلية التي اشعلها اكثر من مرة، وتدخلاته الدموية في سوريا وبعض الدول العربية الشقيقة، ولم يعد باستطاعته تكرار مثل هذه الاساليب الهدامة، بعد سقوط محظوراته في منع الاستحقاقات المهمة والاساسية، مثل انتخاب رئيس الجمهورية وتاليف الحكومة، واستئناف التحقيق بملفات مهمة وحساسة، كانفجار مرفأ بيروت وغيره.
لم يكن قاسم موفقاً في محاولته تحميل الحكومة والدولة مسؤولية التأخر باطلاق ورشة اعادة اعمار منازل وابنية المواطنين، التي تهدمت بالحرب، ومحاولته تأليب المتضررين الذين تهدمت اوتضررت منازلهم او مصالحهم، على الدولة ونفض ايدي الحزب من مسؤولية الدمار الذي لحق بهم وبلبنان عموما.
لم ينفع اسلوب قاسم بالالتفاف على نتائج وتداعيات حرب المشاغلة على واقع الحزب وسياساته، ومحاولة غسل يديه منها، وتصوير الدولة، وكأنها هي التي اشعلت الحرب على اسرائيل، وبالتالي هي مجبرة على القيام بكل المترتبات الناجمة عنها.