التحقيقات الفرنسية في مراحلها النهائية: كشف أسباب انفجار المرفأ؟

التحقيقات الفرنسية في مراحلها النهائية: كشف أسباب انفجار المرفأ؟

المصدر: المدن
2 ايار 2025

أنجز الوفد الفرنسي المؤلف من قاضيين من دائرة التحقيق في العاصمة باريس وقنصل فرنسيّ مهمته القضائيّة داخل قصر عدل بيروت، وغادر الأراضي اللبنانيّة بعد تسلمه المعلومات التي كان يحتاج إليها من القضاء اللبنانيّ، على أن يعاود زيارته في وقت لاحق لتسليم لبنان التقرير الفني النهائي الذي توصلت إليه فرنسا في تحقيقاتها، والذي سيُذكر فيه السبب الأساسي لانفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب العام 2020.

تعاون قضائيّ
سلّم القضاء الفرنسي سابقًا ثلاثة تقارير حول مرفأ بيروت: الأول هو نتيجة فحوص التربة التي أجراها فريق فرنسي متخصص في مرفأ بيروت، الثاني هو مجموعة صور للأقمار الصناعية، والثالث هو تقرير فني تقني. وكان من المتوقع أن يُسلم لبنان التقرير الفني الأخير الذي يحمل أهمية كبيرة في مسار القضية، فهو خلاصة التحقيقات الفرنسية بعد خمس سنوات من العمل، وسيشمل بشكل مفصل الأسباب التي أدت إلى الانفجار.وفي هذا السياق، يشرح مصدر قضائي رفيع لـ”المدن”، أن أهمية هذه الزيارة تكمن في إعادة فتح أبواب التعاون بين لبنان والدول الأجنبية، بعد قطيعة دامت أكثر من سنتين بسبب وقف تعاون النيابة العامة التمييزية مع المحقق العدلي طارق البيطار. كما لفت إلى أن الوفد الفرنسي أبدى استعداده للتعاون مع الجانب اللبناني، الذي تجاوب معه بشكل إيجابي، مقدّمًا كل ما كان بحاجة إليه. حيث أطلع البيطار الوفد على آخر تطورات الملف، وطلب منهم تسليمه التقرير النهائي عند إنجازه.
تؤكد المصادر أن الوفد لم يُسلّم التقرير النهائي خلال هذه الزيارة، لكنه أحضر العديد من المستندات الضرورية التي تم ضمها إلى ملف التحقيق اللبناني لدى البيطار. من جهته، طلب الوفد الفرنسي من البيطار مساعدته في تحقيقاتهم التي اقتربت من خواتيمها، حيث كانوا بحاجة إلى بعض المعلومات المتعلقة بالتحقيقات اللبنانية. وقد تم الاستجابة لمطالبهم، وستضاف هذه المعلومات إلى الملف الفرنسي ليصبح التقرير النهائي جاهزًا لتسليمه للقضاء اللبناني في المرحلة المقبلة.

تبادل المعلومات
نظم الوفد الفرنسي لقاءات قضائية متعددة، حيث عقد اجتماعًا مطولًا مع المحقق العدلي طارق البيطار داخل قصر عدل بيروت استمر لمدة يومين، كما التقى المدعي العام التمييزي جمال الحجار، ووزير العدل اللبناني عادل نصار، ورئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبود. وعلى الرغم من أن الجانب اللبناني كان يتوقع تسلّم التقرير الفني النهائي من فرنسا، إلا أن هذا لم يحدث، حيث أُبلغت السلطات اللبنانية بأن فرنسا بحاجة إلى بعض المعلومات الإضافية من التحقيقات اللبنانية قبل أن تتمكن من تسليم تقريرها وكشف مضمونه.

وفقًا لمعلومات “المدن”، فإن خلاصة التحقيقات الفرنسية ستكون قادرة على حسم بعض النقاط الغامضة ومساعدة البيطار في تحديد أسباب الانفجار بناءً على الحقائق التي يحتويها الملف الفرنسي. المعلومات المتوقعة قد تجيب عن العديد من الأسئلة وتسد بعض الثغرات التي لا يزال البيطار يعمل على حلّها، مما قد يساهم في تسريع إتمام تحقيقاته. مع ذلك، يؤكد مصدر قضائي لـ”المدن”، أن التحقيق اللبناني هو الأساس، إذ يضم كافة المعلومات والتفاصيل وجلسات الاستجواب، وكل ما تم التوصل إليه عبر السلطات القضائية والأجهزة الأمنية منذ لحظة وقوع الانفجار. ويعتبر المصدر أن المعلومات المتوفرة في التحقيقات اللبنانية أعمق بكثير من أي تحقيق يجري خارج الأراضي اللبنانية. ومن المتوقع أن يسلم التقرير الفني النهائي قبل ختم تحقيقات البيطار، أي قبل شهر آب المقبل.